![](https://errakb.info/wp-content/uploads/2025/02/FB_IMG_1739466729631.jpg)
ظرافات وظرفاء (36) / الأستاذ: محمدو سالم ولد جدو
دخل أبو دلامة على المهدي وعنده جماعة من وجوه بني هاشم، فقال له المهدي: أعاهد الله عهدا إن لم تهج واحدا ممن في البيت لأضربن عنقك. فتحير في أمره، وكلما نظر إلى أحد من القوم غمزه واعدا بما يرضيه. فعلم أبو دلامة أنه قد وقع في ورطة لا بد من مخرج منها.
قال: فلم أر أحدا أحق بالهجاء مني ولا أدعى إلى السلامة من هجاء نفسي، فقلت:
إلا أبلغ لديك أبا دلامه ** فلست من الكرام ولا كرامه
إذا لبس العمامة كان قردا ** وخنزيرا إذا نزع العمامه
جمعت دمامة وجمعت لؤما ** كذاك اللؤم تتبعه الدمامه
فإن تك قد أصبت نعيم دنيا ** فلا تفرح فقد دنت القيامه.
ففوجئ المهدي بذكائه وضحك القوم ولم يبق منهم أحد إلا أجازه.
وخرج المهدي وعلي بن سليمان في جماعة إلى الصيد، فسنح لهم قطيع ظباء، فأرسلت الكلاب وأجريت الخيل، ورمى المهدي سهما فأصاب ظبيا، ورمى علي بن سليمان فأصاب كلبا فقتله، فقال أبو دلامة:
قد رمى المهدي ظبياً ** شك بالسهم فؤاده
وعلي بن سليما ** ن رمى كلبا فصاده
فهنيئاً لهما كـ ** ـل امرئ يأكل زاده
فضحك المهدي حتى كاد يسقط عن سرجه، وقال: صدق والله أبو دلامة! وأمر له بمال، فلقب علي بن سليمان بعد ذلك صائد الكلب، حتى غلب هذا اللقب عليه.