
عن صوم تاسع ذي الحجة في حال اختلاف الرؤية: أ. عبد الله السالم اللوه
الفتوى لا تكون بالتشنج والضجيج والشعبوية .
موجبه أن الحجاج اليوم يقفون على صعيد عرفة فهو يوم عرفة حتى لو قلنا إن لكل قوم رؤيتهم وحتى لو سلمنا أن لكل بلد ؤيته (وتحديد البلد عند الفقهاء لا علاقة له بالحدود السياسية ) وأن يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة في كل بلد فإن اليوم الخميس لا خلاف أنه من تسع ذي الحجة وهي كلها صومها سنة مؤكدة فتحريض الناس على عدم صومه خاصة بالوسايل الغوغايية هو أمر مستهجن ومرفوض شرعا فهو يوم يستحب صومه سواء كان يوم عرفة أم كان يوم التروية.
اما بخصوص صوم الغد يوم الجمعة الذي هو يوم العيد حسب مذهب الجمهور الذين قالوا بعموم الرؤية وهو اليوم التاسع من ذي الحجة في موريتانيا حسب قرار لجنة الاهلة فإنه يتنازعه الأمران فهو إما أن يكون مندوب الصوم باعتباره تاسع ذي الحجة وإما أن يكون محرم الصوم باعتباره يوم العيد وبناء على ذلك فهو محرم الصوم عند من يقتنع بعموم الرؤية وهو في الوقت نفسه مكروه الصوم بالنسبة للمذهب الآخر من باب أن فيه شبهة والورع يقول إن المسألة التي تتنازعها الحرمة والندب ينبغي تركها تورعا وعلى كل لا ألوم من صام ذلك اليوم إن كان مقتنعا بأنه تاسع ذي الحجة وإن كان الورع يقتضي غير ذلك.
أما بخصوص العيد فلا يجوز أن نعجل عن اليوم الذي حددته لجنة الأهلة وذاك لأنه لا خلاف بين أهل العلم أن صلاة العيد والأضحية تصحان في ثاني وثالث يوم العيد وخاصة أن الصلاة والاضحية شعيرتان ظاهرتان فالاختلاف فيهما مضر وفيه تشويش بخلاف الصوم الذي هو عمل فردي .
هنا مسالة قياس طرحها بعضهم حين قاس الهلال على الصلاة فقال نحن لا نصلي الظهر مع اهل مكة وهذا قياس فاسد الاعتبار لعدم اكتمال شرط العلة فالقايلون بعموم الرؤية لا يقولون أن أهل الأرض يمسكون في دقيقة واحدة ويفطرون في دقيقة واحدة فالامساك يتعلق بطلوع الفجر والإفطار يتعلق بغروب الشمس وهذا يختلف فيه أهل بتلميت عن نواكشوط وعليه فالفرق في الفطر والامساك بين نواكشوط ومكة كالفرق بينهما في الصلاة وهو بضع ساعات.
خلاصة الأمر أني انصح الجميع بسعة الصدر والابتعاد عن التشنج وأنصح أهل عموم الرؤية أن لا يصلوا العيد ولا يضحوا قبل اليوم الرسمي وما أظن أحدا منهم سيعجل عن ذلك وفي الوقت نفسه انصح المجموعة الأخرى أن لا يثبطوا عن صوم يوم لا خلاف أنه من تسع ذي الحجة المجمع على سنية صومها وأن يتورعوا عن صوم يوم يقال إنه يوم العيد.