ثقافة

تأملات فى الحزب قال الملأ

*أ‌) – رقائق وتوجيهات قرآنية*

1. عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا (89).

تقديم الجار والمجرور على المتعلق يدل على اختصاص التوكل بالله.

2. رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89).

فيه احتكام إلى من لا يشتبه عليه الحق بالباطل، ولا تروج عليه الترهات.

3. وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ.

لو أنهم كانوا آمنوا ووقفوا عند حدود الله، لفتح الله عليهم خيرات ونعما كثيرة لا تبعة فيها.

فما أعظم بركة التقوى !

4. أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99)

الأمن من مكر الله : اطمئنانهم للسلامة الحاضرة مع غفلتهم عن عاقبة الإمهال.

وذلك محض الخذلان والخسران، والعياذ بالله.

5. قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) :

قالها سحرة فرعون لما تبيّن لهم الحق. فالحق أحق أن يتبع.

6. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)

طلبوا من الله التثبيت، لما هددهم فرعون.

7. وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127).

هكذا، بطانة السوء تحرّض المستبد على الفساد.

8. اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)

تلك وصية موسى لقومه.

9. فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131).

أصل التطير تكلف معرفة حظ الشخص بدلالة حركات الطير.

والمقصود به هنا تشاؤهم بأن موسى وأتباعه، وما في ذلك من نسبة المسببات إلى غير أسبابها، جهلا منهم وعماية. فبيّن اللهُ أنّ ما أصابَهم عقابٌ من الله على كفرهم وإعراضهم.

10. قَالُواْ يَٰمُوسَى : “ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ” (138).

هذا من خسة عقولهم إذ عدُّوا القبيح حسنا، مقلدين نقائص غيرهم.

11. وَأَصْلِحْ، وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142).

وصية موسى لأخيه هارون، لما استخلفه على قومه : أمر بالإصلاح، وحذّره مما يفضي إلى الفساد.

12. وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَٰتِنَا وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ قَالَ رَبِّ أَرِنِيٓ أَنظُرۡ إِلَيۡكَۚ قَالَ لَن تَرَىٰنِي وَلَٰكِنِ ٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡجَبَلِ فَإِنِ ٱسۡتَقَرَّ مَكَانَهُۥ فَسَوۡفَ تَرَىٰنِيۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُۥ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُۥ دَكّٗا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقٗاۚ (142).

مصير الجبل دكّا لما تجلى له ذو الجلال والجبروت : يدل على عجز القوة البشرية عن تحمّل الرؤية في الدنيا (أو في العالم السفلي). غير أنّ الرؤية ثابتة في الآخرة، في المحشر، وفي الجنة.

اللهم ارزقنا النظر إلى وجهك الكريم.

13. فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ (145).

أمر الله موسى أن يأخذ ما آتاه في الألواح بقوة. وفي ذلك تأكيد للتمسّك بالرسالة (مكتوبة في الألواح). والمقصود بذلك منتهى الجد دون تأخير أو ملل أو انقطاع عند المشقة. ونظيره : يا يحيى خذ الكتاب بقوة.

14. سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ(146).

أخذ منه بعضهم أن المتكبر لا يكون عالما. لأن العلم من آيات الله.

15. وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا (146).

عاب الله تعالى على المستكبرين ابتعادَهم عن الرشد، مؤكدا ذلك باتباعهم سبيل الغيّ.

16. وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)

هكذا تجب التوبة ما قبلها.

17. إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155).

اللهم أجرنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

18. وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ (156).

دعاء شامل لخيريْ الدنيا والآخرة، مع الإنابة إلى الله. يا له من علو الهمة !

19. قَالَ : عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ، وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156).

فيه أنّ الزكاة من جوالب الرحمة الإلهية.

20. يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ (157).

هذا مما عرَّف به الله نبيه صلى عليه وسلم.

وفيه تركيز على وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتأصيل للحرام والحلال في الإسلام.

21. أنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165).

تلك نتيجة ما حصل لأهل القرية التي كانت حاضرة السبت.

والواقع أن القرية انقسمت إلى ثلاث طوائف :

– طائفة لم تنتهك ونهت عن السوء : بينت الآية أنها كتبت لها النجاة ؛

– طائفة عملت السوء (انتهكت في السبت) : بيّنت الآية أن العذاب أصابها ؛

– طائفة لم تنتهك، ولم تنه عن السوء : مسكوت عنها

وهذا موافق، لما قاله الشيخ محمد سالم بن عدود في أحد دروسه الإذاعية من أنّ ((الوعد في القرآن موجه للمؤمن الكامل، والوعيد للكافر والمنافق. أما المؤمن العاصي، فمسكوت عنه، ليبقى بين الخوف والرجاء)).

هذا مع ابن عباس قال : كل وعيد للكفار يجرّ ذيله على المؤمن العاصي.

22. مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ

“دون ذلك” : تعبير لطيف.

23. وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168).

يعني ذلك أنّ الخير والشر : كلاهما امتحان.

24. الذين يمسّكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170).

فيه بشارة للممسّكين بالوحي والمقيمين الصلاةَ، والمصلحين عموما.

*ب‌) ـ وقفات لغوية ونحوها*

1) وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّآ أَخَذۡنَآ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَضَّرَّعُونَ (94)

 البأساء : الفقر والجوع

 الضراء : المرض والحزن

2) ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِم مُّوسَىٰ بِ‍َٔايَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ :

اختلف علماء الرسم هل الحرف المزيد في هذه الكلمة هل هو الألف أم الياء.

وفي هذه الطبعة (مصحف المدينة النبوية)، اعتبرت الياء زائدة، ووضع عليها صفر علامةً على أنها غير مقروءة.

3) حَقِيقٌ عَلَىٰٓ أَن لَّآ أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ.

إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ مُتَبَّرٞ مَّا هُمۡ فِيهِ، وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ.

فيه مثال على فاعل سد مسد الخبر.

4) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120).

صاحب الحال : نائب فاعل

5) وَأَوۡرَثۡنَا ٱلۡقَوۡمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسۡتَضۡعَفُونَ مَشَٰرِقَ ٱلۡأَرۡضِ وَمَغَٰرِبَهَا

“أورث” : فعل يتطلب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرا.

6) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ (شبه الجملة : نائب فاعل)

وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا (تعدد الحال)

7) وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا.

سبعينَ : بدل بعض من كل (قومَه)، أو مفعول به أول لفعل “اختار”، مع نزع الخافض عن المفعول الأول، والتقدير : اختار موسى من قومه سبعين رجلا.

8) قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ.

– “ما” : كافة للكاف، وما بعدها جملة اسمية ؛

– “ما” : موصولة حرفية، والتقدير : كما (ثَبَتت/جُعِلت) لهم آلهة ؛

9) (139) قَالَ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِيكُمۡ إِلَٰهٗا.

يمكن تقدير المعنى : أأطلبُ لكم غيرَ الله إلها ! فيكون الإعراب :

“غيرَ” : مفعول به متقدّم لفعل “أبغي”، بمعنى “أطلب”. تقدّم للإبراز، لأنه كان محل إنكار موسى على قومه ؛ و”إلها” : تمييز، أو حال.

أو المعنى : أأطلبُ لكم إلها غيرَ الله ! فيكون الإعراب :

إلها : مفعول به ؛ “غيرَ” : صفة تقدّمت فصارت حالا.

10) وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا (160).

ورد اسم العدد “اثنتي عشرة” بصيغة التأنيث، لأنّ تمييزه (أي معدوده) “أمة” مؤنث، وقد حُذِف لدلالة قوله “أمما” عليه. كما أنّ تمييز الأعداد من 11 إلى 99 يكون مفردا.

والمعنى : (قسَّمناهم أسباطا أمما). وفيه امتنان من الله أن جعلهم كثيرين.

“أسباطا” : حال من ضمير المفعولية في “قطعناهم”.

“أمما” : بدل من “اثنتي عشرة” أو “أسباطا”.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى