ثقافة

ظرافات.. وظرفاء (8 ) / الأستاذ: محمدو سالم ولد جدو

مر أبو حفص الشطرنجي بأبي نواس – وكان أبو نواس يستثقله- فقال له: يا أبا علي، ما لي أراك مصفراً؟ قال: رأيتك فذكرت ذنوبي، فخشيت أن يمسخني الله – عز وجل- في خلقك إذا عاقبني، فاصفر وجهي.
كان عمران بن حطان من أقبح الناس وجهاً وأسمجهم منظراً، وكانت له امرأة كأنها القمر، أدبية فصيحة. فقالت له يوماً: أنا وأنت في الجنة جميعاً، قال: وكيف ذاك، وبم علمت؟ فقالت: لأني ابتليت بك فصبرت وأعطيتَ مثلي فشكرت، والصابر والشاكر في الجنة.
وقدم رجل على صاحب له من فارس فقال له: قد أتيت الأمير فأي شيء ولاك؟ قال: ولاني قفاه!
خاصمت مدينية زوجها وكان في ثوب رث لا يواريه فقالت: غير الله ما بك من نعمة. قال: استجاب الله دعاءك؛ لعلي أصبح في ثوبين جديدين!
جاء رجل إلى سمسار دواب فقال له: هل تدلني على من يشتري حماري – وكان أجرب أجرد- فقال: والله ما أعرف من يشتري هذا إلا أن يجيء من يطلب حماراً يسمنه للعتق.
أعدم رجل وأرادوا تفليسه فأركبه القاضي حماراً ونودي عليه: هذا معدم فلا يعامله أحد إلا بالنقد! فلما كان آخر النهار ونزل عن الحمار قال له صاحب الحمار: هات أجرتي. فقال له: فيم كنا منذ الغداة؟!
نظر فيلسوف إلى رجل يرمي وسهامه تقع يمين الهدف وشماله، فقعد موضع الهدف وقال: لم أر موضعاً أسلم منه!


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى