هل تذكرينَ لدَى الغديرِ
ما كانَ من وصلٍ مُثيرِ
أيّامَ نرتشفُ الهوى
من منهلٍ عذْبٍ غزيرِ
لا أبعد الله الحمى
كم فيهِ من خيرٍ كثيرِ
أشواقُنا لِمُحمّدٍ
وجنابِهِ العالي الكبيرِ
ولِعصرهِ ولِعَهدِهِ
وعطائهِ الجزْلِ الوفيرِ
ولِخُلقهِ ولِخَلْقِه
ولِوجههِ الحسَنِ المُنيرِ
ولسيرة منه مُبا
ركةِ الإقامة والمَسير
ولنظرة ولبسمة
شفت الفؤاد من الكسير
ولرأفة ولرحمة
فيها النجاة من السعير
ولعزّة خشعت لها
عينُ البصيرة والبصير
ولنصره في خندق
أو في قُريظةَ والنّضير
كم للنّبيِّ منَ آيةٍ
تهدي إلى الله القديرِ
فالكفّ فاضت منه تُروي
الناس بالعذب النمير
بالرّعب صَدَّ النصرُ منه
صولةَ العادي المُغير
فزنا به لمّا أتى
فرجًا من الرَّبّ الخبير
صلّى عليه ربُّنا
من ماجدٍ ماحٍ بشيرِ
فإليه أشواقُ الهوى
مرفوعةٌ عبْر الأثير
ما لي سميرٌ غير حُبّ
فيه يُغني عن سمير
أشدو بأمداحٍ له
تنسابُ من بوح الضمير
فمتى أقيم بطيبة
الغرّاء في نِعم وخِير
والله يقبل ما أدبّجُ
من نَظيم أو نَثير.
الشاعر المحب/ خديم رسول الله بن زياد