مدنيات – جبال المدينة المنورة
مدنيات – جبال المدينة
في المدينة المنورة ما يقارب سبعة عشر جبلا؛ وفي اثنين من هذه الجبال وقعت غزوتان عظيمتان هما غزوة أحد وغزوة الخندق.
وأشهرها على اﻹطلاق: جبل أحد؛ وجبل الرماة؛ وجبل سلع؛ وجبل ثور؛ وجبل عير…
وأفضلها وأعظمها جبل أحد؛ وسمي أحدا لتوحده وانفراده عن جبال المدينة المنورة؛ وهو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: أحد جبل يحبنا ونحبه.
ووقعت عنده الغزوة العظيمة أحد؛ وفي سفحه دفن الشهداء من الصحابة وعلى رأسهم أسد الله؛ وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
وارتبط اسم أحد ببعض التقديرات الشرعية كالقراط في الجنائز.
أما جبل الرماة فهو جبل صغير قرب أحد كان الخطة العسكرية لغزوة أحد التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم تقضي ببقاء الرماة على الجبل حماية لظهور المسلمين؛ وهو ما تم اﻹخلال به ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
أما جبل سلع فهو على مقربة من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وقعت فيه غزوة اﻷحزاب؛
واهتدى المسلمون فيه لخطة الخندق التي كانت باقتراح الصحابي الجليل سلمان الفارسي.
وقد صور القرآن العظيم حال المسلمين في هذه الغزوة بقوله تعالى: ” إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت اﻷبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا…”.
وامتن الله على المؤمنين في هذه الغزوة بقوله تعالى : ” يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا”.
أما جبل ثور فهو جبل صغير خلف جبل أحد؛ وهو حد الحرم من الشمال؛ وجبل عير حده من الجنوب؛ وهو جبل كبير؛ يقع قريبا من ميقات أهل المدينة: ذي الحليفة.
وقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى هذين الجبلين بقوله ـ كما في صحيح البخاري وغيره ـ
«المَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَرْفٌ وَلاَ عَدْلٌ…”.
#ملحوظة:
في الصورة جبل أحد؛ وهو الذي عليه شجرة؛ وجبل سلع الذي وقعت عنده غزوة اﻷحزاب وهو اﻷسود الداكن.
من صفحة الشيخ سيد أحمد سيدي الخليل
