أَتَــذْكُــرُ إِذْ ظَــلامُ الــشِّــرْكِ داجِ/ لمرابط محمد سالم ولد عدود
١- أَتَــذْكُــرُ إِذْ ظَــلامُ الــشِّــرْكِ داجِ
و إِذْ أحْــوالُ مَــكَّــة فــي ارتـــجاج
٢- إذ الضعفاء فيها في اهــتضام
و أرْبَــاب الــســيـــادة فــي لَــجاج
٣- فما في عـطْفهم مـلجىً للاج
و لا فِـي عَــدلِـهم مَــرْجىً لراج
٣- و إذ يَــدْعــــوهُــمُ هــــادٍ أمــــينٌ
يــــنــــيــــر سَــــبيلهم مِثْلَ السراج
٤- و إِذْ يَـــلِـجـــون دِيـــن الله سِـــرّا
و جَـــهْـــرًا فـــي انـــفـراد و ازدواج
٥- و إذ يَـــتَـــجَرَّعُون مِن الأذى في
عَـــقِـــيدتِـــهِـــم حَمِيمًا مِـــن أُجَـاجِ
٦- فذا بـــالْـــقَـــيْـــد مَكْبولٌ وَهَــــذا
يُشَـــجِّـــج رَأْسَه بـــالْـفِـهْــرِ واج
٧- و ذَا يبقى على مَضَـــضٍ وهَـذا
يُـــقِـيم لَـدى النجاشِي و هْوَ لاجِي
٨- و أحْـــــمَــــدُ بَعْدُ مُصْطَبِرٌ مقيمٌ
يُـــعَـــالـــجُ مَـــاسْـتطاع من الْعِلاجِ
٩- فَـــيَـــغْــلب من يعانـد بالتمادي
و يُـــفحم من يجـادل في الْــحِجَاجِ
١٠- فَـــتَـــهْـــلِك زَوْجُه و أَخُــو أبيه
فَـــيَـــبْـــقَــى فِي اخْتِلاجٍ و انْزِعَاج
١١- فَـــبَـــيْــنَا ليل مكة في اعْتِلاجِ
بــــهَـــمٍّ لا يُــــبَـــــشِّــــر بـــانْـــفراج
١٢- إذا انـــجَـاب الظلام بعهد نور
و آذَنَ صُـــبْـــحُ طَـــيْـــبةَ بـــانبلاج
١٣- و إذ جَـــاء البشير إلى عَـتيقٍ
أبـــي بَـــكْـــرٍ بـــمـــنـــزلــه يناجي
١٤- يُـــبَـــشِّـــرُه بـــإذن الله فــي أن
يـــهاجر صوب طيبة في ابـــتهاج
١٥- فيسأله الصِّـحَابَةَ في خشوع
يـــخـــاف من الإجـــابة مـا يفاجي
١٦- فَـــيَـــقْــبَلُهَا فيبكي من سُـرُورٍ
بُـــكَـــاءَ مُـــفَـــجَّـــع بِـــفَــوات حَـاج
١٧- فـــيـــتـــجـــه الرفيقُ لغار ثـَورٍ
يـــســـيـــرُ مـــن العناية في سـياج
١٨- و يَـــخْـــلِـــفُـــهُ بِـــمَرْقَدِهِ عَــليٌّ
يـــقـــيـــه بـــمــهـجة لَـيْسَتْ تُدَاجِي
١٩- و يَـــخرج نحو طيبة في أمان
تـــجـــور بـه عـــن الخَـطَرِ النَّواجي
٢٠- غُـــــدُوٌّ يـــســتَـــمِـــرُّ إلى رواح
و إِدْلاجٌ يُــــــــواصَــــــلُ بـــــــــادلاَجِ
٢١- فَـــيَـــجْــعَـل أهل مكة فيه جُعْلاً
فيُرْصَدُ فـــي الشِّعاب و في الشّراج
٢٢- فَـــيَـــحْـــفَـظه المهيمن من عِداه
و يـــشـــفــع في سراقة في العَجَاج
٢٣- فـــأصـــبـح في المدينة مطمئنا
يُــــقــــوِّمُ كـُــــــل زيــــغٍ و اعــوِجَاج
٢٤- يُـــقَـــوِّمُـــهم بأطـراف العَوَالي
إذا يـــعـــصـــون أطـــراف الـــزِّجاج
٢٥- يُـــؤسِّـــسُ دولـــةً و يُـقيمُ دِينا
و يَـــهْـــزم من يُـــهَـــاجِم أو يُهاجي
٢٦- فـــأربـــاب الــفــساد إلى كَسَاد
و أصْـــحـــاب الـــصــلاح إلى رواج
٢٧- و خَــلَّـــفَ بـــعـــده خُلَفَاءَ رُشْدٍ
قَـفَــوْهُ في اسْـــتِـــنـــان و انـــتـهاج
٢٨- رَوَوْا من فَـــضْلِ مَشْرَبِه فَـنالوا
بـــطِـــيـــبِ مِـــزَاجِـــه طِـيبَ الْـمِزاج
٢٩- و ذَادَوا عن عـــقــيدتهم و قادوا
زحـــوف الْـــفَـــتح في غُبْرِ الْـفِجَاج
٣٠- فـــهـــذا زاجـــر مـــهـــرا بِهــالٍ
و هـــذا زاجـــر عـــنْـــســـاً بـــعـــاج
٣١- و جــاءت بـعـدهم أمراء شادت
بأمـــوال الـــشـــعـــوب بـروج عـَاج
٣٢- و أمْـــسَى هَـمُّهَا في نقر عـود
و غَـــــانِـــيـــة و راحٍ فـــي زُجَـــــاجِ
٣٣- و أصبحت الخِلافةُ في ضياعٍ
و أصبحت الطوائف في ضـــجـاج
٣٤- بني الاسلام لبوا و استجيبوا
فـــقـــد نـــادى إلــى خوض الهياج
٣٥- فليس يـــعـــاد حـــق باجتماع
بلا جـــدوى و شـــكوى و احتجاج
٣٦- و لـــكــن بـــاتـحاد و الــــتحام
وثـــيـــق و امـــتـــزاج و انـــدمـــاج
٣٧- و إقـــدام عـــلى الأعــداء جَهْرًا
و بـــغـــتا بـــاشـــتــياط و اهتياج
٣٨- تنادي القدس يا عربي أقـــدم
و غزة هـــاشـــم تـــدعـــو ألا جــي
٣٩- فـــما الإقـــدام مـن هلكٍ بـمدنٍ
و لا ذو الْـــجُـــبن من حَـــيْنٍ بـــناج
العلامة الأديب محمد سالم بن محمد عالي بن عبد الودود “عدودْ”