لمحة موجزة عن العلامة الولي الشيخ أحمدو ولد فتى
لشيخ أحمدو ولد فتى الشقروي
والشيخ أحمدُو ذو الأنوار مَن قُسِمَتْ :: أوقاتهُ بين أفكار وأذكار
مُحيِي الطريقِ طريق الزهدِ سالكِها ::على طريقِ أبي ذَرٍّ وعَمَّار
إلى يدٍ في الندى طالت، فنائلُها :: ضافٍ على ضيفه جارٍ على الجار
إلى وقار إلى علم إلى كرم =إلى بوارق أنوار وأسرار
الشيخ أحمدو بن الشيخ محمد عبد الرحمن بن أبي بكر بن فتى بن فال الحسن بن بابا انبلّيْ بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن يعقوب الجامع، الجد الذ ي يجمع أغلب الشقرويين، أمه : امّامّه “زينب” بنت الشيخ محمد عبد الله بن الشيخ محمد بن أحمذيه .
ولد الشيخ أحمدو سنة 1925 بموضع يعرف باسم “الظو ” قرب النباغية بمنطقة العُقل، نشأ في كنف وحضانة أبويه وناهيك بهما دينا وعلما وأخلاقا فحفظ القرآن الكريم وهو في حدود السابعة من العمر. كانت أسرته في أغلب الأحوال مقيمة في زاوية الشيخ أحمد بن سيدامين الصوفية وكان يزور هذه الزاوية ويتردد عليها الكثير من أهل الصلاح والعلم والأدب فنهل من معين معارفهم غير أن أكثر من أخذ عنهم هم والده الشيخ محمد عبد الرحمن وجده لأمه الشيخ محمد عبد الله والمرابط / أحمدُ بن احمذيه والشيخ محمد حامد بن آلا وكان يقول إنه خصص له وقتا من العتمة لا يشاركه فيه غيره وأنه كان يدرس عليه في هذا الوقت من مختصر خليل المالكي خمسة أقفاف كل ليلة ، وذكر – إجابة لأحد السائلين – أنه كان يحفظ هذه الأقفاف الخمسة حفظا جيدا بثلاث قراءات .
وكان رحمه الله آية من آيات الله فهما وعلما وأدبا وذكاء وفتحا وصلاحا وكشفا ومن كراماته رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ولقاؤه يقظة ونوما وله كتابة في ذكر ذلك ووصفه، أخذ الطريقة القادرية على والده ومن بعده جدد على الشيخ حامد بن محمدي الذي صدره في نفس الساعة التي جدد عليه فيها ، كانت مطالعة الكتب شغله الشاغل فإذا انصرف عنها بعض الوقت فإلى وظائف العبادة الأخرى ومن أهمها لديه – بعد الفرائض – تلاوة القرآن والكتابة تأليفا وتقصيدا فقد ترك الكثير من المؤلفات في شتى المجالات التي تهم المسلم وترك ديوان شعر يزيد على عشرة آلاف بيت أغلبه في الثناء على الله ومحامده ومدح النبي صلى الله عليه وسلم”مجرَّات المسرات في مسرات المجرَّات”، وله ديوان “رمضانيات” وهي مجموعة قصائد اعتاد أن يكتب كل يوم من رمضان واحدة منها في المحامد والثناء أو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول في الثناء :
أَلِفُ الإشارة أول الإنشاء :: وثنا الثناء بداية الإبداء
فإشارتي للحمد بدء عبارتي :: وعبارتي بالحمد بدء ثنائي
والحمد فوق عبارتي وإشارتي :: والرمل والخطرات والحصباء
فالحمد لله الذي إنعامه :: فوق القوى ووسائل الإحصاء
ترك البراعة واليراعة إن مشت:: “إحداهما تمشي على استحياء ”
ورأيت نفسي في سواي بفكرتي:: فسواي كالمرآة عند الرائي
وله في المديح :
هو المرشد الداعي إلى خير ملة :: ومنهاج رشد بيِّن الرشد لاحب
إذا ما دعا بالقول ثَنَّى بدعوة :: لبيض الأيادي أو لخضر الكتائب
ففي السيب تأليف على البر والتقى :: وفي السيف تفريق لجيش المحارب
له من جنود النصر جيش شرابه :: دماء الأعادي أو دموع النوادب
/
في عهد الرئيس محمد خونة ولد هيدالة زار وفد برئاسة محمد يحظيه ولد بريد الليل حاضرة الشيخ أحمدو “تنگادوم” وعقدوا معه اجتماعا وأبلغوه بقرار الحكومة وهيدالة شخصيا بضرورة فتح مدرسة ومستوصف في الحاضرة
قال الشيخ أحمدو مرحبا بالقوم وسهلا وشكرا للحكومة لكننا لانحتاج لا للمدرسة ولا للمستوصف
سأل الوفد لماذا؟
قال : عندنا اسمان من أسماء الله نستخدمهما يغنيان عنهما ” العليم والشافي ” .
قدم ولد بريد الليل درسا في الحضارة وأكد على أن رغبة الحكومة يجب تنفيذها وودع الشيخ قائلا بأن وفدا سيزور الحاضرة قريبا للإجراء اللازم .
جرت مياه كثيرة في نهر الزمن و قلب هيداله ظهر المجن لولد بريد الليل و انقلب ولد الطايع على ولد هيدالة ودار الزمن دورته وزار الشيخ أحمدو انواكشوط ذات سانحة، علم ولد ابريد الليل بزيارة الشيخ الذي رفع الصوت عنده ذات تكليف بمهمة فرآها فرصة لزيارته فزاره، احتفى الشيخ بولد بريل الليل وفي شجون الحديث سأله عن الوزير وهيداله والوفد ..
قال ولد بريد الليل : ذاك لا ايحشمنَ الله امشَ كامل
تبسم الشيخ وقال : إحن بعد ذاك إل كان عندنا ألا مزال عندنا.
توفي سنة 1987 بالسنغال، ودفن بحاضرته العامرة بنور الله “تنگادوم” رحمه الله تعالى برحمته الواسعة.
من صفحة شيقيط على الفيس بوك