سطور عن الشاب الشاطر
الشاب الشاطر:
تحتفظ الذاكرة الثقافية الموريتانية بوجود شخصية غامضة عرفت بـ (الشاب الشاطر)، وكان يتردّد على مدينة شنقيطي، وكان عالما بمختلف العلوم، فقيها، أصوليا، سُنيا، ويعود له الفضل في إدخال مختصر خليل وشرحه (الحطّاب)، والموّاق، والمدوّنة، ولم يكن الناس قبله يعرفون غير الرسالة، وابن عاشر، والعاصمية.
وحين دخل شنقيطي طلب أربعة طلاب نجباء، وذلك من أجل تدريسهم هذه الكتب، وكان من بينهم محمد ولد المختار ولد بلعمش العلوي، والوافي بن شمس الدين القلاوي، وعمر لولي المحجوبي الولاتي، وحين انصرف من شنقيطي قال:
رأيت رجالا لم أجد قطُّ مثلهم
بشنقيط سُكناهم من أقصى المغارب
كراما عظاما خاشعين لربّهم
تحفُّهم الأنوار من كلّ جانب
عليهم سلام الله ما دام مجدهم
وما دامت الأفلاك بين الكواكب
وكان هذا الشاب حيا سنة 1635م، ولا يعرف سنة ولادته ولا وفاته، وبعد ذهابه ظلّت بينه وبعض العلماء مراسلات ومخاطبات فقهية.
رحم الله السلف وبارك في الخلف.
من صفحة الباحث: المهدي ولد محي الدين