أعلام

شيخ الشيوخ الحسني

هو شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني الفاضلي المتوفي سنة (1110 هـ – 1698م).
وهو الشيخ الفاضل بن أبي الفاضل، ويدعى الفالِّ بن بو الفالِّ الحسني.
ولد في ثمانينات القرن العاشر الهجري على أرجح الأقوال بمنطقة (لعگـل).

سافر العلامة شيخ الشيوخ في بداية القرن الحادي عشر إلى المشرق بحثا عن العلم، وسعيا إلى الحج، فأقام بمصر أربع سنوات التقى خلالها شيخ المالكية علي الأجهوري فأخذ عنه مختصر خليل، وعلوم الحديث، كما درس ودارس بعض تلامذته من أمثال عبد الباقي بن يوسف الزرقاني، والشبرخيتي والقرشي.

ثم سافر إلى الحج والتقى بعض علماء المدينة، وأخذ عنهم، كما درّس لبعض الوقت في بلاد الحرمين.

ثم سافر إلى الشام والعراق بحثا عن العلم والكتب، ثم عاد إلى مصر وبدأ استنساخ مكتبته الضخمة التي قضى في استنساخها سنوات طويلة، ثم عاد إلى المنتبذ القصي ، بعد أن أخذ علما جما عن شيوخ المالكية بمصر.

وبعد قدومه أسس محظرة طبقت شهرتها الآفاق، وقد تخرج من هذه المحظرة عدد يزيد على الثلاثين من العلماء المؤسسين للمحاظر في مختلف مناطق بلاد شنقيط ولذلك سمي شيخ الشيوخ.

– العلامة القاضي بن إعلي أمّمَه السباعي، الذي لازم شيخ الشيوخ عشرين سنة، وقال: لن أتركك حتى تخرج إلي المكنون من علمك.
فلزمه حتى أخذ كل ما عنده، ثم خرج القاضي بن إعلي أمّمَه واستقر في منطقة (آدرار) فنشر العلم بها، وعنه أخذ العلامة أشفغ الخطاط عمر الملقب (آبّيه)، الذي أخذ عنه الشيخ محمد ولد محمد سالم.

– العلامة محمذن ولد أبهم الإديچبي والعلامة أحمد باب الإديچبي، والد وشيخ أهل حبللا ولد القاضي، وأهل الشيخ القاضى ،جد مؤسس الكحلاء والصفراء.

– العلامة القاضي أشفغ موسى اليعقوبي، مؤسس محظرة أهل أشفغ موسى ذائعة الصيت

– العلامة محنض بن أحمد بن وديعة الله الحسني، وهو مشهور بالنجابة والحفظ، وقد أسس محظرة كبيرة.

-العلامة مسكة بن بارك الله الباركي

– العلامة حبيب الله بن غالي الديماني

وتعود لشيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل أغلب أسانيد رواية خليل بن إسحاق المالكي في بلاد شنقيط.

وعبارة تعود إليه كل الأسانيد، لا يسلمها الدكتور جمال ولد الحسن رحمه الل، في تحقيقه لضالة الأديب، فشيخ الشيوخ ترجع إليه بعض أسانيد مختصر خليل وليس كلها، فقد روى أهل وادان مختصر خليل وشرحوه قبل ميلاد علي الأجهوري شيخ الفاضل بن ابي الفاضل الحسني، لأن عليا الأجهوري ولد سنة 967 هجرية، وصاحب موهوب الجليل شرح مختصر خليل الشيخ محمد بن أحمد بن أبي بكر الحاجي الواداني قال عنه صاحب فتح الشكور كان حيا سنة 933 هجرية. لذا وجب التنبيه.

وتنتهي سلسلة إجازات كتب الحديث الستة غالبا إلى شيخ الشيوخ الذي أخذ هذه المتون بمصر عن شيخه علي الأجهوري الذي يروي أكثر مروياته العلمية عن البرهان العلقمي عن شمس الدين العلقمي عن جلال الدين السيوطي عن زكريا الأنصاري عن الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني بثبت ابن حجر المشهور في كل الكتب.

وهناك انقطاع في سند رواية منتشرة للشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو حفظه الله، في رواية البرهان العلقمي عن السيوطي، لأن السيوطي توفي سنة 911 هجرية، والبرهان كما أورد النجم الغزي في (الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة) ولد سنة 923 هجرية !!
وذلك سبق لسان من الشيخ الددو، حيث سقط شمس الدين محمد بن عبد الرحمن العلقمي من السند، وهو الواسطة بين أخيه البرهان العلقمي و جلال الدين السيوطي.

حدّث الشيخ محمد الحسن ولد الددو، قال: حدثني جدي محمد عالي بن عبد الودود، عن يحظيه بن عبد الودود، عن محمد بن محمد سالم المجلسي، عن حامد بن عمر، عن الفقيه الخطاط، عن القاضي بن علي ممُّ السباعي، عن شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني، عن علي الأجهوري، عن البرهان العلقمي عن شمس الدين محمد بن عبد الرحمن العلقمي، عن جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، عن زكريا الأنصاري، عن الحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، عن إبراهيم التنوخي، عن أحمد بن أبي طالب الحجار، عن الحسين بن المبارك، عن عبد الأول بن عيسى السجْزي، عن عبد الرحمن بن محمد الداودي، عن عبد الله بن أحمد السرخسي، عن محمد بن يوسف بن مطر الفِرَبري، عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي….ثم بسند كل حديث عن البخاري للنبي صلى الله عليه وسلم.
/
ويحدث خلط لدى الكثير من الناس بين شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني، والعلامة الحاج أحمد بن الفاضل بن أبي أجود اليوسفي الحسني المتوفى سنة (1250هـ 1834م) وهما مختلفان مكانا وزمانا وليسا من فخذ واحد من الحسنيين.

أدى الحاج أحمد بن الفاضل بن أبي أجود اليوسفي الحسني، مناسك الحج وجال في المشرق العربي مربيا ومعلما، وتزوج بامرأة مصرية أنجبت له ابنه سيد محمد المتوفى سنة (1280هـ 1864م) ثم عاد إلى البلاد بأكثر من ثلاثمائة كتاب نفيس، والتحق به ابنه مصطحبا معه كتبا كثيرة.
وقد أشاد محمد محمود بن أحمذي بجهوده العلمية منوها على وجه الخصوص بإسهامه في إثراء المكتبة فقال:
من جَدُّهم حاول العلياء مرتقيا :: حتى إذا حج بيت الله جل علا
أهدى لنا العلم محمولا خزائنه :: والعلم أفضل محمول لنا حملا
/
كما يحدث خلط لدى الكثير من الناس بين شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني، والعلامة الحاج عبد الله بن أبي المختار محمد بن أحمد بن عيسى الحسني المختاري (ت ق11هـ).
وهما مختلفان مكانا وزمانا نسبيا، وليسا من فخذ واحد من الحسنيين.
حج الحاج عبد الله الحسني سنة(1076هـ – 1666م) وأحضر معه شهادات من علماء مكة والمدينة وغيرهم وجلب معه أول نسخة من إضاءة الدجنة في اعتقاد أهل السنة لأحمد المقري، أخذها عن أبي مهدي مفتي الحرمين الشريفين آنذاك.
وقد أهدى نسخة منها لصديقه العلامة الطالب محمد بن المختار ولد بلعمش العلوي وطلب الحاج عبد الله من ولد بلعمش وضع شرح عليها، يقول الحاج ابن عبدالله الحسني:
أسيدنا إن عاق عما أريده :: وأنويه من تجديد عهدك عائق
وحالت صروف الدهر دو ن إرادتي :: فإن اعتقادي في المحبة صادق
فأجابه ولد بلعمش قائلا :
بنا ضعف ما تشكو من الحب دائما :: وإن حال عن وصل صروف طوارق
عسى طول هذا البعد يعقب راحة :: من الوصل أوتفني لدينا العوائق

وضع ابن بلعمش شرحا على الإضاءة قال عنه صاحب الوسيط: ولابن الأعمش أعني العلوي، مميزا له عن الجكني صاحب تيندوف شرح نفيس على إضاءة الدجنة وكل شراحها المتأخرين إذا قالوا: قال الشارح فمرادهم إنما هو الطالب محمد المذكور.

وكان العلامة الحاج عبد الله بن أبي المختار، قاضيا للأمير هدي ولد أحمد من دمان، واختلف مع الإمام ناصر الدين وأفتى بعدم شرعية حرب “شرببه”.
وتذكر المصادر التاريخية أن الحاج عبد الله بن أبي المختار أدخل إلى البلاد أكثر من أربعمائة كتاب.
/
ويحدث خلط لدى الكثير من الناس بين شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني، والفتى العالم أحمد بن يوسف الشقروي، وابن يوسف متأخر زمانا عن شيخ الشيوخ ، وهو أحمد بن يوسف، من أعيان الشقرويين ، ويعرف بأبي العشرينات ، عاش عشرين سنة وحلق عشرين لمة وألف عشرين كتابا ونسخ عشرين مصحفا ورويت له عشرون قصيدة، وكما قال عنه ابن رازگه:
وتسمع عنه بالعجيب وما ترى :: بأحسن مما كان يروى وأظرفُ
أبو العشرينات أحمد بن يوسف الشقروي المرقش المصقع والشاعر الفحل ، عِدّ القريحة ، ولد على الأرجح في حدود 1085هـ – 1674م
ويقال إنه لِدة سيدي عبدالله ولد رازگه (1060هـ – 1144 هـ / 1650 م – 1731 م) أوقرينه – كما هو متواتر.
وهو أحمد بن يوسف بن أبْنا المختار (هكذا ينطق وأصله أبو المختار) بن الفاضل (الفالل) بن يدمهم بن يعقوب الجامع لأغلب الأسر الشقروية وهو (أي يعقوب) بن أحمد بن أبي بكر(أبوبك)بن مهنض أمغر بن مهنض آش بن علي يَمْعَيَيش (أي علي السالم) بن الحاج عبدالرحمن الشقروي الجد الأعلى للشقرويين، والذي من اسمه اشتق باللسان الصنهاجي اسم العشيرة (إداشقره).
وعبد الرحمن هذا هو ابن علي بن محمد المعروف بالشريف أبي بزوله بن يحي القلقمي.
أما عن دراسته وشيوخه فمن المعروف أن الفاضل بن يدمهم جد أبيه هو أبو المحظرة الشقروية الفاضلية التي تفرعت عنها محظرة أَبْنَا المختار(أبي المختار) ومحظرة حفيده بُلا بن الفاضل بن أبي ميجه، ومحاضر أبناء عمومتهم: أتفغ المختار وسيدي عبدالل ومحنض والحارث بن محنض بن سيدي عبدالل بن أتفغ المختار فليس لنا أن نتصور أنه خرج من هذا الوسط طلبا للعلم، وهو من هو ذكاء وعبقرية وجودة حفظ، وذووه هم من هم علوما وفيوضات وفتوحات وتفرغا للتدريس فالظاهر المتبادر إلى الذهن أنه عب من علوم ومعارف أهل بيته مع من عبوا منها من تلامذة ومرتادي محظرتهم وما أكثرهم ويسوغ أن ندلل على هذا بقول ابن عمهم محمد ولد أبنو بن أحميدن:
ورثنا العلم عن آباء صدق :: فكلٌّ درَّ لجَّته حبانا
فياصلَ إن تيممهم عويص :: عزيز أتعب الأذهان هانا
ولم نأت القبائل طالبيه :: ومن علقت مهمته أتانا

يكنى أحمد بن يوسف بأبي العشرينات فمن المتواتر أنه عاش عشرين سنة ودرس عشرين نصا محظريا وحفر عشرين بئرا ، وجز عشرين لمة.
ويضيف البعض: ونسخ عشرين مصحفا وقال عشرين قصيدة.
وكان نابغة عجبا في دهره، فقد بلغ في علم الشرع درجة أنه تقلد القضاء في عشيرته ومنطقته رغم حداثة سنه، ومارس التدريس المحظري بجدارة:
عواطلُ آذانٌ من العلم لم يكن :: يُقرِّطها تدرسه ويشنِّف
وكان مجودا عالما بالقرآءات، و من أمهر المهرة في علم التوحيد والمنطق، فيشبهه ابن رازگه بمحمد بن يوسف السنوسي مؤلف أم البراهين الكبرى في علم التوحيد:
تخاطبنا كبرى ابن يوسف عنده :: دعوا كثرة الآراء هذا المصنف
وكان ضليعا في علوم اللغة:
درى في اللغى والنحو ما شاء في الصبا :: فشب على تحقيقه يتفلسف

وذكر العلامة محمدُّ بن الغزالي في ترجمته له أنه كان شاعرا مجيدا وأن شعره ضاع كله، وأشار ابن رازگه إلى أن له تأليفا لابد أنه ضاع إلى الأبد هو الآخر:
وتعزوه للأحداث سن صغيرة :: ويعزوه للأشياخ علم يؤلف
وضياع هذه الآثار ربما يعود من بين أسباب أخرى إلى عدم وجود عقب له، وانقراض عقب أبيه.

وقد برَّز ابن يوسف أيضا في معارف وعلوم خارجة عن دائرة العلوم المحظرية كالطب وغيره..
وعرض ابن رازگه بعض ذلك بذكره لهذه الشخصيات التي يرمز كل منها إلى فن وعلم معين :
حكيم تلاشى فيه سحبان وائل :: وقس وأفعى الجرهمي وقِلَطَّف
ورسطا وقسطا وابن سينا وهرمس :: وإقليدس ذو الجوسقين وأسقف

وكان مشهورا بالزَّكن والفراسة ونفاذ البصيرة، وهي صفة كانت في كثير من أبناء أسرته (فَهْم أهل أبنا المختار) ولذلك يشير ابن رازگه بقوله:
يعاين أعقاب الأمور فراسة :: إيَاسية تُلقي إليه وتهتف

ومما يذكر من فراسته أنه كان لا يخطئ في شيم النوء وتقديره لموقعه، فذات مرة كان مع جماعة عند (اعوينات تن محمد) في وسط منطقة العُقل فارتفع لهم نوء بعيد إلى الجنوب، فتكلموا في مواقعه واختلفوا، فقال هو: هذا المطر يملأ الأضاة الجنوبية من أضوات الدخن (والدخن في جنوب غرب منطقة آتكور) حتى تتمدد أكرعها، أما الأضاة الشمالية فلن تصيبها قطرة! وبين الأضاتين نحو الميل لا يزيد!

ويشاء الله أن يرد على الحي في غد أحد القادمين من هناك ، فسألوه ما عنده من خبر المطر فقال: عندي كله، امتلأت أضاة الدخن الجنوبية وقصر دون الشمال!

ومن ما يشتهر من حكايات الفراسة في هذه الأسرة أن أحد مسنيهم العجزة (الأمين بن الحاج) كان إذا أراد أن يعرف في أي ساعة من الليل هو أخرج يده من الفرو وعرضها للهواء قليلا، ثم يقول هذا هواء الساعة كذا!

وقد توفي أحمد بن يوسف ووالداه حيان:
فلا تجزعا يا والديه فربه :: أبرّ به من والديه وأرأف

ودفن في مدفن قديم للشقرويين عند البئر المسماة الميعاد قريبا من آمجرجي في منطقة ابيرات تاگنانت.

حدّث عبد الله بن الغزالي أنه ذات زيارة للقاضي عبد الله السالم بن يحظيه بن عبد الودود في مكتبه، حدثه أن مما يتذكر أنه وهو صغير أخد والده يحظيه بن عبد الودود بيده وبيد شقيقه التاه صبيحة يوم إلى مدفن الميعاد، وهو مدفن منطمس المعالم بجوار آمجرجي، فدعا لأهل المدفن، ثم وقف على قبرين وخصهما بالدعاء وأنشد بيت ابن رازگه: (ولكن على مثل ابن يوسف يوسف) وقال: كان هذان -وأشار إلى القبرين- من أعلم من بثوا العلم في هذه البلاد، جئت، وجئت بكما لنصيب من بركتهما.
قال عبد الله السالم: ثم عرفت فيما بعد أنهما شقرويان أحدهما أحمد بن يوسف والآخر من قدماء أسرته.

وقد رثى العلامة الشاعر سيدي عبد الله ولد رازگه ، ابن يوسف بفائيته التي رسمت بريشة الأسى بورتريه للشاعر الموسوعي الفذ أحمد بن يوسف وألقت الضوء على جوانب من شخصيته لولا القصيدة لظلت زوايا معتمة ولطواها النسيان ، يقول ولد رازگه:
هُوَ الأَجَلُ المَوقوتُ لا يَتَخَلَّفُ :: وَلَيسَ يُرَدُّ الفائِتُ المُتَأَسّفُ
رَضينا قَضاءَ اللَهِ جَلَّ جَلالُهُ :: وَإِن ضَلَّ فيهِ الجاهِلُ المُتَعَسِّفُ
مَضَت غَيرَ ما سُوف عَلى زَرَجونِها :: وَلَكِن عَلى مِثلِ اِبنِ يوسُفَ يوسَفُ
فَتانا وَمُفتينا المُصيبُ وَشَيخُنا :: وَنِبراسُنا فيما يَهُمُّ وَيَسدِفُ
يُعايِنُ أَعقابَ الأُمورِ فَراسَةً :: إِياسِيَّةً تُلقى إِلَيهِ وَتَهتِفُ
وَتَسمَعُ عَنهُ بِالعَجيبِ وَما تَرى :: بِأَحسَنَ مِمّا كانَ يَروي وَأَطرَفُ
تَهُمُّ قُلوبُ الحاسِدينَ بِغَمصِهِ :: فَتَسبقُهُم أَفواهُهُم فَتُشَرَّفُ
بَصيرٌ بِحَلِّ المُشكِلاتِ كَأَنَّما :: يُكاشِفُ عَن أَسرارِها ثُمَّ يَكشِفُ
حَكيمٌ تَلاشى فيهِ سَحبانُ وائِلٍ :: وَقِسٌّ وَأَفعى الجُرهُمِيُّ وَقَلطَفُ
وَرِسطا وَقِسطا وَاِبنُ وَهَرمُسٌ :: وإِقليدِس ذو الجَوسَفَينِ وَاِسقُفُ
غَمامٌ بِماءِ المُزنِ يَنهَلُ مُزنُهُ :: وَبَحرٌ بِأَصدافِ المَكارِمِ يَقذِفُ
تَمَلَّكَ أَطرافَ القَضاءِ وَفِقهَهُ :: وَما هُوَ إِلّا مالِك وَمُطَرَّفُ
تُخاطِبُنا كُبرى اِبن يوسُفَ عِندَهُ :: دَعَوا كَثرَةَ الأَراءِ هَذا المُصَنّفُ
دَرى في اللُّغى وَالنَّحوِ ما شاءَ في الصِبا :: فَشَبَّ عَلى تَحقيقِهِ يَتَفَلسَفُ
يُجَوِّدُ آياتِ الكِتابِ فَصَدرُهُ :: لِمَجموعِ ذي النورَينِ عُثمان مُصحَفُ
عَواطِلُ آذانٍ مِنَ العِلمِ لَم يَكُن :: يُقَرِّطُها تَدريسُهُ وَيُشَنَّفُ
يُفَسِّرُهُ تَفسيرَ حَبرٍ مُوَفَّقٍ :: يُسَنّى لَهُ فَيضُ العُلومِ فَيَغرِفُ
نَضَت جودَها في كَفِّهِ كَفُّ حاتِمٍ :: وَزَرَّ عَلَيهِ جُبَّة الحِلمِ أَحنَفُ
أَشَمُّ المَعالي هَمُّهُ وَهوَ هَمُّها :: وَيشغَفُ فيها مِثلَ ما فيهِ تشغَفُ
قَصَرنَ عَلَيهِ الطَرفِ وَهوَ كَأَنَّما :: بِرُؤيا سِواها كانَ يَقذى وَيُطرَفُ
وَما كُنتُ أَدري قَبلَهُ المَوتَ زَعزَعا :: يُدَكدِكُ جودِيَّ المَعالي وَيَنسِفُ
وَلا حاجِياً أَن يَستَهِلَّ اِبنُ لَيلَةٍ :: عَلى النّاسِ بَدراً كامِلاً ثُمَّ يُكسَفُ
تَوَغَّلتَ سِجنَ الهَمِّ فَاِصبِرهُ حِسبَةً :: يُجازيكَ مَن مَجزِيِّ يوسُفَ يوسُفُ
أَرادَ بِكَ اللَهُ الَّتي هِيَ عِندَهُ :: أَحَظُّ وَأَحظى بِالمَفازِ وَأَشرَفُ
وَلَو أَنَّ آثامَ البَرِيَّةِ كِفةٌ :: لَخَفَّت بِما فيها ثَوابُكَ يُصرَفُ
وَبَخ بَخ وَبَشِّرِ أُمَّ أَحمَدَ بِالَّذي :: يُثَنّى لَها مِن أَجرِهِ وَيُضَعَّفُ
فَلا تَجزَعا يا والِدَيهِ فَرَبُّهُ :: أَبَرُّ بِهِ مِن والِديهِ وأَرأَفُ
وَخَلّي وَمَن أَصفَيتِ وُدّي وَمَن بِهِ :: أُقيم اِعوِجاجي كُلَّهُ وَأُثَقّفُ
وأَفرَشتني شَوكَ القَتادِ وَإِنَّما :: فَراشاكَ في الفِردَوسِ لاذٌ وَرَفرَفُ
وَجازاكَ عَنها خَيرَ خَيرٍ يَنالَهُ :: وَيُجزى بِهِ الدَيّانَةُ المُتَحَنِّفُ
وَخَلّى لِمَولاهُ الحَضيضَ وَأَهلَهُ :: فَلَيسَ لَهُ إِلّا إِلَيهِ التَشَوُّفُ
وَتَعزوهُ لِلأَحداثِ سِنٌّ صَغيرَةٌ :: وَيَعزوهُ لِلأَشياخِ عِلمٌ يُؤَلَّفُ
تَعَجَّبتُ مِن تَقديمِهِ عِندَ عدِّهِم :: وَهُم وَهوَ عَقدُ السُؤدَد المَحضِ نَيفُ
تَغَلغَلَ في عِلمِ التَصَوُّفِ آخِذاً :: عَلى نَفسِهِ دونَ الحُظوظِ التَصَوُّفُ
وَأَدناكَ إِذا لَم تَرضَ نَفسُكَ حَيَّةً :: بِما لَيسَ يُدني مِن رِضاهُ وَيُزلِفُ
وَغَلَّ لِساني فيكَ ما غَمَّ خاطِر :: فَها أَنا أَرسو في الكَلامِ وَأَرسُفُ
وَلَم أَقضِ أَدنى حَقِّهِ غَيرَ أَنَّني :: أُبَهرِجُ في تَأبينِهِ وَأُزَخرِفُ
رَثاء الَّذي لا يُسخِطُ اللَهَ قَولُهُ :: وَيَحزَنُ مِنهُ القَلبُ وَالعَينُ تَذرِفُ
تَمَنَّيتُ لَو أُعطيتَ في القَولِ بِسطَةً :: فَأَهتِفُ فيهِ بِالَّذي أَنا أَعرِفُ
نَعَم كَيفَ يُفني غارِفٌ مُتَحَفِّنٍ :: بِغرفَتِهِ البِحرَ المُحيطَ وَيَنزِفُ
لَهُ شيمٌ مِثلُ النُجومِ عَديدَةٌ :: فَمِنهُنَّ مَوصوفٌ وَما لَيسَ يوصَفُ
وَغاياتُ سَبقٍ في الكَمالاتِ تَنتَهي :: جِيادُ القَوافي دُونَهُنَّ وَتوقَفُ

ولم يكن ابن رازكه الوحيد الذي رثى أحمد بن يوسف، بل رثاه أيضا العلامة الشاعر الشيخ محمد اليدالي بن محم سعيد اليدالي ، وهو حفيد شقيقة أبيه خديجة بنت أبنا المختار رثاء حارا صادقا وخديجة هذه عمة المترجم له كانت عند سيدألمين بن باركلل بن يوقب إنلل بن ديمان، وابنتها منه انْبَيكلَّله بنت سيد ألمين هي والدة محمد اليدالي يقول الشيخ محمد اليدالي:
دع الملك الضِّليلَ يَصْبُ ودَعْ هندا :: ودع قولَ: “ديارٌ عهدت بها سعدى
وخلِ سليمى إن تحُلَّ بعرعر :: ووكّل نصيبا أن يهيم ودع دعدا
فإن صروف الدهر لم تبق سالما :: ولو شق خوف الحتف فضفاضة زردا
وسهم بنات الدهر ليس بطائش :: إلى مهجات الناس ترصده رصدا
فأين ملوك الروم والترك؟ أين من :: تملك أرض الشام والسندَ والهندا؟
وأين المشِيدون القصور تصنعا؟ :: ومن جنَبوا الخيل المسوَّمة الجردا؟
وأين بنو ساسان أين ملوكهم؟ :: فحادي المنايا ساقهم للردى وِردا
مضوا وانقضوا واستوحشت سكناتهم :: ولم يتركوا في الأرض خصما ولا ندا
فما لليالي لا تنام عن الورى :: ولكن لحظ الدهر قد ألف السهدا
تضعضع هذا القطر وانهد ركنه :: وأظلم وجه الأرض واغبر واسودَّا
وضجت وعجت واقشعرت وأُرجِفت :: أسى وأساس العلم أصبح منهدا
وزلزلت الآفاق وانثل عرشها :: وغَمّاً حشاشات الورى ألبست وجدا
ولاحت على وجه الزمان كآبة :: وأضحى فؤاد الدهر منكسرا نكدا
وأضحت بنيَّات الطريق مناهجا :: وباب المعالي والعلا صار منسدا
وعمت حناديس الخطوب على الورى :: فلا مَخْلصٌ منها فسحقا لها بعدا
غداة أصيب المسلمون بخيرهم :: وأحسنهم سمتا وأصدقهم وعدا
وأمضاهمُ في النائبات عزيمة :: وأوصلهم رحْما وأوسعهم رفدا

/
ويحدث خلط لدى الكثير من الناس بين شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني، وشاعر الأنبياء المختار بن عبد الله بن المحمود بن محمذ بن أبي المختار، لكنهما مختلفان مكانا وزمانا وليسا من فخذ واحد من الحسنيين.
فشاعر الأنبياء هو المختار بن عبد الله بن المحمود بن محمذ بن أبي المختار، وهو شاعر مجيد مقتدر امتاز شعره بقبول منقطع النظير كان سببا في شهرته وانتشار ذكره، له أشعار كثيرة في مختلف أغراض الشعر ولكنها ضاعت مع الزمن بسبب عدم التدوين.
ومع شهرة المختار الشعرية التي طغت على جوانب متميزة من حياته فقد كان المختار عالما جليلا دينا صالحا ذا كرامات ظاهرة، وكان شجاعا مقداما له بطولات مشهورة وحكايات عجيبة.
/
ومثلما يحدث خلط بين شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل وشاعر الأنبياء المختار بن عبد الله بن المحمود، يحدث كذلك خلط بين شاعر الأنبياء المختار والشاعر أحمد بن عبد الله بن أبي الفاضل الحسني الملقب بالشويعر الحسني 1795 – 1873 م، وهما مختلفان.
ومن شعره:
حي المعاهد حول العائديات :: أغرى الزمان بها أيدي البليات
آيات موسى هواه حين تبعثه :: تسع كآياته التسع الجليات
/
كما يظن الناس أن شاعر الأنبياء المختار، هو محمدن بن بو المختار الحسني الملقب بالذيب الكبير، إلا أنهما مختلفان وإن كانا كلاهما من بني أبي المختار.
/

أما موقع “البابطين” فكان مثل تَومَا الحكيم لفرط اختلاط الأمر عليه فكتب جامعا ثلاثة في واحد:
أحمد بن عبدالله بن الفاضل، وشهرته شيخ الشيوخ بن أبي الفاضل الحسني وشهرته الشويعر الحسني!
لذا وجب التنويه والتنبيه.

كامل الود

 

من صفحة Sidi Mohamed إكس ولد إكس اكرك سابقا


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى