ثقافة

من روائع الحكايات والأساطير الموريتانية(29) / د. محمدو احظانا

أم الروايات
رواية قضاء الشيخ ولد اخلاخل

قال الراوي:
قبل الرواية لا بد من أحجية؛
حاجيتكم ما جئتكم،
“قديحتي قديحة يطى، لاتكفؤ ولا تغطى”؟
حاول واحد، واثنان، وثلاثة.. فأخطأوا، وحاول الرابع:
-لعلها البئر.
أصبت وفزت.

الفصل الأول
قيل لكم في ما قيل لكم:
إن رجلين تنازعا على فصيل ادعا كل واحد منهما أنها ابنة ناقته، ولم يجدا من يفصل بينهما، فالناقتان كانتا هاملتين، وعادتا وهما رائمتان على الفصيل.
فاتفقا على الاحتكام إلى القاضي النبه الورع إبراهيم ولد باب ولد الشيخ سيدي.

الفصل الثاني

لما دفع كل من الرجلين بحجته أمام قاضي بوتلميت قال للمتقاضيين بعد أخذ ورد، إنه سيحكم بينهما بما حكم به الشيخ ولد اخلاخل في هذه النازلة.. فقبلا.

****
دعا القاضي، الشيخ ولد اخلاخل إلى مجلسه، فلما انضم إليه ووصف له النازلة، قال له:
-السيد القاضي؛ أنا لا استطيع أن أفصل بين المتخاصمين إلا بتحقق شرطين:
الأول: أن تكون الناقتان قد اصطافتا في مكانين مختلفين خلال حملهما.
والثاني أن أعرف أين اصطافت كل واحدة منهما.
فقال الرجلان إن كلا منهما يعرف أين كانت ناقته قبل أن تنتج.
فأما إحدى الناقتين فقد انقضى عليها الصيف وهي ترد بئر تامركيت، وأما الثانية فكانت ترد بئر التومي.

****
قال الشيخ ولد اخلاخل:
-سيدي القاضي؛ سأطرح مقترحا على الخصمين إن قبلاه نفذته معهما، وإن لم يقبلاه أمامك وفي مجلسك هذا فلا أستطيع أن أحسم في أمرهما.
سأله القاضي:
-وما مقترحك؟
-مقترحي أن ينزلا على ما سأقوله وهو أننا سنذهب بالناقتين وفصيلهما إلى البئرين اللتين ذكرهما الخصمان، وحيثما كانت ترد أم الفصيل الحقيقية فإن فصيلها ستتمرغ في مآبته.
أما البئر الأخرى فلن تتمرغ فيها أبدا.

الفصل الثالث
سأل القاضي الخصمين:
-هل توافقان؟
فوافقا على مقترح الشيخ ولد اخلاخل ونزلا على حكمه.
انطلق الرجلان يحدوان ناقتيهما والفصيل ومعهم شاهدان من مجلس القاضي إضافة إلى كاتبه.

****
لما وصلت البعثة إلى بئر تامرزكيت لم تأت الفصيل شيئا، فلما جاءت إلى مآبة بئر التومي تمرغت فيها.
فأخذ الرجل فصيله إلى ناقته وحسم الأمر بين المتخاصمين.

قال الراوي:
وربطت أنا نعلي على رجلي، ورجعت عنهم إلى أهلي، أبقاني الله سالما أحدث بنازلة الفصيل وحكم الشيخ ولد اخلاخل فيها.

م. أحظانا


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى