30 إبريل.. رحيل نزار…
أربعة وعشرون عاما ولايزال عبق عطرك يا نزار يجري في الأمكنة مسكا ونفحة عنبر، ولايزال صوتك وروحك وشعرك ملء السمع والبصروﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺑﺨﻴﺮ ﺩﺍﺭ ﻓﺎﻃﻤﺔ :: ﻓﺎﻟﻨﻬﺪ ﻣﺴﺘﻨﻔﺮ ﻭﺍﻟﻜﺤﻞ ﺻﺪﺍﺡ
وﺬﺍ ﻣﻜﺎﻥ ” ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰ ” ﻣﻨﺘﻈﺮ :: ﻭﻭﺟﻪ “ﻓﺎﺋﺰﺓ ” ﺣﻠﻮ ﻭ ﻟﻤﺎﺡمايزال سدوم يشعل الحرائق في دمائنا وديمي تسكب الوجد في قلوبناولاتزال على الأصابع رعشة وعلى الشفاه المطبقات سؤال..
أربعة وعشرون عاما ومايزال أطفالنا سليمي السليقة والذائقة يتماهون من مع شعرك ويذكرون قولك لمجلة آخر ساعة المصرية سنة 1996:..
لو أن طفلا موريتانيا لم يفهم بيتا من شعري لكان علي أن أذهب إليه وأشرح له البيت لأن الخلل ليس في ذائقة الطفل وإنما في صياغتي الشعرية”.أربعة وعشرون عاما ضاع فيها الصفصاف وضاعت أبجدية الياسميناثنان وعشرون عاما تتعاطانا المنافي وحوافرُ الخيلِ داسَت عِندنا الأدباوحاصَرَتنا وآذَّتنا فلا قلمٌ :: قال الحقيقةَ إلا اغتيلَ أو صُلبا
أربعة وعشرون عاما
وخريطة الوطن الكبير فضيحة :: فحواجز ومخافر وكلاب
والعالم العربي إما نعجة :: مذبوحة أو حاكم قصاب
أربعة وعشرون عاما والدجاجيل تمجد الحاكمين بأمرهم، والزيادين صمبَ في رجله صمبا وكلما صاح زيدان تذكرنا قولتك الخالدة:
أنا ما تورطت يوما بمدح ذكور القبيلة، ولست أدين لهم بالولاء .ولكنني شاعر قد تفرغ خمسين عاما لمدح النساء.
أربعة وعشرون عاما بيعت فيها القضية وظهر الغبن في صفقة القرن ولامجيب لليمون يافا سوى الصدى
لم تعد فيروز تغني:
الآن الآن وليس غدا
أجراس العودة فلتقرع
بل أصبح الكل يغني بقولك:
عفوا فيروز ومعذرة ..أجراس العودة لن تقرع
فالعودة يلزمها مدفع ..
والمدفع يلزمه اصبع
والاصبع في أست الشعب له مرتع
خازوقٌ دُقَّ بأسفلنا.. من شَرَم الشيخ إلى سَعسَع
ويبدو أننا اعتدنا على الخازوق والأصبع
رغم الخيبات والأحزان مازال شعرك بلسمنا ولون الفرح الذي نلبسه ومؤنسنا في ليالي الأنس الملاح ولاتزال شوادينا تغني:
هو جدول الأحزان في أعماقنا :: تنمو كروم حوله .. وغلالُ..
ومازلنا نعتبرك رجلا من (أهل لخيام) حتى أن رجلا من أهل إيگـيدي سألني ذات أنس هل نظم نزار في بحر أهل إيگيدي (بحر السريع) فأجبته:
للمرة العشرين كررتها :: هل في حياتي رجل اخر
نعم، نعم، فهل تصورتني ::
مقبرة ليس لها زائر
ما أكثر الرجال يا سيدي ::
لاروضة إلا لها طائر
تجربة كانت وها أنني :: نجوت من سحرك ياساحر
شفيت من ضعفي ومن طيبتي ::
فطيبة النفس لها آخر
تحبني، ليتك ماقلتها ::
هذا حديث غابر .. غابر
منذ متى أصبحت تهتم بي ::
منذ متى هذا الهوى الغامر
هل كنت إلا مقعدا مهملا ::
يضمه أثاثك الفاخر
مزرعة نهبت خيراتها ::
لا ذمة تنهي ولا زاجر
ترنو إلى مفاتني مثلما ::
يرنو إلى أمواله التاجر
يا أيها الباكي على ملكه ::
لقد تداعى ملكك الزاهر
حسابي القديم صفيته ::
بلحظة فمن منا الخاسر
كانت لك الجنات مفتوحة ::
ثمارها وعشبها الناضر
واليوم لا نار ولا جنة ::
هذا جزاء الكفر ياكافر
لو كنت إنسانا معي مرة ::
(ماكان هذا الرجل الآخرُ)
وأضفت لمحدثي قائلا:
ولكي يهمس في أذن نحاة أهل المنتبذ القصي أتى نزار بكان تامة في عجز بيته الأخير ولم بأت بها ناسخة ناقصة.
وبذلك لا تحتاج إلى خبر مثل الأفعال الناقصة فهي استغنت بالمرفوع (الفاعل) عن المنصوب (الخبر):ما(كان) هذا (الرجلُ الآخرُ)
سلام على روحك الطاهرة وسقيا لعهدك الناضر المورق فقد أوحش الربع بعدك.
كامل الود