ثقافة

ظرافات وظرفاء (39) / الأستاذ: محمدو سالم ولد جدو

جاء بعض النصارى إلى عبد الله بن بشار فقال: أريد أن أسلم على يدك، فارتاع وقال: يا ابن الفاعلة أما وجدت في عسكر أمير المؤمنين أهون مني! تريد أن تلقي بيني وبين عيسى ابن مريم خصومة إلى يوم القيامة.
وورد على أبي الفرج محمد بن العباس نعي أبيه من الأهواز فجلس للعزاء وأظهر الحزن وبينما هو كذلك وعنده وجوه القوم إذ حضر رجل من كبار الكتاب على تغفيل كان فيه، فلما تمكن الرجل في المجلس تباكى وقال: لعل هذا إرجاف! هل ورد كتابه؟ فقال له أبو الفرج: وردت عدة كتب، فقال: دع هذا كله، هل ورد كتاب بخطه ينعاه؟ فقال: لو ورد كتابه بخطه ما جلسنا للعزاء! وضحك الناس.
سأل المأمون رجلاً عن قاض بناحيته فقال: يا أمير المؤمنين، إن قاضينا لا يفهم وإذا فهم وهم، قال: ويحك كيف هذا؟ قال: قَدَّم إليه رجل رجلاً ادعى عليه أربعة وعشرين درهما، فأقر له الآخر، فقال: أعطه، قال: أصلح الله القاضي، إن لي حمارا اكتسب عليه كل يوم أربعة دراهم، أنفق على الحمار درهما وعلى نفسي درهما وأترك له درهمين، حتى إذا اجتمع ماله غاب عني فلم أره فأنفقته، وما أعرف وجها إلا أن يحبسه القاضي اثني عشر يوما حتى أجمعها له، فحبس صاحب الحق حتى جمع ماله! فضحك المأمون وعزله.
ورفع إلى قاضٍ بتاهرت رجل جنى جناية لم يجد القاضي لها عقابا منصوصا، فرأى أن يضرب المصحف بعضه ببعض ثلاث مرات، ثم يفتحه فما خرج من شيء عمل به. ففعل بالمصحف ما ذكره، ثم فتح فوقعت عينه على قول الله تعالى: {سنسمه على الخرطوم} فقطع أنف الرجل وخلى سبيله.
واختصم رجلان إلى بعض القضاة فلم يعرف كيف يقضي بينهما فضربهما معا وقال: الحمد لله على أن لم يفتني الظالم منهما.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى