ثقافة

عن حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي د. أبو سهلة سيد أحمد

#غوص_أخير ـ ثالثة الأثافي ـ
من أضعف استدلالات المانعين المُبدّعين بالاحتفاء بذكرى مولد رسول صلى الله عليه وسلم قولهم إن العبيديين هم أول من فعله!
هذه أيها السادة معلومة تاريخية لا حكم شرعي!
ثم هبوا أن العبيديين كفار وليسوا باطنيين فقط بل كفار ظاهرا وباطنا فمتى كان فعل الكفار علة للتحريم؟
وأين كان فعل الشيء من غير المسلمين سببا للمنع؟!
وانطلاقا من هذا الاستدلال الغريب الذي تنقصه الخبرة في أصول الفقه، فعلى المسلمين كلهم أن يحلقوا لحاهم ﻷن المتدينين من اليهود يعفون لحاهم! فتجب مخالفتهم حتى لا نقع في الحرام!
والواقع الذي تشهد له اﻷصول وتعضده اﻷدلة أن فعل غير المسلمين يأخذ حكمه من عرضه على فقهنا وأصولنا فإذا كانت ترفضه رفضناه، وإذا كانت تقبله قبلناه بل نكون نحن أولى به منهم حينئذ، كما قال صلى الله عليه وسلم ” نحن أولى بموسى..”
فالنظر إلى أن كل ما يفعله غير المسلمين قبيح وفاسد يجب الابتعاد عنه؛ تحجر وضيق أفق، لا فقه ولا ورع، فقد أشاد صلى الله عليه وسلم بحلف الفضول ـ وهو تجمّع كُفريّ ـ الواقع من رؤوس المشركين لما تضمنه من عدل وإنصاف ورد للمظالم ونصرة للمظلوم، ولم يمنعه كونه صادرا من المشركين أن يشيد به، بل قال لو دعيت إليه في اﻹسلام ﻷجبت…
وهَمَّ أن ينهى عن الغيلة – وهي وطء المرضع – فلما أخبر بأن غير المسلمين يفعلها ولا تضر بأولادهم كف عن النهي عنها وأجازها…
ومثل هذا كثير ولو شئنا لسردنا منه نماذج متعددة؛ لكن نكتفي بهذا القدر الذي تبين به أن فعل غير المسلمين ليس علة للتحريم…
فالممنوع أو المكروه التشبه بالكفار وهو يحتاج إلى نية لا الشبه الذي يأتي اعتباطا أو لمعنى آخر غير التشبه بهم.
فليحتف العبيديون بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم تغطية على كفرهم وبدعهم وليحتف المحبون تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتذكيرا به وبشمائله وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فلا فرق بين السجود لله والسجود للصنم إلا بالنية فالصورة واحدة ولا فرق بين الاغتسال تبردا والاغتسال طهارة إلا بالنية فالموضوع واحد.
وأخيرا فإن أكبر مخالفة للكفار والمشركين: تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
#ذكرى_المولد_النبوي.
#ملحوظة:
الأخير هنا ترجع للتدوين تحت عنوان غوص؛ وأما الحديث عن ذكرى مولد رسول الله صلى عليه وسلم فمستمر حتى يوم 12 ربيع الأول إن شاء الله تعالى.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى