ظرافات.. وظرفاء (18) / الأستاذ: محمدو سالم ولد جدو
قال حمزة بن بيض لغلام له: أي يوم صلينا الجمعة في الرصافة؟ ففكر الغلام ساعة ثم قال: يوم الثلاثاء.
كان لمحمد بن الحسن ابن على قدر كبير من الغباء فقال له: إني قد قلت شعرا، قال: أنشدنيه، قال: فإن أجدت تهب جائزةً؟ قال: أجل. فأنشده:
إن الديار طيفا ** هيجن حزناً قد عفا
أبكينني لشقاوتي ** وجعلن رأسي كالقفا
فقال: يا بني، والله ما تستأهل جائزةً، ولكن أمك مني طالق ثلاثاً إذا ولدت مثلك.
***
وقال أبو سجادة الفقيه في شعر له:
ومنا الوزير ومنا الأمير ** ومنا المشير ومنا أنا
***
قال الجاحظ: أنشدني بعض الحمقى:
إن داء الحب سقمٌ ** ليس يهنيه القرار
ونجا من كان لا يعـ ** شق من تلك المخازي
فقلت: إن القافية الأولى راء والثاني زاي؟ فقال: لا تنقط شيئا، فقلت: إن الأولى مرفوعة والثانية مكسورة، فقال: أنا أقول تنقط وهو يشكل!
***
اجتمع ثلاثة شعراء في قرية تسمى طيهاثا فقالوا: ليقل كل واحد بيت شعر في وصف يومنا، فقال أحدهم:
نلنا لذيذ العيش في طيهاثا
وقال الثاني:
لما احتثثنا القدح احتثاثا
فارتج على الثالث فقال:
امرأته طالق ثلاثا
ثم قعد يبكي على أهله وصاحباه يضحكان منه.
***
دخل أبو صفوان الحمام وفيه رجل مع ابنه، فأراد أن يعرف أبو صفوان ما عنده من البيان، فقال: يا بني أبدا بيداك ورجلاك، ثم التفت إلى خالد فقال: يا أبا صفوان هذا كلام قد ذهب أهله! فقال: هذا كلام لم يخلق الله له أهلاً قط.