ثقافة

المذرذرة أيامَ طفولتي 

عندﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ «ﻓﻮﻻﻧﻔﺎﻩ» (Folanfant) ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﺑﻠﺪﺓ ﻭﺍﺩﻋﺔ ﻳﻄﻴﺐ في ﺭﺑﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺶ. كاﻧﺖ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻋﺒﺮ ﺗﻞ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ، ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺷﺠﺮﺕ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻭﺣﻤﻴﺖ ﺑﺄﺳﻼﻙ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﺷﺎﺋﻜﺔ. ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻛﺎﻥ ﺣﻲ «ﻣﺪﻳﻨﻪ» (médina) ﻭﻫﻮ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﺒﻮﺭ ﻳﻮﻣﻲ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ «اﺣﺴﻲ ﺍﻟﻤﺤﺼﺮ»، ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ مثل «إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺩﻳﻜﻮ»، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﺨﺠﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺿﺎﺑﻂ ﺟﻤﺎﺭﻙ، ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻬﻤﺎ ﺃﺧﺘﻪ «ﻋﻴﺸﻪ ﺩﻳﻜﻮ» ﻭ«ﻣﺤﻤﺪﻭ ﺟﻨﻚ» ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺏ«ﻣﺪﻳﻨﻪ» ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺟﻠﺪﻱ ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﺑﻨﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﻫﻮ ﺻﺪﻳﻖ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﻃﻮﻳﻞ، ﺻﺤﻔﻴﺎ ﺛﻢ ﻣﻮﻇﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ FAO، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺳﺎﺑﻖ هو ﺍﻟﺴﻴﺪ «ﺳﻴﻨﻲ ﺍﻧﺠﺎﻱ» ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ «ﺩﻭﺩﻭ» ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ «ﺍﻧﺠﺎﻳﺎ» ﻭﺇﺧﻮﺗﻬﺎ «ﺩﻭﺩﻭ» ﻭ«ﺩﻣﺒﺎ ﻏﺎﻟﻮ» ﻭﺑﺸﻴﺮ ﻭﻟﺪ ﺟﺎﻻﻏﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺟﻴﻞ.
ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺃﺫﻛﺮ «ﻳﻤﺒﺎ» Yembae، ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻧﺤﻴﻒ ﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺟﺎﻻﻏﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻋﻨﺪ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ، ﻓﻤﺬﻳﺎﻋﻪ ﻳﻈﻞ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺑﻴﻦ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﻓﻴﺘﻨﺎﻡ ﻭﻫﻨﺪﺭﻭﺍﺱ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﻛﻨﺪﺍ ﻭﺗﻨﺰﺍﻧﻴﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ. لم ﻳﻜﻦ «ﻳﻨﺒﺎ» ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻹﻧﻌﺎﺵ ﺣﺼﺺ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺪﺃﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﻳﻮﺍﺻﻠﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﺤﺮ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺟﺘﻴﺎﺯ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺒﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ «ﻣﺪﻳﻨﻪ» عن باقي ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ، ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﺎﺭ ﺩﻭﺭ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ اﻹﺳﻤﻨﺖ ﺑﻨﻴﺖ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ، ﺗﺤﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﺒﺎﻥ ﺍﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺗﻌﺰﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻣﺴﺎﻛﻦ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﻭﻭﻛﻼﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻣﺤﻔﻈﺔ ﻣﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ «ﺳﻮﻣﺎﺭﻳﻪ ﻫﺎﺩﻳﻤﻮ» Soumaré Hadémou، ﻭﻫﻮ ﺳﻮﻧﻴﻨﻜﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ «ﺁﺭ» Arr ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ.
ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﻴﺘﻪ ﻋﺮﺿﺎ ﻓﻲ ﺗﻜﻨﺖ ﺃﻋﻮﺍﻣﺎ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺑﺸﻮﺷﺎ ﻟﻄﻴﻔﺎ ﻛﻤﺎ ﻋﻬﺪﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﻟﻢ ﻳﻜﺪ ﻳﺘﻐﻴﺮ. ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻻ Cola ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻓﻘﺪ ذرة ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻴﺰﻩ.
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺒﺪﺃ ﺣﻲ ﺍﻟﺤﺮﺱ، ﻭﻫﻮ ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺗﻤﺮﺡ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎﻋﺰ ﺷﺮﺳﺔ ﻭﻧﻬﻤﺔ. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻧﺴﺠﺎﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﺳﺮ ﺗﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺘﻲ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﻭﺇﻳﻨﺸﻴﺮﻱ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺗﻴﻦ: ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻚ، ﺃﻫﻞ ﻣﻜﻴﻪ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻫﻤﻴﻤﺪ. ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺳﻨﻲ ﻳﺮﺗﺎﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ: ﺗﺎﺭﻱ ﻭﺳﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ نسيت أسماءهم.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺑﻨﺖ ج ﻓﺘﺎﺓ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺎﻏﺒﺔ ﻭﻣﺸﺎﺟﺮﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻱ ﻓﺘﻰ ﺃﻭ ﻓﺘﺎﺓ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻔﺰﺍﺯﻫﺎ. ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺻﻮ ﻋﺎﻡ 1986 ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ، ﻓﻌﺮﻓﺘﻨﻲ ﻓﻮﺭﺍ ﻭﺗﺒﺎﺩﻟﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺪﺓ ﺷﺎﻱ ﺣﻮﻝ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﺑﺈﺳﻬﺎﺏ ﻭﻋﻔﻮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻼﻗﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﻓﺮﺍﻕ.
ﻭﻗﺪﻣﺘﻨﻲ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﻴﺎ ﻟﻠﺘﺮﺍﺭﺯﺓ، ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﻟﻸﺳﻒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻋﻮﺍﻡ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺙ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﻏﺎﻣﺾ ﻭﻗﻊ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺭﺣﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﺍﺫﻳﺒﻮ ﻭﺍﻟﺰﻭﻳﺮﺍﺕ.
ﻭﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﻨﺘﺼﺐ ﺧﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﺲ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻭﻫﻮ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺷﻴﺪﺕ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺎﺕ ﻭﺃﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺭﻩ. ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﺠﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻛﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺟﺮﻡ ﺃﻭ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﻓﻌﻞ ﻣﺸﻴﻦ، ﺑﻞ ﺟﺎﺀ ﺇﺛﺮ ﻭﺷﺎﻳﺔ ﻧﺴﺒﺖ ﻟﻪ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﺷﻌﺮ ﺗﺤﻜﻲ ﺑﺘﻬﻜﻢ ﻭﺳﺨﺮﻳﺔ ﻗﺼﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﻗﺘﻠﺘﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻨﻘﻞ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺛﻮﺭ ﻣﻦ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ.
ﻭﻗﺪ ﺃﻗﺎﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ، وهو «ﺍﻟﺪﻳﻘﺪﺍﻕ» (Deigdag) ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻣﺤﻤﺪ.
ﻭﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺰﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻟﻮﻧﻪ ﺃﺧﻀﺮ ﺯﻳﺘﻮﻧﻲ ﺗﺤﻔﻆ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﻭﺫﺧﺎﺋﺮ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺤﺮﺱ.
ﻭﺧﻠﻒ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﻴﺠﺔ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﺷﻴﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﺍﺯ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ «ﻣﺪﻳﻨﻪ» ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ. ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺰﻝ كان ﺟﻴﺪﺍ وقد ﻇﻞ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﺴﻜﻨﺎ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﺍﺟﻪ ﺑﻨﺖ ﻣﻮﻟﻮﺩ، ﻭﻫﻲ ﻣﻤﺮﺿﺔ ﺗﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺗﻠﻤﻴﺖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺑﻼﺕ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺃﻗﻤﺖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺑﻄﻨﻲ ﺑﺎﺑﻦ ﺃﺧﺖ ﺧﺪﺍﺟﺔ، ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺴﻜﻪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻨﺪ ﺧﺎﺻﺘﻪ ﺑﺬﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ، ﻭﺑﺎﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺎﻏﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺩ ﻭﺑﻨﺘﻬﺎ ﻣﻠﻴﻜﻪ.
ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺧﺪﺍﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻧﻴﻘﺔ ﻭﻣﻬﺬﺑﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻄﻼﻗﺔ. ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﻭﻗﺪ ﻇﻞ ﻋﺎﻣﺮﺍ ﺑﻤﻮﺍﺋﺪﻩ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮﺓ ﻭﻛﺆﻭﺱ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺍﻟﻤﻨﻌﻨﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﺍﺭ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻮﻋﺪﺍ ﺗﺤﺮﺹ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻼﻗﻲ ﻓﻴﻪ. ﻓﻔﻲ ﺻﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺆﺛﺚ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺗﺘﺠﺎﺫﺏ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺗﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻨﻜﺎﺕ ﻓﺘﻌﻠﻮ ﺍﻟﻀﺤﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺣﺔ ﺃﻭ ﺗﺨﻠﺪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﻟﻌﺐ «ﺍﻟﺒﻴﻠﻮﺕ» (belote). ﻭﺃﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﻩ ﺣﺒﻴﺐ ﻭﻟﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ ﺷﻴﺦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﺎﺷﺪﺑﻴﺖ ﺇﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﻟﺪ ﺍﺣﻤﻴﺪ ﻭﻣﺤﻤﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻣﻴﻦ ﻭﺃﻋﻤﺮ ﻭﻟﺪ ﺃﻋﻤﺮ ﻭﻟﺪ ﺍﻋﻠﻲ وهو ﻭﻛﻴﻞ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻣﺘﺮ ﻣﻦ ﺧﺪﺍﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻜﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ هي «ﺳﻴﺪﻱ ﻧﻴﺎﻧﻎ» (Sidi Niang)، وهو ﻣﻤﺮﺽ ﺑﻮﻻﺭﻱ ﻗﻀﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ. وﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻐﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺳﻦ ﺍﻟﺨﺘﺎﻥ ﻳﻔﺮﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﻛﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺴﻠﻴﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻣﺪﺍﻋﺒﺎ ﻭﻗﺪ ﻗﻄﺐ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ: «ﻣﻮﻋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻒ». ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻻﺣﻘﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﻛﻴﻬﻴﺪﻱ Kaédi ﻭﻣﻦ ﺣﻲ «ﺗﻮﻟﺪﻳﻪ» (Touldé) ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻮﻣﺘﻪ «ﺩﻳﺎﻏﺮﺍﻑ» (Diagraf) ﺃﻱ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﻼﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺮﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ «ﻫﺎﻭﻩ» (Hawa) ﻓﺴﻴﺪﺓ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻓﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻟﻤﺎﻣﺎ إذ أن أﻏﻠﺐ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﺴﺘﻐﺮﻗﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻗﻄﻴﻊ ﺍﻟﺒﻘﺮ.
ﻭﻣﻘﺎﺑﻞ ﺑﻴﺖ ﺳﻴﺪﻱ ﻧﻴﺎﻧﻎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺗﻨﺘﺼﺐ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﺍﻟﺴﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺩﺍﺭ ﺿﺨﻤﺔ ﻭﻭﺍﺳﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻜﺘﺒﺎً ﻭﻣﻘﺮَّ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ «ﻋﻠﻲ ﺟﻴﺎﺭﺍ» (Alioune Diara) ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﺟﻴﺪﺓ ﺑﻞ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ.
ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻬﺎﺗﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺪﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ الوطن، مثل ﺑﻮﺗﻠﻤﻴﺖ وﺭﻭﺻﻮ وﺃﻻﻙ وﺑﻮﻏﻴﻪ وﻛﻴﻬﻴﺪﻱ وﺍﻣﺒﻮد وﺍﻟﻤﺠﺮﻳﺔ ﻭﻣﻘﻄﻊ ﻟﺤﺠﺎﺭ.. ﻣﺜﺎﻻ ﻻ ﺣﺼﺮﺍً. ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻷﺷﺨﺎﺹ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﻴﻦ ﻟﻮﻱ (Saint Louis) وﺭﻓﻴﺴﻚ (Rufisque) وﺍﻣﺒﻮﺭ (Mbour) وﺩﺍﻛﺎﺭ وﺑﺎﺭﻳﺲ.. إﻟﺦ. ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﻣﻞ ﻧﺴﻴﺖُ ﺍﺳﻤَﻪ ﻳﺴﻬﺮ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﻐﺮﻗﻪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ يشرف ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺁﻟﺔ ﻳﺪﻭﻳﺔ ﺗﻨﺘﺞ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺯﻳﻌﻪ ﺩﻭﻥ ﻛﻠﻞ ﺃﻭ ﻣﻠﻞ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺳﺎﻋﻲ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ «ﺩﻫﺎﺑﻮ». ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﺑﻴﺘﺎً ﻳﺤﺎﺫﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻮﺍﻳﺘﻪ ﺇﺻﻼﺡ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻛﻠَّﻤﺎ ﺳﻨﺢ ﻟﻪ ﻭﻗﺖ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺸﺮﻑ ﻳﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ: «ﻟﻮﻣﻮﻧﺪ» (Le Monde) و«ﻟﻜﻨﺎﺭ ﺃﻧﺸﻨﻴﻪ» (Le Canard enchaîné) و«ﺑﺎﺭﻱ ﻣﺎﺗﺶ» (Paris Match) و«ﻟﻮﺑﺴﺮﺍﻓﺎﺗﻴﺮ» (L’observateur) و«ﻟﻴﻔﻴﻐﺎﺭﻭ» (Le Figaro).. ﻭﺩﻭﺭﻳﺎﺕ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ مثل «ﺴﻴﻠﺴﻜﺴﻴﻮﻥ ﺩﻱ ﺭﻳﺪﺭﺯ» (la Sélection du Reader’s Digest) ﻭ«ﺳﻴﺎﻧﺲ ﺇﻱ ﻓﻲ» (Science et Vie).
ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺩﻳﺎﻟﻮ ﻣﺤﻤﺪ، وهو ﻋﻘﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻮﺗﻠﻤﻴﺖ ﺩﺭَﺱ ﺑﺎﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ، ﻭﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻳﺎﻟﻮ ﻣﻌﻠﻢ ﻭﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﻳﺒﺎﺭﻯ ﻗﻀﻰ ﻧﺤﺒَﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺙ ﺳﻴﺮ ﻣﺮﻋﺐ، ﻭ «ﺳﻴﻼ ﺁﻟﻲ» (Sylla Alley) ﻣﻌﻠﻢ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻘﺪﻭﻱ ﻟﻢ ﺃﻗﻒ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﻭ «ﻫﺎﻧﺮﻱ ﺭﻳﻜﻴﻪ» (Henry Riquet) ﺁﺧﺮ ﻣﻌﻠﻢ ﺟﻨﺴﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ «ﻓﻮﻻﻧﻔﺎﻩ» ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ.
ﻭﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻴﺎﻟﻮ ﺃﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺪ ﺑﻠﻠﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺑﻮﺗﻠﻤﻴﺖ، ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺃﺭﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺧﺘﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻮﻧﻴﻪ Mohamed Koné ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﻘﻴﺘﻪ ﻣﺮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻗﺪ ﺯﺍﻭﻻ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺛﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻜﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﻧﻴﺎﻧﻎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ويتعلق الأمر بـ«ﻣﺎﺩﻳﻜﻴﻪ ﻓﺎﻱ» (Madéké Faye)، وهو ﺭﺟﻞ ﻓﺎﺭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺧﻔﻴﺾ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ: ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺧﺎﻟﺺ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ «ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ» (Sérére)، ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﺳﻨﻐﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﻋﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﺰﻧﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻴﺒﻮﻟﺪ ﺳﻴﺪﺍﺭ ﺳﻴﻨﻐﻮﺭ Léopold Sédar Senghor. ﻭﻗﻀﻰ ﻣﺎﺩﻳﻜﻴﻪ ﺣﻴﺎﺗَﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻭﺑﻮﺗﻠﻤﻴﺖ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻭﺭﻭﺻﻮ. ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﻀﻨﻲ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡَ ﺑﺠﻮﻻﺕ ﻣﺘﻜﺮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﺃﻭ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻷﺳﻼﻙ ﺍﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺴﺪﻫﺎ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺃﻭ ﻧﺰﻭﺍﺕ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺑﺪﺍﺓ ﺗﻌﻮﺯﻫﻢ ﻭﺳﺎﺋﻞُ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ. ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺩﻳﻜﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻳﻦ، ﻻ ﺗﻔﻮﺗﻪ ﺻﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻤﻪ ﻣﻨﺤﺼﺮﺍً ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﻫﻢ ﻳﻨﺎﻫﺰﻭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ: ﺻﻴﺎﺭ Sayar ﻭﻭﺍﻟﻲ Wali ﻭﻋﺒﺪﻩ Abdou ﻭ «ﻣﺎﺩﺍﻡ Madame» ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺗﻘﻊ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﻬﻴﺒﺔ، ﻭﻫﻲ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ، ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﻏﺮﻑ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ. ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺟﺪﺭﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﻴﻜﺔ ﻭﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﺩﻋﺎﺕ ﻭﺷﺮﻓﺎﺕ ﻭﻣﺨﺎﺯﻥ ﻣﻴﺎﻩ ﻭﻣﺤﺎﺭﺱ ﻭﻣﻐﺎﺳﻞ ﺛﻴﺎﺏ ﻭﻣﻠﺤﻘﺎﺕ ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ.. ﺃﻧﻬﺎ ﺻﻤﻤﺖ ﺃﺻﻼ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺣﺼﺎﺭ ﻃﻮﻳﻞ.
ﻭﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺤﺼﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، وهو ﺑﻨﺎﻳﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻤﻨﺖ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺳﻜﺮﺗﻴﺮﻩ ﻭﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻓﻨﺎﺀ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ (gîte d’étape)، وهي ﻣﺒﻨﻰ ﻣﺤﺘﺸﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻟﺪﻯ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻭﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﻟﻴﺐ ﺭُﺗﺒﺖ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ ﺃﺳﺮَّﺓٌ ﻗﺎﺑﻠﺔٌ ﻟﻠﻄﻲ ﻭﺃﻭﺍﻧﻲ ﻭﻣﻼﺀﺍﺕ ﻭﺣﺸﺎﻳﺎ: ﺃﺛﺎﺙ ﻭﻣﻌﺪﺍﺕ ﻭﺭﺛﺖ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻭﺧﺼﺼﺖ ﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺎﺕ ﻋﻤﻞ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻁ ﺑﺸﺠﺮ «ﺍﻟﺒﺮﻭﺯﻭﺑﻴﺲ Prosopis» ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﻘﺮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﺴﻨﻤﺮ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ. ﻭﻓﻴﻪ ﺗﻌﻤﻞ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻛﻔﺎﺀﺓً ﻭﺗﻔﺎﻧﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ. ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﻧﻴﺎﻧﻎ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺨﺘﺺ ﺟﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﻳﺮﻛﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻦ ﻭﺍﻟﻌﻼﺟﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺧﺪﺍﺟﻪ ﺑﻨﺖ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﺍﻟﻮﻻﺩﺓ، ﺃﻣﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻴﻞ ﻓﻴﺘﻮﻟﻰ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝَ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﻓﺮﺯﻫﻢ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻴﻞ ﺭﺟﻼ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻓﺎﺭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﺃﻧﻴﻘﺎً ﻭﺃﺑﻴﺎً. ﻛﺎﻥ ﺳﻠﻄﻮﻳﺎ ﺩﻭﻥ ﺷﻚ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﻛﺮﻡ ﻭﺗﺪﻳﻦ. ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭﻳﻤﻠﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔً ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻄﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﺎﻳﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﻌﺎً ﺑﺎﻟﻌﻄﻮﺭ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻭﺭﺣﻼﺕ ﺍﻟﺼﻴﺪ. ﻛﻨﺖُ ﺃﻧﺰﻝ ﺿﻴﻔﺎً ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﻄﻞ ﻓﺘﺴﺘﻘﺒﻠﻨﻲ ﺑﻨﺘﻪ «ﺍﻟﻄﻔﻴﻠﻪ» ﻭﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﺷﻴﺨﺎﻧﻲ ﻭﺩﻣﺒﻪ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻷﺥ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻖ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﺳﻤﻬﺎ ﺗﻮﺗﻮ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺨﻨﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ، ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻭﺳﺨﻴﺔ ﺗﺄﺛﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﻩ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺑﺎﺧﺘﻔﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ. ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﺑﻨﻪ ﺷﻴﺨﺎﻧﻲ ﻣﺤﺎﻣﻴﺎً ﺛﻢ ﻋﻤﺪﺓ ﻟﻠﻤﺬﺭﺫﺭﺓ، ﻭﻫﻮ ﺯﻣﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺻﺪﻳﻖ في اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﺢ ﻟﻲ ﺇﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍً ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻪ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻟﻘﺎﺀَﻧﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﻏﺎﺩﺭﻧﺎ ﻣﺪﺭﺳﺔ «ﻓﻮﻻﻧﻔﺎﻩ» ﺗﻢ ﻋﺎﻡ 1995 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ «ﻣﻠﻦ Melun» ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ. ﻛﻨﺎ ﻛﻼﻧﺎ ﻣﺪﻋﻮﻳﻦ ﻟﺤﻀﻮﺭﺣﻔﻞ ﻟﺘﺨﻠﻴﺪ ﺗﻮﺃﻣﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻥ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺫﻛﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ «ﺳﻴﻨﺎﺭ» Nouvelle ville de Sénart ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ «ﺳﻴﻦ ﻭﻣﺎﺭﻥ» (Seine et Marne)، ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻫﻮ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻋﻤﺪﺓً ﻟﻠﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻭﺟﺌﺖُ ﺃﻧﺎ ﺿﻤﻦ ﻭﻓﺪ عن بلدية ﺗﻜﻨﺖ.
ﻭﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻒ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ًﻳﻘﻊ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺠﺎمع، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﺘﺎﺩﻳﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﺟﻼﺀ ﻗﻀﻮﺍ ﻧﺤﺒﻬﻢ ﻛﻠﻬﻢ: ﺃﺣﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﺑﻴﺒﺎﻩ ‏(ﺣﺤﺎﻡ ‏)، وﺃﺣﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﺑﺎﻛﺎ، وﻣﺤﻤﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﺑﺎ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻨﺪﻩ، ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻒ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻟﻤﺨﺎﺯﻥ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻭﻣﻐﺒﺮﺓ ﺗﻌﻠﻮﻫﺎ ﺻﻔﺎﺋﺢ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻣﻤﻮﺟﺔ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺃﻇﻦ ﻣﺤﻤﺪﻥ ﻭﻟﺪ ﺇﻓﻜﻮ، وهو ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺛﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ. ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻓﺎﺭﻉ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﻟﻪ ﻭﺟﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻟﺤﻴﺔ ﻛﺜﺔ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺑﺈﺣﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ. ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﻋﺎﺩﺓ ﺩﺭﺍﺭﻳﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻈﻠﻊ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ ﻭﺳﺮﺍﻭﻳﻞ ﻗﻄﻨﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻭﻗﻤﺼﺎﻥ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻷﻛﻤﺎﻡ.
ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻩ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻘﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ «ﺍﻟﺪﻱ ﺷﻔﻮ» (Deux chevaux) ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺃﻋﻴﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺗﺮﻣﻘﻪ ﺑﺎﻧﺪﻫﺎﺵ.
ﻭﺧﻠﻒ تلك ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺗﻘﻄﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓً ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺳﺮﺓُ ﺃﻫﻞ ﺃﺟﻮﻥ: ﺳﻴﺪﻳﻨﺎ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻪ ﻭﺑﻨﺖ ﺃﺧﺘﻪ ﺍﺷﺮﻳﻔﻪ ﻭﻫﻲ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻭﺯﻣﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺣﻈﻴﺖُ ﺑﻠﻘﺎﺋﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ في ﻨﻮﺍﻛﺸﻮﻁ، ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺍﺭ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﻨﺖ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﺍﺗﻲ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻮﻳﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﻫﺎ. ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﺭﺝ ﺧﺸﻦ ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻰ «ﺩﺍﺭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺥ». ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻲ ﺃﻥ ﺁﺗﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻠﻌﺐ «ﺩﺍﺭﻱ» ﻭﻟﻠﺘﻤﺮﻥ ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﺑﺸﺔ ﺳﺨﺎﻓﺎﺕ ﺗﻄﻔﺢ ﺑﺎﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻹﻣﻼﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺣﺒﺔ. ﻭﺇﻥ ﻧﺴﻴﺖُ ﻓﻠﻦ ﺃﻧﺴﻰ ﺃﻥ «ﺩﺍﺭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺥ» ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﻳﺘﺪﺍﻋﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺀ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺗﻠﻮ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺭﻭﺻﻮ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺔ ﺳﻴﺘﺮﻭﻳﻴﻦ citroen ﺗﻲ 46 T ﺳﻮﺍقون ﻣﻬﺮﺓ: ﺟﻴﺒﻲ ﺍﻧﺠﺎﻱ وﺳﻚ وﻣﺎﻟﻚ وﺳﺎﻟﻴﻮ وﺳﻌﺪ ﺑﻮﻩ وﺍﻟﻌﻴﺪ وﺑﻮﻱ ﻧﺎﺭ وﺳﻮﻳﺪ ﺃﺣﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻛﺮﻳﺒﻠﻲ وﺍﺑﻴﺒﻴﻪ ﻭﻧﺴﻴﺖ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺃﻏﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﺗﻌﻮﺩ ﻷﺳﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ هي ﺃﻫﻞ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﺎﻝ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻷﺧﻮﻳﻦ:ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺇﻓﻜﻮ ﻭﻗﺪ ﺑﻨﻴﺎ ﺛﺮﻭﺗَﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺮﻱ.
ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻓﺮﺕُ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻭﺭﻭﺻﻮ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﺠﺎﻧﻲ. ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖُ ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺟاﻨﺐي ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻃﻮﻟﻪ ﻧﺤﻮ ﺳﺘﻴﻦ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍً: ﺑﻮﺯﺑﻴﻠﻪ، ﺍﺣﺴﻲ ﻋﺒﺪﻩ، ﺍﻟﺸاﺮﺍﺕ، ﻟﻜﺮﺍﻉ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﺍﺣﺴﻲ ﺃﻓﻠﺠﻴﻂ، ﺭﺵ ﺍﻟﻨﻴﻪ، ﺭﺵ ﺯﻣﺒﺘﻲ، ﺭﺵ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻂ، ﺍﻟﺨﻤﺴﺎﻥ، ﺑﻮﻧﺪﺭﻳﻨﺎﻥ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻟﺘﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺻﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ضحى. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻼﻗﻲ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﻖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻭﺳﻂ ﻧﺒﺎﺗﺎﺕ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻭﻭﺍﻓﺮﺓ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻘﺘﺎﺩ ‏(ﺇﻳﺮﻭﺍﺭ) ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﻝ ‏(ﺍﻟﻄﻠﺢ) ﻭﺍﻟﺴَﻤﺮ ‏(ﺍﻟﺴﺪﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻈﻪ) ﻭﺍﻟﺴﺪﺭ. ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻓﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻫﻲ: ﺍﻟﻤﺴﻴﻢ ‏(ﺗﻴﺸﻂ) ﻭﺍﻷﺭﺍﻙ ‏(ﺇﻓﺮﺷﻲ) ﻭﺍﻟﺒﺸﺎﻡ ‏(ﺁﺩﺭﺱ) ﻭﺍﻷﺛﻞ ‏(ﺍﻟﻄﺮﻓﻪ) ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻡ ‏(ﺃﻡ ﺭﻛﺒﻪ).
ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻭﻟﻮ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻥ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻥ ﺇﻓﻜﻮ ﻭﻟد إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﺎﻝ ﻭﺃﺧﻮﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺩﻓﻊ ﺃﺟﺮﺓ ﺍﻟﻨﻘﻞ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻳﻄﻠﺒﺎﻥ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺃﺣﺪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻘﻨﻌﺎﻥ ﺑﺎﺳﺘﻼﻡ ﻣﺎ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻮﻫﻤﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﻟﻘﺎﺀَ ﺍﻟﺴﻔﺮ. ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻓﻌﻼ ﺭﺟﻠﻴﻦ ﻛﺮﻳﻤﻴﻦ: ﻭﺍﻟﺪ ﻭﻋﻢ ﺯﻣﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﻩ ﻭﻟﺪ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺃﻟﻘﻪ ﺇﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍً ﻭﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ. ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺷﺎﺣﻨﺔ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ: ﺗﻴﺎﻩ ﻭﻟﺪ ﺃﺣﻤﺪﻭ، وهو ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﻷﻫﻞ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﺎﻝ. كان ﺭﺟلا ﻣﺘﻮﺍﺿﻊاً ﻭﺩﻭﺩاً، ﺷﺒﺖّ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺷﺎﺣﻨﺘﻪ ﻟﺪﻯ ﻣﺨﺮﺝ ﺭﻭﺻﻮ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺧﻠﻴﺞ «ﺑﺎﺥ» ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ.
ﻳﺸﻖ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﺷﺎﺭﻉ ﺭﻣﻠﻲ ﻭﺍﺳﻊ ﻣﺄﻫﻮﻝ ﺟﺪﺍً ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺷﺒﻪ ﺧﺎﻝ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ. ﻭﻳﻤﺘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻏﺮﺑﺎً ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﻴﺠﺔ، ﻭﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﺤﻮﺍﻧﻴﺖ ﺑﺪﺀ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻧﺴﻖ ﺃﻭ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻣﻮﺍﺩ ﻭﻣﻨﺘﺠﺎﺕ ﻃﺎﺯﺟﺔ ﻭﺣﺒﻮﺏ ﻣﺠﻠﻮﺑﺔ ﻣﻦ «ﺷﻤﺎﻣﻪ» ﻭﺑﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺮﻛﻴﺰ ﻭﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ: ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ، ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ، ﺍﻟﺪﺧﻦ، ﺍﻟﻔﺎﺻﻮﻟﻴﺎ، ﺍﻟﻬﺒﻴﺪ، ﺍﻟﻔﺴﺘﻖ، ﺍﻟﺪﻫﻦ، ﺍﻟﻘﺮﺏ، ﺍﻷﺳﺮﺍﺝ، ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻒ، ﺍﻟﺠﻠﻮﺩ، ﺍﻟﺤﺒﺎﻝ، ﺍﻟﺦ. ﺇﻧﻪ ﺣﺎﻧﻮﺕ «ﻳﺎﻟﻲ» ﺃﺣﺪ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻣﺘﺪﻳﻦ ﻭﺣﻜﻴﻢ ﻭﻣﻀﻴﺎﻑ. ﻭﻳﺎﻟﻲ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪ ﺻﺪﻳﻖ ﻗﺪﻳﻢ ﻭﺍﻓﺎﻩ ﺃﺟﻠﻪ: ﺃﺣﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ بـ«ﺑﻴﺸﺎﻟﻪ» ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻟﺪ ﻳﺎﻟﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﻟﺪ ﻳﺎﻟﻲ ﺃﺣﺪ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻲ ﻭﻟﻪ ﺑﻨﺎﺕ ﻧﺴﻴﺖ ﺃﺳﻤﺎﺀﻫﻦ. ﻭﻟﺠﺎﺭﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﻭﻟﺪ ﺍﺑﺎ ﺩﻛﺎﻥ ﺟﻴﺪ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻦ ﻳﻌﺮﺽ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ: «ﻛﻴﻜﻲ44»، «ﻣﺎﺗﻲ ﻏﻲ»، «ﺟﻮﻟﻲ ﺳﻮﺍﺭ»، «ﻧﻮﺳﺘﺎﻟﺠﻲ»، «ﺃﺑﺎﻧﻴﺘﻪ» ﻭ«ﺩﺍﻧﻜﻮﻣﻪ».. ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﺭﻭﺍﺟﺎ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ: «ﻛﺮﺍﻓﻦ ﺁ»، «ﺑﺎﺳﺘﻮﺱ»، «ﻛﺎﻣﻴﻠﻴﺎ»، «ﻏﻠﻮﺍﺯ» ﻭ«ﺟﻴﺘﺎﻥ». ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎﻓﺴﻪ ﻣﺘﺎﺟﺮ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﺣﺎﻣﺪﻳﻨﻮ: ﻭﺍﻟﺪ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ: ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺍﻟﺤﺴﻦ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﻟﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﺎﻝ ﻭﺍﻋﻠﻲ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﺍﻋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﻮﻧﺎ ﺯﻭﺝ ﻻﻟﻪ ﺑﻨﺖ ﺍﺑﺮﻳﻜﻪ ﻭﺳﻴﺪﺍﺗﻲ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ: ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﺐ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻢ: ﺑﻼﻩ. ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻼﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﻤﻔاﻮﺿﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﻓﻲ ﺩﺍﻛﺎﺭ ﻋﺎﻡ 2008 ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺤﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺒﺖ ﺇﺛﺮ ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﻓﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪماء ﻭﺍﻟﻮﺩﻭﺩين ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺰﻳﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺒﻮﺍﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺎً ﻳﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺴﻨﻐﺎﻝ. ﻭﺗﺮﺍﻓﻘﺖ ﻣﻊ ﺑﻼﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖُ ﺃﺭﺍﻩ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺭﺑﻊ ﻗﺮﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻨﺖ ﺣﻴﺚ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻳﻮﻣﺎً ﺭﺍﺋﻌﺎً ﻣﻊ ﺫﻭﻳﻪ.
ﻭﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﺎﻧﻮﺕ ﺳﻴﺪﺍﺗﻲ ﻭﻟﺪ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ «ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺸﻲ»، ﻭﻫﻮ ﻣﻐﺮﺑﻲ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺃﻗﺪﺍﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺸﻲ ﻳﺘﺎﺟﺮ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭﺍﻟﺼﻤﻎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﻀﺎﻋﺘﻪ ﻣﺤﻠﻴﺎً ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﻟﻴﺒﻴﻌﻬﺎ ﺑﺮﺑﺢ ﻭﺍﻓﺮ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺇﻳﻜﻴﺪﻱ ﻭﺍﺧﺘﻼﻃﻪ ﺑﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻜﻨﺔ ﺍﻷﻋﺠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﺮﺍﻛﺶ ﺗﺎﻧﺴﻴﻔﺖ ﺍﻷﺣﻮﺍﺯ، ﻛﻤﺎ ﻇﻞ ﻓﻚ ﺷﻔﺮﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻹﻳﺤﺎﺀﺍﺕ ﻣﺴﺘﻌﺼﻴﺎً ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻟﺬا ﻛﺎﻥ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺰﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻢ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ: ﺍﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺭﺣﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺃﻟﺘﻘﻪ ﺳﻮﻯ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻣﺸﺘﺮﻛﻴﻦ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻣﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺸﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺳﻴﺪﺓ ﺍﺳﻤﻬﺎ «ﺑﺎﺳﻴﻦ»، ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺧﺎﺭﻗﺔ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻫﻢ: ﺃﺣﻤﺪ ﺩﺍﻝ ﻭﻟﺪ ﺑﺎﺑﺪﻳﻨﺎ ﻭﺑﺎﺑﺎ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺧﻴﺮﺍﺕ، ﻭﺩﻛﺎﻛﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻬﻢ: ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻨﻴﻪ ‏(ﺍﻟﻨﺤﻲ ‏) ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﻟﺪ ﺑﺸﺎﺭ ﻭﻋﻤﻲ ﻭﻟﺪ ﻣﺘﺎﻟﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻲ ﻭﺩﺣﻮﺩ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ.
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﻧﻴﺖ ﻳﺘﺠﻤﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺠﻌﺎﻥ ﻭﺃﻫﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ: ﺩﻳﺎﺑﻞ، ﺁﻣﺒﻮﻫﺎ، ﺍﻟﺰﺍﻳﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺑﻠﺨﻴﺮ، ﺍﻣﺒﻴﺮﻳﻚ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪﻭﺕ، ﺍﺑﻴﺎﻩ… إلخ.
ﻭﻋﻠﻰ ذلك ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﻳﻀﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺨﺒﺰﺓ ﻋﻠﻲ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺭ ﻭﻫﻲ ﻣﺨﺒﺰﺓ ﺗﺼﻨﻊ ﺧﺒﺰﺍً ﺃﺻﻔﺮ ﺑﺮﺍﻗﺎً ﻧﺎﻋﻤﺎ ﻭﻟﺬﻳﺬﺍً ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖُ ﺑﻪ ﻣﻮﻟﻌﺎً. ﻭﻛﻨﺖ ﻛﺄﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﺃﻓﻀﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺰ ﺍﺳﻮﻳﻌﻴﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻨﻌﻪ ﺭﺟﻞ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺨﺒﺰﺓ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺣﺎﻧﻮﺕ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻟﺪ ﺑﻼﻝ ﺍﻟﺠﻮﻟﻲ. ﻭﻋﻠﻲ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺭ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ﺯﻣﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﻙ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺸﻖ ﺷﻤﺎﻝ ﻭﺳﻂَ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺷﺎﺭﻉٌ ﻣﻮﺍﺯٍ ﻟﻠﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ، ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺘﻪ ﻳﻘﻊ ﺣﺎﻧﻮﺕ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻇﻤﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺗﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺁﺩﺭﺍﺭ. ﻭﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﺣﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻧﻮﺗﻪ ﻓﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﻩ ﻓﻲ ﻭﺛﺒﺔ ﺗﻀﺎﻣﻦ ﺻﺎﺩﻕ، ﻭﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﺼﻐﺮ ﺳﻨﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻘﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﺃﺳﺮُ ﺛﻼﺛﺔٍ ﻣﻦ ﺣﺮﺱ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ: ﺃﻫﻞ ﺷﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻘﻲ ﺍﺑﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺣﺘﻔَﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻮﻳﺎ ﻭﺷﺠﺎﻋﺎ، ﻭﺃﻫﻞ ﺳﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ: ﺃﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺁﺩﺭﺍﺭ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻨﺘﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﺔ ﻭﺍﺑﻨﻬﻢ ﻟﻤﻬﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، ﻭﺃﻫﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﺑﻨﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺪﺭﺳﺔ «ﻓﻮﻻﻧﻔﺎﻩ» ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻳﺔ ﻋﺎﻡ 1965. ﻭﺑﻌﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﺷﺘﻐﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻨﺤﻴﻒ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺠﺮﺃﺓ ﻓﺎﺋﻘﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ الأعمال الحرة. ﻭﻗﺪ ﺃﻓﻠﺤﺖُ ﺑﻌﺴﺮ في ﺃﻥ ﺃﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ «ﺍﻷﺑﻠﻪ».
ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺮﺱ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﺳﺮﺓ «ﺩﻣﺒﻪ ﺩﻳﺎ»، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺑﻨَّﺎﺀً ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺨﻨﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ «ﺩﻣﺒﻪ ﺩﻳﺎ» ﺭﺟﻼ ﺳﺨﻴﺎً ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺑﺮﻛﺔ ﻭﺑﺎﻳﻨﻲ Bayenni ﻭﺍﻟﻨﻤﺎﻩ ﻭﺍﺩﻭﻳﺪﻥ Douéden ﻭﺑﻨﺖ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎ، ﻭﻫﻢ ﺻﻌﺎﻟﻴﻚ ﻭﻣﺴﺎﻛﻴﻦ ﻻ ﺣﺎﻣﻲ ﻟﻬﻢ ﻳﺬﺭﻋﻮﻥ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﺓ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﻫﺪﻑ ﻣﺤﺪﺩ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻣﺒﻠﻐﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻄﺎﺭﺩﺍﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻀﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻳﻠﺠﺄ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ «ﺩﻣﺒﻪ ﺩﻳﺎ» ﻓﻴﺠﺪﻭﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺄﻭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺄﻛﻞ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻮﺟﺪ ﺩﺍﺭ «ﻃﺎﺭ ﺩﻳﻮﺏ Tar Diop» ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ. ﻭﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﻭﺍﻟﺪ «ﻃﺎﺭ ﺩﻳﻮﺏ» ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺣﺎﺭﺱ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ «ﺳﻴﻦ ﻟﻮﻱ» ﺑﺎﻟﺴﻨﻐﺎﻝ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﻋﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍً ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺃﺳﺮﺗﻪ: ﻛﻦ ﺑﻮﻏﻞ Ken Bouguel ﻭﻛﻴﻮﻩ Kewa ﻭﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺑﺎﻱ ﺩﻳﻮﺏ Baye Diop. ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻢ ﻭﺍﺳﻤﻬﺎ «ﻣﻀﻢ» ﻛﺎﻧﺖ قﺻﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﻧﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﺸﻮﺷﺔ ﻭﺳﺨﻴﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ «ﻣﻀﻢ» ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻷﻛﻞ ﻟﻜﻞ ﻣَﻦ ﻳﺤﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ: ﺷﺤﺎﺫﻭﻥ ﻭﻗﺮﻭﻳﻮﻥ ﻭﺣﻀﺮﻳﻮﻥ ﻭﻣﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﺻﻘﺎﻉ ﺃﺧﺮى. ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻨﺎﺡ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺃﻫﻞ «ﻃﺎﺭ ﺩﻳﻮﺏ» ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻜﺘﺐ ﻭﻣﻘﺮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺎﻣﺪ ﻭﻟﺪ ﺑﺒﻬﺎ.
ﻭﻣﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻴﺘﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺃﻫﻞ «ﻃﺎﺭ ﺩﻳﻮﺏ» ﺃﻥ ﻳﺮﻗﺒﻮﺍ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﻳﺮﺗﺪﻥ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭﻭﻥ: ﺃﺣﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺭ ﻭﺭﻳﺤﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻭﻟﺪ ﺁﻣﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺑﺎﺋﻊ ﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ: ﺑﻼﻝ ﻭﻟﺪ ﺍﺟﻴﻮﺭﻱ.
ﺃﻣﺎ ﺟﻨﻮﺏ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻘﻪ ﺷﺎﺭﻉ ﺿﻴﻖ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺷﺮﻗﺎً ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺩﺍﺭ ﺳﻴﺪﺓ ﻋﺠﻮﺯ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﻃﺮﻳﻖ ﺭﻭﺻﻮ ﺗﺪﻋﻰ ﻋﻴﺸﺔ ﻣﺘﻴﺎﺭﻩ ﻭﻫﻲ ﺯﻭﺝ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻣﺒﺎﺭﻙ ﻭﻟﺪ ﺑﻮﺣﺸﻴﺸﻪ. ﻭﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺷُﻴﺪﺕ ﻣﺴﺎﻛﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺮ ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ: ﺃﻫﻞ ﺩﻫﺎﺑﻮ (ﺳﺎﻋﻲ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻨﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً)، ﻭﺃﻫﻞ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻢ ﺩﺭَّﺱ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻭﺍﻟﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺱ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﺗﺮﻗﻴﺘﻪ ﻣﻘﺘﺼﺪﺍ. ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﺃﻫﻞ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺣﻤﺎﺩﻩ ﻭﻟﺪ ﺍﺑﺎ ﻭﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻧﻴﻔﺮﺍﺭ، ﻭﺃﻫﻞ ﺑﺎﺑﺎ ﺳﻤﻜﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻬﻢ ﻋﻤﺮ ﺳﻲ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﻓﺎﻩ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ، ﺻﺪﻳﻘﺎً ﻟﻄﻴﻔﺎً ﻭﺯﻣﻴﻞ ﺩﺭﺍﺳﺔ. ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺃﺫﻛﺮ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻭﺧﺎﻟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ «ﺳﻴﺪﻱ ﺑﻲ Sidibé» ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺎﻭﻣﻪ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﻘﺎﺫﻑ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺼﻄﺎﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ، ﻭﺧﺎﻟﺘﻴﻪ: ﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻤﺮﺿﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺑﺎﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻭ«ﻓﻴﺘﺎ ﺳﻤﻜﻪ» ﺣﺮﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻟﺪ ﻳﺎﻟﻲ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺘﺮ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺷﺪﺍﺩ، ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﺴﺎﻟﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﻋﻤﺮ ﻟﻐﻨﻢ ﻭﺯﻳﻨﺐ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺻﺪﻳﻘﻲ: ﻣﺤﻢ ﻭﺍﻟﻨﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﺎ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺎﻫﻲ ﻭﺍﻟﺪﺍﻩ ﺍﻷﺥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﻭﻫﻮ أﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻟﻘﻼﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﻐﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ.
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺃﻫﻞ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻮﺍﻟﺪﻫﻢ ﺣﺎﻧﻮﺕ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻭﺍﺑﻨﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ: ﺍﻟﺴﻴﻔﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻫﻮ ﺯﻣﻴﻞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﻧﺎﻇﺮﻱ ﻭﻟﻪ ﺛﻼﺙ ﺃﺧﻮﺍﺕ ﻭﺃﺧﻮﺍﻥ: ﺍﻟﻠﻮﺕ ﺣﺮﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﺪﺓ ﻣﻨﺎﻩ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻷﻡ ﻭﺍﻷﺥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﺳﻤﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺨﻨﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ.
ﻭﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺻﻐﻴﺮ ﺑﻨّﺎﺀ ﻣﺎﻫﺮ ﻭﻣﺴﺎﻟﻢ هو ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻏﺪﺍﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﺑﻨﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻓﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﺡ: ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺯﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﻴﺖ ﺍﺳﻤﻬﺎ، ﻭﺑﻨﺎﺗﻪ: ﻋﻴﺸﺔ ﻭﻣﺮﻭﻡ، ﻭﻗﺪ ﺗﺰﻭﺟﺘﺎ ﺷﺨﺼﻴﺘﻴﻦ ﻛﺒﻴﺮﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ، ﻭﻣﺎﻣﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﻓﻲ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ، ﻭﻓﻮ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻭﻛﺎﻧﺘﺎ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺃﺣﻤﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﺡ: ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻨﻮ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ: ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﺤﻠﻮﺵ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﺭ ﻣﻮﻫﻮﺏ ﻭﺻﺪﻳﻖ ﺣﻤﻴﻢ ﻗﻀﻴﺖ ﻣﻌﻪ ﺃﻭﻗﺎﺕاً ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻭﺧﻀﺖ ﻭﺇﻳﺎﻩ ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺕ ﺧﺎﺭﻗﺔ، ﻭﻟﺒﺎﺑﻪ ﻭﻣﺸﺎﻟﻢ ﻭﺩﻭﻳﻨﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻳﻜﺒﺮﻭﻥ ﺗﺤﺖ ﻋﻄﻒ ﺧﺎﻟﻴﻬﻢ: ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺩﻭﺩﻭ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺃﺳﺮﺗﺎ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ: ﺭﻣﻈﺎﻥ ﻭﻟﺪ ﻃﻬﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻤﺮﺽ ﺩﻭﻟﺔ، ﻭﻗﺪ ﺳﻌﺪﺕ ﺑﻠﻘﺎﺋﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﺮﻛﻤﻪ ﻭﻟﺪ ﺁﻣﺒﻮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺐ ﻟﻲ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺇﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍً. ﻓﺠﺪﺗﺎ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ ﺳﻴﺪﺗﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﻣﻌﺎﺻﺮ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺎﻫﻤﺎ: ﻓﺎﻃﻤﻪ ﺑﻨﺖ ﺍﺳﻄﻮﻟﻪ، ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺤﺒﺒﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﺃﺣﺴﻦ ﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟكﺒﻠﺔ، ﻭﺍﻣﻴﻤﺎﻧﻪ ﻭﻫﻲ ﺟﺪﺓ ﻣﺮﺣﺔ ﻭﻣﺤﺴﻨﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻄﺎﺋﺮﻫﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺷﻮﺷﺔ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ ﺑﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺃﺟﻤﻞ ﻫﺪﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻄﻔﻞ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺳﻴﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺷﻬﺮﺓ: ﺍﻣﺎﺷﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻌﺶ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻔﻼﺕ ﺑﻄﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﻭﺧﻄﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﻤﺎﺀ.
ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺃﺣﻤﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﺡ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﻫﻞ ﺍﺟﺮﻳﻔﻴﻦ: ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺍﺑﻨﺘﻪ ﻣﺮﻳﻢ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻋﻠﻲ ﻭﻟﺪ ﻣﻴﺪﺍﺡ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺍﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮﺓ ﺟﻮﺍﺩ، ﻭﺃﻫﻞ ﺳﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﻧﺴﻴﺖ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻵﻫﻞ ﺗﻮﺟﺪ ﺩﺍﺭ ﺃﻫﻞ ﺑﻼﻝ ﺩﻳﻮﻟﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ: ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﻰ، ﺍﻟﺴﺎﻟﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺸﻮﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺪﻣﺖ ﺃﺟﻴﺎﻻ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ، ﻭﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ ﻭﺍﺑﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺍﻥ: ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻔﻮﺫ ﺃﺳﺮ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺷﻬﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ: ﺃﻫﻞ ﺣﺤﺎﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﺎﻩ ﺑﻴﺒﺎﻩ ﻭﺟﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﺰ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ. ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺧﺎﻫﻤﺎ ﺑﺪﻩ، ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻭﺍﻓﺎﻩ ﺃﺟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ، ﻭﺃﺧﺎﻫﻤﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﺤﻤﺬﻥ ﺑﺎﺑﺎ ﻭﻟﺪ ﺃﺷﻔﻎ ﺻﺤﻔﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﻫﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻣﺤﻠﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻠﻘﺒﻪ: ﺍﻣﻨﻲ.
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﺃﻫﻞ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ الﻣﻴﺪﺍﺡ: ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺪ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ: ﺍﻟﺮﺟﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻌﺘﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻳﺎﻟﻮ ﺑﺎﻟﺘﻌﻨﺖ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺮﺯﻳﻦ.
ﻭﺑﺠﻮﺍﺭ ﺃﻫﻞ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﺡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﺩﻳﻴﺮﻱ، ﻭﺃﻫﻞ ﻳﺮﻛﻴﺖ: ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ، ﻭﺟﺪﻭ ﺍﻟﻤﻤﺮﺽ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪ، ﻭﻣﺤﻤﺬﻥ ﻓﻨﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﺳﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺟﺪﻭ ﻭﺃﻫﻞ ﺯﻳﺪﻭﻥ ﻭﺃﻫﻞ ﺻﻼﺣﻲ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻋﻠﻲ ﻭﺭﻛﺎﻥ: ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺯﻭﺟﻪ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﻫﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴّﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻛﻤﺒﺎﻥ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻧﺤﻮ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻣﺘﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻋﻠﻲ ﻭﺭﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻨﺰﻝ ﺃﻫﻞ ﺃﻧﻤﺮﺍﻱ. ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺃﻧﻤﺮﺍﻱ ﺭﺟﻼ ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻳﻄﻔﺢ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ، ﻓﻬﻮ ﺣﻼﻕ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺃﺟﻤﻞ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻣﺆﺫّﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺸﺂﺕ ﺿﺦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ.
ﻭﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﺟﻨﻮﺑﺎً ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻄﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻮﺍﻩ ﻭﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ (ﺍﻟﺪﺍﻩ) ﺳﻨﻮﺍﺕٍ ﻃﻮﻳﻠﺔً ﻣﺮﺍﻗﺒﺎً ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ «ﻓﻮﻻﻧﻔﺎﻩ»، ﺃﻣﺎ ﺍﺑﻨﻪ ﺩﻳﺎﻩ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ. ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻣَﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻬﻢ ﺣﺪُﻭ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﻳﻖ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻭﺯﻣﻴﻞ ﺩﺭﺍﺳﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﻛﺜﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ، ﻓﻴﺄﻭﻱ ﻣﺼﺎﻟﺢَ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﺰﺭﺓ ﻭﻣﻨﺸﺂﺕ ﺿﺦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻵﺑﺎﺭ: ﺑﺌﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺑﺌﺮ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ‏(ﺣﺎﺳﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﺪﺭ) ﻭﺑﺌﺮ ﺑﺪﻳﻮﺭﻩ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺻﺪﻳﻖ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻓﻘﺪﺕ ﺃﺛﺮﻩ هو «ﺇﺑﻨﻮ ﺍﻧﺠﺎﻱ» ﻧﺠﻞ ﻃﺒﻴﺐ ﺑﻴﻄﺮﻱ ﺧﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺧﻠﻔﻪ، ﻭﻟﺪ ﺣﻴﺒﻠﺘﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺒﻴﻄﺮﻱ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻨﻪ، ﺯﻣﻼﺀ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ «ﻓﻮﻻﻧﻔﺎﻩ».
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻮﺩ ﻣﻮﺋﻼ ﻷﻫﻞ ﺍﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻮﺻﺎﻱ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺃﺳﺮﺓ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻮﺗﻠﻴﺖ هي ﺃﻫﻞ ﻣﻤﺎﺩﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﺣﻔﺎﺭَ ﺁﺑﺎﺭ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺯﻣﻴﻞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻛُﺘﺐ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺎً ﻓﻲ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ.
ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﻣﺴﺒﻖ ﻭﺩﻭﻥ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻴﻪ ﻋﺪﺕُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﻩ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2010، ﻓﻮﺟﺪﺗﻨﻲ ﺃﺗﺴﻜﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺪﻯ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺑﺮﻛﻪ ﻭﺑﺎﻳﻨﻲ ﻭﺍﻟﻨﻤﺎﻩ ﻭﺩﻭﻳﺪﻥ ﻭﺑﻨﺖ ﺍﻣﻨﻬﺎ. ﻓﻌﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭﻫﻢ ﺟﺒﺖُ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﺿﺎً ﻭﻃﻮﻻ.
ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺠﻮﺍﻟﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖُ ﺃﻥ ﺃﺭﺻﺪ ﺃﺩﻧﻰ ﺃﺛﺮ ﻟﻤﺎ ﻋﻬﺪﺗُﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ: ﺃﺯﻳﺰ ﺷﺎﺣﻨﺔ ﺗﻲ 46، ﺿﻮﺿﺎﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﺗﺪﺍﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺥ، ﺭﻧﻴﻦ ﺟﺮﺱ ﻣﺪﺭﺳﺔ «ﻓﻮﻻﻧﻔﺎﻩ»، ﺻﻬﻴﻞ ﻓﺮﺱ ﺍﻋﻠﻲ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﺡ، ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻃﺒﻞ ﺍﻣﺎﺷﻦ، ﺃﺫﺍﻥ ﺃﻧﻤﺮﺍﻱ.. إلخ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻲ ﺿﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺚ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺪﻣﻲَّ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻨﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً. ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﺘﺠﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺪﻩ ﺇﻟيَّ ﻣﺮﺁﺓ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺟﻬﻲ. ﻟﻘﺪ ﺗﺒﺪﻟﺖْ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻌﻤﻖ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ: ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﻤﺬﺭﺫﻩ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﺗﻐﻴﺮﺕُ ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎً. ﻋﺪﺕ ﺃﺩﺭﺍﺟﻲ ﺣﺎﺋﺮﺍً ﻣﻀﻄﺮﺑﺎً، ﻭﺃﺳﺮﻋﺖُ ﺍﻷﻭﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ.

مقال للإذاعي المخضرم عبدالله بزيد
ترجمه: محمذن باب أشفاغ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى