ثقافة

ظرافات وظرفاء (33) / محمدو سالم ولد جدو

حج أعرابي فدخل مكة قبل الناس وتعلق بأستار الكعبة وقال: اللهم اغفر لي قبل أن يدهمك الناس.
وقال أبو الزناد: جاء أعرابي إلى المدينة فجالس أهل الفقه ثم تركهم، ثم جالس أصحاب النحو فسمعهم يقولون نكرة ومعرفة، فقال: يا أعداء الله.. يا زنادقة!!
وكان رجل من الأعراب يعمل في معمل للذهب فلم يصب شيئا، فأنشأ يقول:
يا رب قدر لي في حماسي ** وفي طلاب الرزق بالتماس
صفراء تجلو كسل النعاس
فلدغته عقرب صفراء لدغة أسهرته طول ليلته وجعل يقول: يا رب الذنب لي إذ لم أبين لك ما أريده، اللهم لك الحمد والشكر، فقيل له: أما سمعت قول الله تعالى: {ئن شكرتم لأزيدنكم} فوثب جزعا وقال ما لا يدع ريبة في عدم شكر الله تعالى.
وسئل أعرابي: هل تقرأ من القرآن شيئا؟ فقرأ أم الكتاب والإخلاص فأجاد، فسئل هل تقرأ شيئا غيرهما؟ فقال: أما شيئا أرضاه لك فلا.
قال الأصمعي: رأيت أعرابيا يصلي في الشتاء قاعدا ويقول:
إليك اعتذاري من صلاتي قاعدا ** على غير طهر مومئا نحو قبلتي
فما لي ببرد الماء يا رب طاقة ** ورجلاي لا تقوى على طي ركبتي
ولكنني أقضيه يا رب جاهدا ** وأقضيكه إن عشت في وجه صيفتي
وإن أنا لم أفعل فأنت مُحَكَّمٌ ** بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتي
وعض ثعلب أعرابيا كان يحاول صيده واستهلاكه فأتى راقيا فقال الراقي: ما عضك؟ فقال: كلب (واستحيا أن يقول: ثعلب) فلما ابتدأ بالرقية، قال: واجعل فيها شيئا من رقية الثعلب.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى