الوقف والوالد والأدب/ محمدُّ سالم ولد جدو
الوقف بئر معطلة منذ زمن بعيد، تقع في وسط مثلث أطرافه حاسي المحفوظ وبلشانه والنمجاط، لا يوجد ما يدل عليها اليوم إلا مقبرة قديمة على ربوتها الجنوبية، فقد توقف استغلالها منذ حوالي قرن من الزمن، أيام الحشيش والعيدان فلم تعرف الاسمنت المسلح، وربما يختفى الاسم بطموس المسمى.
والوالد ولد القطب أديب مبدع من أهل النمجاط مشهور بين الأدباء والمهتمين بالأدب الحساني، كان من فئة الولي ولد الشيخ يُبَّه وابُّوهْ ولد أسياد ومحمد ولد أبنُ.. إلخ, وقلما أسمع له الآن ذكرا، فلم يكن ممن تبث الإذاعة إنتاجهم. والله أعلم بالسبب.
ومن مشهور إنتاجه:
مندرتي يكان الِّ كان ** فاديار الصيف امن الفركان
.. إلخ.
خلَّد الوالد الوقف في نص طللي قل نظيره في موروثنا الشعبي، يخني على خلود الجص والحديد. حفظته في طفولتي عن أمي رحمها الله، ولم أسمع له منشدا ولا ذاكرا منذ دهر طويل:
حاني ذي الدار العند فُم ** الحاسِ فُم الحـــاسِ
رانك تعرف من فم لُمْــــــــمَاسِ واشلاهْ اتواسِ
يلْعگْلْ اديارك كاملات ** بالوقف اديار امعدلاتْ
خلِّ عنك شِ فات فات ** متفــگد وللَّ نـــــــــاس
هذ الِّ فيهم زاد گــاتّْ ** مرياهْ املِّي گــــــــــاسِ!
ما تيت افْسِنّْ اعْلَ ادْيــارْ ** تخسر، ما تيت اعليك عار
لخصاره تم الِّ اعـــــسارْ ** تِـــرْكُ تســـلم مـــن بـاسِ
واترك لحزيم العدت سارّْ ** بــيه اتـــصابح واتـــماسِ
والحزم اعليك إبان جادّْ ** يعــــگلي والَّ في ازّْيَــادْ
يعگلي والِّ بيه عــــــاد ** واعليه الحزم امـــــساس
ما فات اگراب أُلا ابعاد ** واعـــلَ اللَّ تكـــلك واس
هذي الدار ال هون دون ** الوقف أُهذي هون هون
أُذيك الدار الما اتخــــون ** ابَّـــاش اتحكّْ انــــحاسِ
وابلد لحزيم المالْ هــون ** والـــناس الْــــهومَ نـاسِ
حاني ذي الدار العند فُم ** الحاسِ فُم الحـــاسِ
رانك تعرف من فم لُمْــــــــمَاسِ واشلاهْ اتواسِ.
طاب يومكم
