ثقافة

ضيوف الرحمن.. والفرج بعد الشدة/ قصة أسرة موريتانية يرويها ابنها

ضيوف الرحمن
كتب الأخ محمد محمود ولد مزيد
حدثني الوالد الشيخ بن مزيد رحمه الله تعالى قال في إحدى السنوات جاءت الأخبار
بأن الشمال خصب فتوجه الناس إليه..ولكن هناك عقبة لا بد من المرور بها وهي المنطقة المعروفة محليا بـــــــــ(تَفَـــــلِّ) وهي أرض سبخة لا توجد فيها نقاط مياه يقطعها البدو في يومين أو ثلاثة وكل مجتازيها لا بد أن يحملوا ما استطاعوا من المياه .
وقد أعدت الأسرة العدة وكانت الأسرة تتكون- بالإضافة إلى الوالد – من الوالدة وأخوات الوالد ووالد الأخوات .. رحم الله الجميع
وفي اليوم الثاني من أيام الرحلة هبت عواصف شديدة حجبت الرؤية وقد توسطوا تلك المفازة ، وأثناء هبوب تلك العواصف حدث ما ليس في الحسبان لقد وقع الجمل الذي يحملون عليه معظم المتاع في غار مما أدى إلى كسر رجله وتعطله عن السير ، فحاولوا إنهاضه بدون جدوى فسلموا الأمر لله ولجأوا إلى شجيرة (آتيل)وضعوا عليها بعض القماش لتحجب أشعة الشمس الحارقة .. لقد تخلفوا عن الحي بسبب تلك العواصف وأحدق بهم الخطر، وهنا تدخل الوالد رحمه الله تعالى وقال لهم وهو واثق بالله كل الثقة : نحن اليوم ضيوف الرحمن ولن يضيعنا لم يطل الوقت كثيرا حتى مرت بهم أسرة من معارفهم قد ضلت الطريق لتصل إلى حيث (ضيوف الرحمن ) فزودوهم بنصف شاة بعضه مشوي وبعضه لا يزال طريا ومنحوهم شايا وسكرا ،ثم أعطوهم جملا ذلولا ليحملوا عليه الأمتعة وتكفلوا بتدبير أمر الجمل العاطل وكان الفرج بعد الشدة .

 

من صفحة العالم الجليل: محمد الأمين ولد مزيد


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى