الأمين العام المساعد للحكومة يكتب…لغز الأدب
حضرت هذا المساء ندوة نظمها اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين في المركز الثقافي للمجلس الجهوي لمدينة نواكشوط.. تحاشت الندوة، في سابقة، الحديث في السياسة، لتعرج على “الروض الخصيب” تنسما لنفح الطيب من السرد الأدبي في صورة رواية “لغز إنجيل برنبا”. هذه اللفتة الكريمة من الاتحاد ذي الميول الشعرية المعلنة ربما كانت إعلانا لإنصاف السرد الذي عانى التهميش والهشاشة في ساحتنا الثقافية المسيجة بالأنظام.
صحيح أن بعض شعرائنا الكبار خاض تجربة الرواية بأسماء متغيرة وقبر مجهول، لكن اسم الشاعر لم يلحقه التغيير فظل شاهدا على إبداعه الموزون المقفى… ثم كانت مدينة الرياح، وحج الفجار بشارة لميلاد روائي من الطراز الرفيع، لكن البشارة انقلبت خيبة حين ساس الفيلسوف تجربته الأدبية في أقبية السلطة.. روض الموظف المبدع فخسر الأدب ولم تربح السياسة…
لعل رواية “لغز إنجيل برنبا” تحل لغز إعراض نخبنا الأدبية عن فن الرواية، والقصة القصيرة رغم ثرائهما التعبيري، وجماليات السرد الذي يشكل من الخيال عوالم تكتنز العبر، وتفيض بجمال اللغة وبراعة الأسلوب لرسم صور بكلمات تشطح على ضفاف القوافي، وتكسر رتابة الروي ليصبح روايات تنثر الخيال بدل نظم الكلمات… ولعل “المليون شاعر” ينجب طفل أنابيب “يروي” “قصة”، وينثر مقالة لا تسجع مقامة، ولا تحاكي غواية الأنثى في صدر وعجز…