الشيخ محمد أحمد بن عبد القادر
العلامة محمد احمد بن عبد القادر
لقد ترجم له احد تلامذته ترجمة واسعة وهو الدكتور عبد الرحمان بن عمرو بن عبد الله الصاعيدي وهو من السعودية
الا ان هذه الترجمة فيها اخطاء وان كانت قليله واهملت معلومات اخرى وسوف اوضح ذلك في محله
وقد سمى ترجمته العطية الالهية في الترجمة الغلاوية
اولا اسمه ونسبه : هو محمداحمد بن عبد القادربن عبدي بن سيدي بن عبدي بن مولود بن عبد الله بن الطالب ابراهيم بن المختار المجتبى بن مالك بن محمدقلي
العلامة الحافظ المحدث الناسك العابد المجاور للنبي صلى الله عليه وسلم
وامه مريمو ابنة سيدي ابراهيم بن عمار الصغير هي ابنة عم ابيه فرع اهل الحاج احمادو وهي اسرة العلم والورع المشهورة في المنطقة
ولد عام1907 م على الصحيح خلاف مافي الغلاوية
وله اخوان واخت
فاحد الاخوين : سيد ابراهيم الذي تقدمت ترجمته وهو جدنا وكان يعتز به ويفتخر وهو اخوه من الام
وثاني خويه اسمه عبدي وهو اخوه من الاب
والاخت اسمها مريم وهي ام احدى اسر مجتمعنا اهل ابٌ لها ابنان عبدالقادر واشريف احمد
وللشيخ محمد احمد ولد واحد اسمه محمد امه ابنة عم الشيخ اسمها دكومة بنت احمدو بن سيداحمد بن احمدسعيد وهي قلاية ابنة عمه
وقدقال لي انه لم تر عينه امراة اكثر عبادة منها
وقدسالته هل كتب محمد شيئا من الفقه فقال لي انه كتب المختصرات الفقهية وابن عاصم .
وهو طيب خلوق وله اولاد لله الحمد
ثانيا دراسته:حفظ القران مبكرا على رجل من اولاد الناصر قال انه لا يذكر اسمه لصغر سنه
وقال في العطية انه قديكون سيدي ابراهيم بن احمد المختار وليس بصواب لان هذا الاخير ليس من اولاد الناصر
ودرس المختصرات الفقهية على خاله محمداحمد بن عمار الصغير
كما درس عليه الفية ابن مالك وكان خاله صالحا مستجاب الدعاء ودعا له وتفرس في انه لن يكون مثله احد من ابناء عمومته وكذلك كان
كما درس نظم الرسالة على المحفوظ بن سيدينا
ثالثا رحلته في طلب العلم :
وهذه الرحلة لها اسبابها وسياقها فمن الافضل الحديث عن ذلك
لقد غرب الفرنسيون الشيخ الصالح الزاهد المجاهد احمدحماه الله عشرة اعوام وتسعة اشهر امضى بعضها في المذرذره بارض الترارزة وبعضها في ساحل العاج وعاد عام 1354ه الموافق1936م ويوم قدومه صلى الرباعية قصرا
وبعض من تلامذته قصر وبعضهم اتم والشيخ لم يامر احدا بالقصر ولم ينه عنه
وجميع المدة التي قصر فيها عام وثمانية اشهر وعشرون يوما وبعدها اتم
غير ان جماعة من العوام استمرت في القصر حتى بعد ان اتم الشيخ والادهى من ذلك انها تفرض القصر وتضرب الناس عليه
وكان الشيخ محمداحمد قدناهز الحلم وكان يصلي اربعا متخفيا
وهو من تربى في بيئة دينية هي مرجعية كل الخير في المنطقة فاخواله اهل عمار الصغير اسرة علم وصلاح ووالده رجل صالح قد ظهرت له كرامات وكان احد تلامذة الشيخ حماه الله
واخيرا علموا بما يفعل فاجتمعوا يتدارسون امره وقالوا : فلان وصغروا اسمه يصلي اربعا فسمعهم وكان في تلك الاثناء مارا من الطريق فغضب وكانت فيه حده وصاح باعلى صوته بانه فعلا يصلي اربعا فقاموا اليه وضربوه ضربا مبرحا
وتا كد بعد هذه الحادثة انه لا يمكن ان يسكن معهم وقرر الرحلة في طلب العلم وراى رؤيا شدت من عزيمته
فذهب الى محظرة العلامة اباه بن محمد الامين اللمتوني
وهذه اهملها في العطية
وبعدذلك رحل الى محظرة الشيخ يحظيه بن عبد الودود
وعند نزوله ساله الطلاب من اي قبيلة ؟ فذكر انه من الاقلال فقال احدهم : ينتمون لاي الصحابة ؟ فقال : من ذرية ابي بكر الصديق من ابنه محمد فقال احد الطلبة يحفظ نظم الغزوات للبدوي لقد قال البدوي : بان محمد بن ابي بكر الصديق ليس له ولد فقال له الشيخ : البدوي : بدوي ؛ فمن يجهل القاسم بن محمد احد الفقاء السبعة الذين دارت عليهم الفتيا بالمدينة ؟ ومن يجهل ابنه عبد الرحمان القاسم شيخ مالك ؟
وقد نزل راحلة على احمدو بن محمذن فال شيخ محظرة تنجقماجك فيما بعد وكان استكمل المتون فاصبح هو شيخه الفعلي والتدريس على الشيخ يحظيه بركة
وذات يوم سمع بعض الطلبة يراجعون طرة فيها ان الشافعي يبيح لحم الحمر الاهلية فقال لهم : من اخبركم بهذا ؟ فقالوا له لمرابط يحظيه فقال ليس للشافعية قول باباحة لحم الحمير فوصل للشيخ الخبر فارسل اليه وعندما سلم عليه ضرب يده على يده وقال مرحبا بيد تُعني بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان محمداحمد يهتم بعلم الحديث رواية ودراية ولا يجد الا شامتا مثبطا فقال : ان هذه الكلمة لا ينساها للشيخ يحظيه لانها رفعت من معنوياته امام الطلبة وشجعته على المضي في نفس الطريق
ثم قال اخبرني احد انك قلت : إن الشافعية ليس لهم قول في اباحة لحم الحمير ؛ قال : كذلك يقولون فقال : ارني ذلك من كتبهم قال فاخذت كتابا للنووى لا اتذكره وقرات قوله : واما الحمر الأهلية فلا خلاف بين اصحابنا في حرمتها لحديث خيبر
فارد ت ان اخذ كتابا اخر فقال لي تعال الحق معك هذه مسالة ادرسها منذو خمسين عاما والله لا ادري من اين اخذتها ثم دعا لي بخير
لقد ادرك صاحبنا اربع سنوات من عمر يحظيه وبعد وفاته درس بعض كتب الاصول على الشيخ محمد سالم بن الما ودرس كثيرا من فنون العربية على محمد عالي بن عبد الودود
ثم انتقل الى انواكشوط واسس صحبة الشيخ بداه بن البصير وانٌَ بن الصفي و علماء اخرين مسجد لكصر المعروف بمسجد بداه وكان له بيت الى جانب المسجد وله مكتبة كبيرة
وكان كثير القراءة والمطالعة ولا يقع كتاب في يده الا قرأه ورقة ورقة وسجل ملاحظات على ظهره
وكان يعتمد على كتب الأقدمين واذا اخبره احد الطلاب بان كتابا من كتب التراث قدطبع يدخل يده في جيبه ويعطيه ثمنه ليشتريه له مهما كان ثمنه
رابعا رحلته الى الحج : لقد رحل الى الحج مرتين عاد في الاؤلى
واستقر في المدينة في الثانية مجاورا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد درس الحديث على محمد بن تركي وكان يعجب به ويقربه
وطلب منه الشيخ محمد الامين الشنقيطي ان يدرس مادة الحديث لطلاب الجامعة الاسلامية بالمدينة فامتنع
خامسا حلقته في الحرم النبوي: كانت حلقته في الحرم النبوي غير منضبطة بسبب ادارة الحرم فلم يتفق معهم لعدم قبوله لاملاءاتههم وشروطهم فاحيانا تستمر ويسكتون عنه واحيانا يوقفونه
ومرة كنت ادرس فيها مع مجموعة من الطلبة من الجزائر والسعودية خاصة منطقة الاحساء الذين يعملون بمذهب الامام مالك وهذا فضلا عن موريتانين
ودرسنا عليه العبادات من اسهل المسالك ومن الباب من مختصر خليل
وبعد ذهابي سمعت ا انه درس فتح الباري لابن حجر والتمهيد لابن عبد البر والفية مالك
وكنت درست عليه مراقي السعود والجزء الثاني من الكافي في فقه اهل المدينة لابن عبد البر وفوائد كثيرة في علوم الحديث والفقه
لقد كان الشيخ محمداحمد علامة لا نظير له في مادة الحديث وعلومه وله استدركات كثيرة على مسلم وعلى ابن حجر وغيرهما كثير
وكان يحفظ مراقي السعود لسيدي عبدالله ومرتقى الوصول لابن عاصم
وكان ملتزما مشهور المذهب المالكي او راجحه
قال لي انا اشعري في العقيدة الا في الاسماء والصفات فعلى طريقة مالك
وكان اية في الورع و العبادة امرأ بالمعروف ناهيا عن المنكر لا تاخذه في الحق لومة لائم فلا يستطيع السكوت على ما يراه باطلا في زمان اهله يفضلون المجاملة بالباطل على قول الحق
خامسا وصيته : لقد اوصى بمكتبته للحرم النبوي واوصى بثلث ماله لقرابته من اخواله واوصى بريع داره في المدينة على الفقراء من ابناء عمومته فان لم يوجدوا فعلى طلبة العلم واوصى لي بمخطوطاته لكني مع الاسف لم اجدها
وت في عام 1418 ه الموافق 1998م ودفن بالبقيع
وقدقام بتجهيزه والسعي في جنازته ابناء الشيخ محمد الامبن الشنقيطي جزاهم الله خيرا وصلى عليه الشيخ عبد الرحمان الحذيفي وله كرمات كثيرة
انظر كتاب نبلاء الحوض الغربي ص 264
ملاحظة: هذه الترجمة معادة
من صفحة د. محفوظ محمد الأمين