رسائل خطاب 24 مارس / أحمدو ولد أبيه
حظي خطاب فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني يوم الخميس 24 مارس 2022 بقصر المؤتمرات باهتمام كبير من النخبة والمواطنين البسطاء نظرا للرسائل بالغة الدلالة التي عبر عنها فخامته بشكل واضح وصريح.
وقد شمل الخطاب حسب تحليلي الشخصي الرسائل التالية:
أولا: الانفتاح على الشباب والتعويل عليهم
ان اخيتار فرصة تخرج أكبر وأشمل دفعة في تاريخ المدرسة الوطنية للإدارة لتمرير هذا الخطاب التاريخ وبعد أشهر قليلة من افتتاح خطاب عيد الاستقلال المجيد بالإشارة إلى الشباب ليس بمحض الصدفة، بل هو تخطيط استيراتيجي عميق من رئيس يبهرنا دائما بالعمل في صمت ورزانة لتأسيس أرضية دولة المواطنة والمؤسساتية، وستشهد موريتانيا في عصره بإذن الله قفزة تنموية فريدة إذا ما فهمنا نحن الشباب متطلبات المرحلة وواكبناه بجد وإخلاص لتحقيق إنجازات ملموسة تنفع الناس وتمكث في الأرض؛
ثانيا: الأمانة في التوصيل والدقة في التوجيه
لقد اتضح من خلال المعطيات والأمثلة التي قدم فخامة رئيس الجمهورية للتعبير عن معاناة المواطن اليومية في الإدارة أن الأخبار تصله من الجهات المعنية بأمانة وتجرد وهي مسألة تستحق الإشادة والتنويه فأخطر مؤامرة يمكن أن يتعرض لها رئيس من طاقمه هي حجب حقيقة الواقع عنه وتضليله بمعطيات ومعلومات وهمية تجعل التوجيهات الرسمية غير مطابقة للواقع المعاش.
كما أن الطريقة التي انحاز بها رئيس الجمهورية للمواطن البسيط من أجل حقوقه المشروعة تشكل سابقة في البلد حيث لم نتعود على هذا المستوى من المصارحة والمكاشفة والتعبير عن الانزعاج من أداء بعض الإدارات “وان اللبيب بالإشارة يفهم”؛
ثالثا: لغة الخطاب ودلالاتها
ترشدنا السنة النبوية المطهرة إلى ضرورة مخاطبة الناس بما يفهمون، وفي هذا الإطار كان خطاب فخامة رئيس الجمهورية بلغة بسيطة لامست وجدان الطبقات الهشة حيث كانت بلهجة حسانية بسيطة يفهمها الجميع وقد اتضح ذلك من خلال الانطباع الإيجابي للشارع الموريتاني مع الخطاب، وسيكون التاثير أكبر كل ما كانت مواكبة الإعلامي الرسمي جادة واحترافية.
وفي الإشارة إلى التخطيط لاختيار البديل بعد فشل من لا يستطع العمل – وفق استراتيجية هذا النظام المنحاز للمواطن البسيط بتقريب الإدارة منه – أكبر تهديد بطريقة أخلاقية مميزة على طريقة “ما بالُ أقوام”.