أسطر عن الشيخ يحي ولد الشيخ سيديا
نبذة بسيطة عن شيخنا العلامة العابد الزاهد فضيلة الشيخ شيخنا يحيى بن الشيخ سيديا ، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
بقلم تلميذه ، العلامة الشيخ محمد سيديا بن اجدود
اسمه:يحيي بن الشيخ سيد المختار بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي بن المختار بن الهيبه
ينتهي نسبه إلي أبيير الجد الجامع للقبيلة وهي من قبائل بني حسان الجعفريين الزينبيين
أمه:فاطمة بنت محمود بن سيدي بن الرباني بنت عم أبيه
كان بيته أبرز البيوت العربية في هذه الصحراء علما وسيادة وكرما وقيادة
وكان أبوه من أبرز هذا البيت في ذلك كله
ولد في صفر عام:١٣٥٥ للهجرة
رءا أبوه قبل ولادته في المنام قائلا يقول له: يزكريا إنا نبشرك بغلم اسمه يحيي لم نجعل له من قبل سميا
فعزم- إن ولد له غلام- أن يسميه يحيي فكان ذلك
ماتت أمه وهو في اسبوعه الثاني بعد الولادة فربته زوجة أبيه أم إخوانه الكبار: محجوبه بنت حبيب بن المرابط من نفس القبيلة
فنشأ في هذا البيت الرفيع فى ملك عريض وبلهنية واسعة محفوفا بالخدم والأتباع لاكن أباه كان يرعاه ويحوطه بعناية خاصة فكان توجهه إلي طلب العلم مبكرا رافعا لهمته عن الركون إلى تلك النعمة الهنيئة
فأخذله أبوه المربين والمقرءين والمؤدبين في سن مبكرة فحفظ القرءان في الصغر وتابع المشوار العلمي المعهود في المحظرة الشنقيطية علي شيخه وابن عمه: الشيخ عبدالله بن سيدي محمد بن سيديا بن أحمد محمود بن المختار بن الهيبه فأجازه في قراءة الإمام نافع من روايتي قالون وورش وهو شاب ولازمه حتي أكمل عليه كل المتون التي تدرس في هذه البلاد من رسم وضبط ونحو و تصريف وفقه ومصطلح حديث وعلوم بلاغة وأصول فقه وعروض حتي تخرج علي يده بجدارة وتفوق
ثم كان ينوبه في الإقراء والتدريس فلما توفي شيخه قام بوظائفه كلها علي أحسن وجه وأكمله
كان صحيح المعتقد على منهج أهل السنة في الاعتقاد والعمل والزهد محبا للسنة مؤثرا لها منقطعا بالكلية لتعليم الناس وإرشادهم وتزكية نفوسهم على السنة لا يقدم عليها أي شيء
صحبته ما يقارب ثلاثين سنة فما رأيت أحدا أشد تعظيما لحرمات الله تعلى منه ولا أفقه في دقائق الأدب مع الله تعالى وشرعه منه ولم أر أحدا -علي كثرة ما لقيت من أهل الفضل- أسهل عليه الرجوع لحق تبين له بالدليل منه ولا رأيت أعف لسانا ولا أشد تحرزا من أعراض الناس منه
كان متواضعا من غير استكانة ولا دروشة عالي الهمة سهلا لينا مستقيما علي قدر من العبادة لا غلو فيه ولا جفاء يصلي كل ليلة بجزء من القرءان ويقرأه نهارا في المصحف
توفي منتصف رجب عام ١٤٤١ للهجرة رحمه الله تعالى وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء
كتبه تلميذه: محمد سيديا ولد اجدود (النووي)
من صفحة الأستاذ: أحمد سالم الحسين