أ. الولي طه يكتب: هذا ما ينبغي أن تواجه به حادثة مقتل المواطنين في مالي
# عن شهدائنا في مالي:
1- ما جرى لأبنائنا الذين تم قتلهم بدم بارد في الأراضي المالية أمر يثير الغضب حقا، ويجعلنا أمام عامل فادح الخطورة، يجب أن ننتبه له.
2 – القضية قضية دولة بكاملها، لكن يجب الانتباه إلى أن التعامل معها لا يمكن أن يكون فيه مكان للعواطف، والذين يدونون عنها بثورة عاطفية يجب أن يدركوا ذلك.
3 – التعامل مع الأمر يحتاج قدرا كبيرا من العقلانية الصارمة، والإدراك لتداخل الجوانب العسكرية والأمنية الاستخباراتية بالديبلوماسية والسياسية الاستراتيجية، التي بطبيعتها لا تُنجِز أعظمَ إنجازاتها إلا بعيدا عن الأضواء والقيل والقال، والأكيد أن قيادة البلد تدرك ذلك جيدا، وقد أعدت له عدتَه، والوفد الذي قرر الرئيس ابتعاثه للدولة المالية، تحمل تشكلتُه رسالةً واضحة للحكومة المالية، وللجماعات المتنفذة على أراضيها أن الدولة الموريتانية تتعامل بجدية كاملة مع الموضوع، وأن دماء مواطنيها رقم صعب، وخط أحمر.
4 – واضح أن الحكومة المالية منذ فترة لا تملك السيطرة على الكثير من أراضيها للأسف، وأنها أمام تحديات جمة، ليس أقلَّها التحدي الأمني الذي انضاف إليه التحدي السياسي بعد الانقلاب وحصار الإيكواس……. إلخ، ومع ذلك تبقى الحكومة المالية مسؤولة بالدرجة الأولى عما يجري على أراضيها، خصوصا مع الحديث عن أن قوة نظامية هي التي قامت بهذه الجريمة.
5 – هذه الوضعية مقلقة لنا باعتبارنا دولة مجاورة، وظهورُ دولة فاشلة على حدودنا يُشكل خطرا بالغا لا نوده قطعا، مما يستوجب العملَ مع الإخوة الماليين على ترقيع الخَرقِ بدل زيادتة، خصوصا وأن بلادنا تُؤوِي الآن عشرات الآلاف من اللاجئين الماليين على أراضيها بما يعنيه ذلك من زيادة الأعباء الأمنية والاقتصادية علينا، وهذا الإدراك الواعي لهذه التحديات قد يُفسرُ بعضُه بجلاء الموقفَ الموريتاني الرزين أمام الإجراءات الأخيرة، والذي شكل مُتنفسا لدى الإخوة الماليين، عبّر عنه مستوى الابتعاث الأخير إلى البلاد، وما واكبه من تصريحات للمسؤولين الماليين.
6 – الأكيد أن الوفد الموريتاني المُبْتعثَ إلى الدولة المالية، يمتلك من الزمزية السيادية، والكفاءة الأمنية، والروح الوطنية، والإدراك لميكانيزمات الفعل على الأراضي المالية ما يؤهله لأن يخرج بأفضل النتائج.
7 – الذين يسعون لاستغلال هذا الحدث من أجل مكاسب سياسية داخلية، إنما هم مُقتاتون على الآلام الوطنية، وساعون للربح من الدماء الطاهرة لأبناء الوطن، وكفى بذلك سقوطا، فالوقت من أوقات الالتحام الوطني، وتوحيد الصف.
فإن يَكُ الجنسُ يابْنَ الطلْحِ فرَّقَنَا
إنّ المصائبَ يجمعنَ المصابينا
8 – تقبل الله شهداءَنا في الصالحين، وأحسن خلَفهم في أهليهم ومُحبيهم، وأصدق التعازي والمواساة لكل المكلومين من أهلنا في هذا المصاب.
من صفحة الولي طه على الفيس بوك