ثقافة

ظرافات وظرفاء (32) / الأستاذ: محمدو سالم ولد جدو

جلس طائي وامرأته يتحدثان، فقالت له: والله لئن ترحل الحي غداً لأتبعن قماشهم وأصوافهم، ثم لأنفشنها ولأغسلنها ولأغزلنها، ثم لأبعثن بما أعمل منها إلى بعض الأمصار فيباع وأشتري بثمنه بكرا، أرتحل عليه مع الحي إذا ترحلوا، قال الزوج: أفتراك الآن تاركتي وابني بالعراء؟ قالت: أي والله، قال: كلا والله! وما زال الكلام بينهما حتى قام يضربها، فأقبلت أمها (ولم تكن ذات عقل راجح) فقالت: ما شأنكما؟ فأخبراها فصرخت: يا لفلانة! أفتضرب ابنتي على كد يديها ورزق رزقها الله!! فاجتمع الحي عليهم فلما أخبروهم بالخبر، قالوا: ويلكم، القوم لم يرحلوا وقد تعجلتم الخصومة!!
قال الأصمعي: مررت بأعرابي يصلي بالناس فصليت معه، فقرأ “والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها كلمة بلغت منتهاها لن يدخل النار ولن يراها رجل نهى النفس عن هواها” فقلت له: ليس هذا من كتاب الله! قال: فعلمني، فعلمته الفاتحة والإخلاص، ثم مررت بعد أيام، فإذا هو يقرأ الفاتحة وحدها، فقلت له: ما للسورة الأخرى؟ قال: وهبتها لابن عم لي، والكريم لا يرجع في هبته.
وعنه أنه قال: كنت في البادية فإذا بأعرابي شرع في الصلاة فقال: الله أكبر.. “سبح اسم ربك الأعلى، الذي أخرج المرعى، أخرج منها تيسا أحوى ينزو على المعزى” ثم قام في الثانية فقال: “وثب الذئب على الشاة الوسطى وسوف يأخذها تارة أخرى. أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ألا بلى ألا بلى” فلما فرغ قال: اللهم لك عفرت جبيني وإليك مددت يميني فانظر ماذا تعطيني.
وقال: رأيت أعرابياً يضرب أمه فقلت: يا هذا أتضرب أمك؟! فقال: اسكت فإني أريد أن تنشأ على أدبي.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى