الإعلامي الحسين ولد محنض: أصبت بما يشبه كورونا ولعل موجته في البلد أدبرت
تماما كما توقعت حينما طالبت بفتح الجمعات والأسواق وإلغاء الحظر وإعادة العالقين مع تشديد الرقابة على الحدود هاهي الأيام تمر دون أن يظهر للحالة الثامنة من كورونا أي تأثير ملموس.. قرابة مائة شخص فحصتهم الدولة من محيط هذه السيدة حتى الآن دون العثور على أي حالة جديدة، علما بأن مرض هذه السيدة حسب الأطباء يعود إلى أكثر من شهر، ولأنه لم يسبق لها أن سافرت فلا بد أنها التقطت العدوى من أحد ما، لكن هذا الأحد أيضا لم يظهر ولم يظهر أي شخص آخر أصابه هذا الأحد بالعدوى..
لماذا؟
هل هو المناخ الصحراوي الجاف؟ لا، فعدوى هذه المرأة كان في مارس وذلك كان في فترة البرد المناسبة حدا لمثل هذا الوباء.. هل هو الإجراءات الناجعة المبكرة للحكومة؟ ربما لكن يجدر التنبيه إلى أن الفيروس انتشر في المغرب رغم أنها أغلقت أجواءها قبلنا بيوم وفي السينغال التي أغلقت أجواءها بعدنا بقليل، وكذلك في الجزائر ومالي؟ ما الذي ميزنا نحن؟
كيف يأتي راكب مصاب إلى المغرب أو السينغال ويعدي المئات ويأتينا ولا يعدي أي أحد، ثمان حالات لم ينقلوا العدوى إلى أي أحد رغم مخالطتهم الكثيرة للكثيرين باستثناء عدوى وحيدة لم تعد هي الأخرى أي أحد.. ينتهي مارس ويدخل إبريل وينتهي وندخل في عز الصيف والأمر على حاله..
بالنسبة لي الأمر مثير ويستحق الدراسة من قبل خبراء الأوبئة، هل لدينا مناعة خاصة ضد هذا الفيروس ومتى نشأت؟
هل سبق أن أصابنا فيروس مشابه أكسبنا المناعة ضد كورونا؟
أم هل سبق لكورونا نفسه أن زارنا وفعل أفاعيله في صمت وارتحل قبل منتصف مارس تاريخ إغلاق البلد ورصد الفيروس؟
ربما يستطيع فحص الأجسام المضادة اكتشاف حقيقة الأمر، على كل حال أنا مررت بتجربة أرويها لكم لعلها تساعد في فهم الواقع:
في نهاية دجمبر أو صدر يناير المنصرم بعد انتشار كورونا في الصين، لكن قبل استفحال الحديث عنه عالميا وصل إلى انواكشوط أحد أفراد الأسرة قادما من الصين يومان فقط قبل إغلاق الأجواء الصينية، استقبلته في بيتي، جلسنا سويا لساعات طويلة وتحدثنا وترافقنا في السيارة، وبعد أيام أحسست بألم في الحلق وحمى وصداع ووهن عام ازداد مع مرور الوقت، وبعد ثلاثة أيام أو أربعة بدأت خالطته نوبات من ضيق التنفس لم أعهد مثلها في حياتي مع سعال يابس لعدة أيام قبل أن يتحول إلى سعال رطب.. عرفت بأن الأمر لا يتعلق بالملاريا التي أعرفها جيدا ولا بالضنك التي أعرفها جيدا هي الآخر، واستغربت لهذا الوهن العام الشديد وضيق التنفس بسبب التهاب حلقي أو رئوي من المفروض أن يكون بسيطا.. طبعا في أول الأمر لم أزر العيادات مكتفيا ببعض العلاجات التقليدية وبالباراسيتامول وحقنة يومية للتغذية الوريدية كان يأتيني طبيب في البيت ويحقنني بها فقد كنت تقريبا بلا شهية للطعام، ولما طال المرض عن الفترة العادية وصف لي الطبيب مضادا حيويا مع الباراسيتامول.. احتجت إلى أسبوعين للتعافي ثم إلى شهر بعد ذلك لاستعادة قوتي الطبيعية، وطبعا الأخ الذي قدم من الصين أصيب هو أيضا كما أصيب بعض أفراد العائلة، وأصيب أحد العمال كان معي إصابة رافقتها بحة شديدة، كما أصيب عشرات أو مئات أو آلاف غصت بهم العيادات والمستشفيات خلال تلك الفترة وحتى أواهر فبراير..
لم أخمن أبدا بأن الأمر يتعلق بكورونا فقد اعتقدت أن قصارى أمره أن يكون فيروسا آخر مشابها أو من نفس العائلة ربما كان يساعد في المناعة من كورونا، إلا أن هذه الحالة الثامنة أثارت لدي السؤال: هل يمكن لكورونا أن يكون قد زارنا خفية دون أن يفطن أحد، وعدواه هي التي تطورت حتى وصلت إلى هذه الحالة الثامنة الأخيرة المحيرة التي ظهرت في الرياض..
سؤال يمكن أن يساعد الجواب عليه خاصة إذا كانت هناك تجارب مماثلة لتجربتي في فهم الحالة الموريتانية بخصوص كورونا.. عل ذلك يساعد السلطات على وضع الخطة المناسبة في هذا المجال…
من صفحة الحسين بن محنض