هل يشكل تقديم طلب تحقيق في العشرية بداية للانفصام بين رفيقي الأمس؟ / السيد ولد صمب انجاي
تشير كلمة البرلمان ” parlement ” ؛ المشتقة من الكلمة الفرنسية ” parler ” أي تكلم ؛ مما يحيل الي الذهنية البديهية أن دور البرلماني هو بالدرجة الأولى التبليغ وطرح جميع المشاكل عن دائرته بشكل خاص ووطنه بشكل عام ؛ والدفاع عن كل المصالح التي تخدم الوطن ؛ وليس الاحتماء العشوائي والتبتل الاعمي في التماهي مع السلط الحاكمة الغاشمة ليبقى دور البرلماني مقتصرا علي أن يكون غرفة تسجيل والدفاع عن مصالحه الضيقة لررمي بمصالح المواطنين في سلة المهملات ويودعه يوم انتخابه له في سلة النسيان والإهمال؛ وهذه حال كل البرلمانات التي عرفتها بلادنا منذ تأسيس ديمقراطيتنا التي لم تعرف استقرارا ولا تقدما حتي يومنا هذا .
واليوم تحاول غرفتنا التشريعية الخروج علي غير عادتها المسكينة؛ بعد ان كانت تدافع عن مصالحها الآنية والأنانية؛ والحكام الذين صنعوها ؛ نقول تحاول أن تشكل لجنة للتحقيق في عشرية العزيز ؛ وما ذلك علي العزيزية بضارها لوحدها ؛ لأنها قبل رحيلها وطيلة وجودها في الحكم لم تعمل إلا علي نهب ثروة الوطن مع ثلة اصطنعتها لذات الغرض ؛ وبالتالي فإن النظام لم يسلم وحده من النهب وإنما عمل علي خلق بطانة شكلها فسادا وافسادا كي تشاطره في اللعبة للقضاء علي ثروة البلاد وتدمير العباد ؛ ومن الصدف والمفارقات التظاهر الزائف والمزيف لمحاولة جر النظام ذي العيار الثقيل فسادا الي محكمة العدل كما فعل مع زوجة الرئيس السابق أطال الله بقاءه شيخنا حفظه الله ورعاه سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ؛ وهذا من السبع الموبقات للنظام العزيزي ؛ أن نرى العزيز اليوم مقادا الي محكمة التحقيق هو وزمرته ؛ فالعزيز ليس وحده الضالع في عمليات الفساد المستشري في البلد ؛ إنه نظام ؛ بمعني أننا إذا أردنا محاكمته كشخص بمعزل عن نظامه فهذا لا يكفي وبالتالي فان محاكمته تتطلب استدعاء نظام بكامله أتي علي الاخضر واليابس ؛ مما يطرح مجموعة من التساؤلات التي تولدت من رحم معاناة شعبنا الجسور الصبور علي المسغبة والمتربة ؛ ماحقيقة هذا الحراك البرلماني الذي يود التحقيق في عشرية نظام العزيز الذي اكثر الفساد ؛ فسام العباد سوط عذاب جوعا ؟ .
هل يعقل أو يمكن تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق النزيه والموضوعي ؛ وهي من صنيعة النظام السابق؛ بوصف ان غالبية البرلمان اليوم نسخة طبق الاصل للنظام السابق ؛ وهو من عمل علي ترشيحهم حتي دخلوا قبة البرلمان ؛ ألا يعد ذلك نوعا من الضحك المسعور علي ذقون المواطنين ؟
كفاكم لعبا ومهاترة ومكابرة وعنادا وجلدا وفسادا ؛ ورفسا ودوسا بالأقدام علي قيم هذا الشعب الأعزل فقرا وقهرا ؟
أما آن للحصار أن يفك عن هذا الشعب الأبي التقي ؟ ؛ حصار الجوع ؛ حصار غلاء الاسعار المسعور ؛ حصار قلة التوظيف لحملة الشهادات الذين أسرتهم وضيقت عليهم الخناق التعيينات التدويرية الشكلية والفاقدة للمصداقية ؛ حصار الألم المرضي ؛ حصار انحسار الأفق لرؤية بلد مستقبلا ينعم أبناؤه بمقدراته وثرواته ؛ ماهكذا تورد الابل يا برلمانيي العار والثبر وتولي الدبر ؛ لقد وليتم الدبر للنظام السابق ؛ ولن يقتنع أحد بعد بأ لاعيبكم
الشيطانية وتبدلكم لجلودكم ؛ كلما تبدل الحكام بدلتم أجسامكم مماهاة مع الحاكم وإن جاء علي ظهر دبابة ؛ فأي قيمة للبرلماني اذا لم يستطع الدفاع عن قضايا أمته والذود عن مصالحها ؟
لقد طفح الكيل وشبعت القطط ؛ واكتنزت شحما ولحما حتي نسيت او تناست انها قطط ؛ حتي تناست أنها من صناعة العزيز ؛ الذي أنشأها ليس دفاعا عن نفسها وإنما دفاعا عنه ؛ ليقول لهم في النهاية إن بيادق نظامه لاتزال راسخة قدمها بوصيد الدولة ؛ ولا يستطيعون حولا ولا قوة معه ؛ وهو ما جاء علي لسانه في مؤتمر التحدي الذي كان قد عقده في الأشهر الماضية ؛ حيث قال إنه يتحدي أحدا يقدم دعوى لمحاكمته ؛ وهذا تحد سافر ينم عن أن النظام السابق لا تزاله قدماه راسخة رسوخ الجبال الراسيات الشامخات الفارعات ؛ ذات الطود العميق ؛ وهو ما يحرج النظام الحالي اليوم ؛ ونظرة خاطفة على خارطة الادارة الموريتانية تشي بذلك ؛ بحيث أن جل الإدارات يتحكم في مفاصلها نظام العشرية السابق ؛ مما يجزم القول بأن هذه اللجينة الهجينة لا يمكن لها البتة أن تحاكم نفسها بنفسها وأحرى أن تحاكم العزيز الذي امتزجت به ومازجها فسادا ؛ فهي ولدت ميتة؛ بل إنها لم توجد أصلا إلا في الأذهان؛ إنها نوع من الهستيريا وإطالة أمد معاناة الشعب ؛ الذي لم يذق للسعادة طعما ؛ فاللجينة أشبه ماتكون بمحاولة عرقلة برنامج ” تعهداتى” الذي اختطته أنامل الغزوانية ؛ وبالتالي يكون حريا بنا إلتماس تقديم طلب للقضاء المبرم علي هذا البرلمان ذي الصنيعة العزيزية ؛ المعرقل لتطبيق برنامج ” تعهداتي ” ؛ أي العمل علي نسفه واستبداله ببرلمان آخر جديد ؛ ومادام هذا البرلمان ذو الاجنحة المتصارعة قائما؛ فلن نتمكن من تطبيق أي شيء ؛ لا علي المديين القريب والمتوسط ؛ فما بالك بالمدي البعيد ؛ لقد تناسى هؤلاء أدوارهم ووظائفهم التي من أجلها انتخبوا ؛ فوظيفة البرلماني ؛ وظيفة تمثيلية حقيقية ورقابية للعمل الحكومي ؛ وتشريعية بالاضافة الي الوظيفة السياسبة والتواصلية مع دائرته بشكل خاص والوطن بشكل عام ؛ فهل هذا ما وجدنا والفينا علي