الأخبار

إلى نذيرو: رجلان يجوبان انواكشوط شرقا وغربا آخر الليل بحثا عن صيدلة مفتوحة

خرجت ليلة البارحة من منزلنا الوقع قرب “اديار تاتا” حوالي 1h20 دقيقة لشراء دواء الحمى والصداع Dopliprane واستغربت من عدم وجود أي صيدلة مفتوحة في الحي وذلك ما دفعني بالتوجه إلى كرفور بانا ابلاه فجودت جميع الصيدليات مغلقة وتوجهت إلى مستشفى الأمومة والطفل علني أجد صيدلة مفتوحة ولكن للأسف كان حال لكصر كحال تفرغ زينة؛ فقررت الذهاب إلى الصيدليات المتواجدة قبالة مركز الاستطباب الوطني وعند وصولي تفاجأت من كونها جميعا مغلقة أصبت بإحباط شديد وقررت العودة إلى المنزل.

أثناء رجوعي للمنزل استوقفني رجل مسن قرب مختبر موريلاب وكانت الساعة تشير ل 1h50 دقيقة تقريبا فتوقفت له لعل وعسى أن يكون له نفس اتجاهي؛ سلم علي وقال: زوجتي مصاب بآلام حادة في الأذنين وكتب لها الطبيب هذه الوصفة ولم أجد قرب المستشفى صيدلية مفتوحة وهي الان تعاني من الألم ألا تساعدني في البحث عن صيدلية هنا في كبتال ؟؟؟
فقلت ربما هذا امتحان اكإلهي أو خير ساقه الله إلي ولا يجب أن أضيع الفرصة فقلت له تفضل بالركوب ففرح غاية الفرح وركب معي واتجهنا أولا إلى صيدلية الزهراوي باقتراح منه فوجدناها مغلقة ثم اقترح علي ان أتوجه الى غرب سوق العاصمة فوجدنا ثلاث صيدليات لكنها كانت كلها مغلقة ثم اقترح علي ان أتوجه إلى اكلينك فوجدنا هناك صيدلية لكنها كانت مغلقة أيضا ثم اتجهنا إلى قرب فندق شنقيط في مدينة 3 وجدنا قربه صيدليتين لكنهما كانتا مغلقتين للأسف وكان الرجل في حالة صعبة جعلتني أنسى ألم الصداع.

فقلت ما ذا سنفعل ياولدي ؟؟؟
فقال: لنتجه صوب مستشفى صباح فهناك صيدلية دائما مفتوحة؛ فوافقت على ذلك ولكن للأسف خاب الظن مرة أخرى وكانت الصيدلية المتواجدة قباله هي الأخرى مغلقة.
فقلت ماذا سنفعل ياوالدي ؟؟؟
فقال لقد أزعجتك كثيرا والان ردني إلى المستشفى ولن أنسى لك هذا الجميل وسأدعو الله لك؛ فقلت ياولدي أنت لم تزعجني وإنما هو خير ساقه الله إلي.

وفي طريقنا إلى مركز الاستطاب الوطني قال بحياء ربما تكون صيدلية البرء مفتوحة فقلت لنذهب إليها فقال لا لا صيدلية البرء بعيدة عليك فقلت “الوتات ما ابعيد اعليهم شي” فقال والفرحة تتطاير من عينيه اذا لنذهب إليها وكانت الساعة تشير إلى 2h30 تقريبا؛ واصلنا رحلة البحث لكن هذه المرة إلى كرفور حيث تقع صيدلية البرء بعد وصولنا وجدنا ثلاث صيدليات على ما أعتقد وكانت من بينهن واحدة مفتوحة لا أتذكر اسمها ولكن لم تكن صيدلية البرء.
نزل الرجل مسرعا كالبرق واشترى جميع الأدوية المطلوبة لزوجته وفرحت بهذ المشهد غاية الفرح وبعد ذلك نزلت أنا أيضا لشراء Doliprane ثم عدنا أدراجنا بعد رحلة بحث كانت صعبة والسبب يعود لعدم وجود صيدليات حراسة في عاصمتنا للأسف.

ومن هذا المنبر أدعو وزير الصحة الدكتور نذير ولد الحامد وكافة الجهات المعنية بأن يعيدوا النظر في هذا الجانب المتعلق بصيدليات الحراسة فأميد هذه الحالة تقع مع العديد من المواطنين الضعفاء الذي لا يملكون وسائل للنقل تمكنهم من البحث عن الصيدليات في مثل هذه الحالات والله المستعان.
#موريتانيا_أخرى
✍ الشيخ باي السيد


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى