ثقافة

من حياة الشيخ أحمدو ولد احمذي

قبس

قبس أو ومضة خاطفة في هذه الليلة المباركة من شهر القرآن مع ترجمان القرآن العلامة الشيخ أحمدو ولد أحمذيّ الحسني رحمه الله.

هو العلامة أحمدو بن محمدو بن أحمدو بن المختار بن أحمذي الحسني اليوسفي وأمه زينب بنت الشيخ محمدو بن حبيب الله بن أغربط المتعلقية الحسنية.

ولد سنة 1290 -1874 عند أخواله بقرية بوتويشطية، لأبوين متبحرين في العلوم حيث يمثل والده الشيخ محمدو ولد أحمذية أحد القمم السامقة في سماء العلم والورع في منطقة العقل والجنوب الموريتاني عموما.
أما أمه فهي بنت الشيخ محمدو ولد حبيب الله العالم المعروف وأخت أبنائه العلماء التسعة.

وتوفي الشيخ أحمدو ولد أحمذية سنة 1968 في بلدة سند بمقاطعة الركيز، ودفن عند مقبرة الفرش ببلدة انيطة قرب والديه وإخوته.

وقد رثاه عالم الشعراء وشاعر العلماء الشيخ محمدو النانه ولد المعلى بقصيدته التي مطلعها:
من المستريحين الموفق أحمد :: إلى رحمة الرحمن والعود أحمد

كان الإمام الأكبر بداه ولد البصيري رحمه الله يقول لفرط إعجابه بالشيخ أحمدو:
حيثما قلتُ أحمدو فالمقصود هو شيخي الشيخ أحمدو ولد أحمذيّ.

وكان الإمام الأكبر يقول ويضيئ في عينيه وميض يجمع بين الفخر والأسى:
(كنت آنَ وأحمدّو نگراوْ القرآن، طايبْ اعلينَ ونَعرفوا معناهْ)

وحدّث الإمام الأكبر بداه فقال:
رأيت الشيخ أحمدو مرة يَرمُلُ بين كثيبين حتى يصعد على رأس الكثيب وينحدر حتى يصعد على الآخر وهو يكرر قول الله تعالى: (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) ، ويبكي.

وكان الشيخ أحمدّو ذا نفس شفافة وقلب خاشع وعين رقيقة..
حدّث الإمام بداه أن الفنان لعور ولد انگذي جاء إلى شيخه الشيخ أحمدو و كان بداه يعرض عليه القرآن وهما خارج الحي ، فوضع لعور يده على أذنه وطفق ينشد.. ويضيف بداه أن شيخه طرب والكريم طروب ، معبرا عن ذلك بقوله:
تم ذَ لمرابط يحْمارْ ويخْظارْ..

ومن ورع الشيخ أحمدو وأمانته العلمية ، أن العلامة الشيخ محمد فال ولد بابَ العلوي (ابّاه) كان من عادته في مؤلفاته الشروع في المقصود دون مقدمات كما في شرحه لمرتقى الوصول لابن عاصم وكتاب التكملة وغيرهما وفي نظمه للموات قال:
منع كلا موات الأرض حرما :: أي الذي من اختصاص سلما
فصدّر العلامة الشيخ أحمدو النظم ببيت من عنده فقال:
قال محمد بن باب العلوي :: نجم الهدي محيي الحديث النبوي
فكتب البيت في كناشه بالأحمر لتمييزه عن الأصل ، وكان أثناء التدريس ينبه عليه لورعه وأمانته العلمية.

وذات ليلة رأى الشيخ أحمد ولد أحمذيّ في منامه أن مصحفه الخاص لا يحتوى عبارة “وأصحاب الشمال” فاستيقظ فزعا، وفتح مصحفه، فإذا العبارة موجودة، ثم نام مرة أخرى فرأى نفس الرؤيا، ففزع من جديد، وفتش المصحف، فرأى نفس العبارة، ثم تكرر المشهد للمرة الثالثة، فترك الأمر ونام.

وفي الصباح ورد على الحي الشيخ محمدو بن حبيب الرحمن، فسلم على الشيخ أحمدو ضاحكا وقال له: أصحاب الشمال لم يكتبوا عليك حرفا منذ بلغت.
فقال الشيخ أحمدو: هذا يَسُرّ إن صحّ ولا يَغُر.

وحدثني أحد تلامذة الشيخ أحمدو رحمه الله أنه كان يضيئ دجى الظلمات بنور القرآن وهو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه.
وذات قيام كان يقرأ:
{فَكَذَّبَ وَعَصَى* ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى* فَحَشَرَ فَنَادَى* فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الاَْعْلَى..}
وما إن وصل إلى: فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الاَْعْلَى..
حتى قال لا إراديا: إوْغِـدْ
صارخا بها في وجه فرعون.

كامل التدبر

من صفحة سيدي محمد (إكس ولد إكس اكرك سابقا)


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى