تهنئة بالمولد النبوي/ عبد الله السالم ولد المعلى
تهانئنا بمولد خير هاد :: إلى أهل المجامع والنوادي
إلى أهل المحاظر والزوايا :: إلى القوام في ربط الجهاد
إلى الرواد في دنيا المعالي :: إلى الساعين في زاد المعاد
إلى كل المشارق في الدنا وال :: مغارب والحواضر والبوادي
إلى كل الروابط والخلايا :: إلى كل ائتلاف واتحادً
تهانئنا تزف إليكمُ في :: حِقاق الطيب من مسك وجادي
بمولد من براه الله بشرى :: ورحمى للعباد وللبلاد
بمولد من عليه الله صلى :: وأثنى باتساق واطراد
ولاتعجب إذا ما الله أثنى :: بما أولى من اَسباب الوداد
ففضل الله جل على المقفَّى :: عظيم ليس يدرك بارتياد
وتدنو عن تصوره الثريا :: ويسهل دونه خرط القتاد
فما بيض الأنوق إذن بصعب :: ولا العنقا تجل عن اصطياد
فقل لذوي العناد اليوم خبتم :: فأنتم للمهيمن في عناد
كفانا أمة الهادي فخارا :: لنا أنا من أمة خير هاد
وفي الأخرى كفانا ذاك ذخرا :: وأمنا من مضائقهاالشداد
كفانا يا رسول الله أنا :: جُعلنا من نصيبك في العباد
وأن إمامنا طه إذا ما :: دعا بأئمة الأمم المنادي
ألست مهب أنفاس المعاني :: على أكباد أرواح الصوادي
ألست مفيض أمداد الروايا :: من المنن الروائح والغوادي
وبالنعم امتلكت طلى البرايا :: وأمسكت النواصي بالأيادي
بواد أنت من قدس وزلفى :: وغيرك من بني الدنيا بواد
هنيئا للسماوات العلى أن :: ولدت وللنجاد وللوهاد
هنيئا للعوالم أن طٰٰه :: لهم هبة من الملك الجواد
صباحا جئت يا أحلى الأماني :: وليل الشرك معتلج الدآدي
على حين انتأت أمم وراغت :: وناداها الهوى حيدي حياد
وضاعت في شعاب التيه جهلا :: قوافل مالها لولاك هاد
شهابا جئت في دهماء كيما :: تشب بك المشاكي في اتقاد
بآيات بواهر صادقت :: ترد ذوي العناد للانقياد
كتاب الله أسناها سناما :: وأهداها سبيلا للسواد
كتاب الله من نذر وبشرى :: لنا كم فيه من هاد وحاد
ومن وعظ ومن قصص عجيب :: وأسلوب بديع مستجاد
وأخري للرسالة حاملات :: لتصديق بأمر غير عادي
إلى أن تم نور الله حقا :: وأبعدت العوائق والعوادي
بأرض الله شرعَ الله نهجا :: أقمت مجاهدا حق الجهاد
نشرت العدل والإحسان فيها :: وبالأحباب أبدلت الأعادي
بسطت مهاد دين الله فيها :: وقبلك كان مطوي المهاد
لكل مكارم الأخلاق تهدي :: فتدعو للتواصل والتهادي
وتدعوا للتراحم والتداني :: وتدعو للإخاء والاتحاد
وتنصف كل مظلوم وتؤوي :: فتعطي ما يؤلف ذا الشراد
لتصلح مابه عبثت أيادي :: غواة من طواغيت الفساد
فدى لك مهجتي وأبي وأمي :: وما لي من طريف أو تلاد
وما في الأرض من زهو وبهو :: ومن حي يروق ومن جماد
إليك عبيد نعمتك اطبته :: ركاب عفاة حضرتك الخوادي
فأنضى من عتاق الحرف حرفا :: سنادا ليس فيهامن سناد
أنخت بباب حضرتك التماسا :: لنيل السؤل من خاف وباد
لتشفع لي إلى المولى لأدعى ::لحضرة فضله باسم المراد
ويوزعني على نعماه شكرا :: ويملأ من مواهبه مزادي
وأسقى من رحيق هواك كأسا :: تكون إلى لقاء الله زادي
ويخلع من حلاك علي ربي :: ويفرغ من فؤادك في فؤادي
وتقضى لي المقاصد والمرامي :: وتحسن لي المخاتم والمبادي
فلا في تلك يخزيني مردٌّ :: وآمن في ذهي من الارتداد
فأنت وسيلتي لرضاه عني :: وأنت لما أؤمله عتادي
عليك مع السلام صلاة ربي :: مدى الآماد واكفة العهاد
وآلك والصحابة من أقاموا :: منار الحق مرفوع العماد