ثقافة

نص غزلي نادر للدكتور جمال رحمه الله

تثير الصفات الخَلْقِيَة، والطباع الخُلُقية لبعض رواد الفصل، شعوراً خاصاً لدى بعض الأساتذة، فمنهم من يكنه بين جوانحه، ومنهم من يبوح به من خلال لغة الجسد والإيحاء، و منهم من يكتفي بتخليد ذلك الشعور في شعر طريف.
وقد أخبرني الأديب الرَّاحل بلِّ بن دِيدِ – رحمه الله-، أن الدكتور جمال بن الحسن -طيب الله ثراه-، طلب منه بعد نهاية إحدى الحصص ، أن يتبعه إلى مكتبه، في المدرسة العليا لتكوين الأساتذة، وأسرّ إليه بأبيات جميلة، عالج فيها معاناته النفسية مع طويلب علم كان قد درسه وقال له ” حافظ على هذه الخاطرة لكي لا تضيع”، يقول محدثي فأوعيتها أذناً صاغيةً، وحفظتها من حكاية واحدة، والغريب أن الأديب بَلِّ رواها لي عبر الهاتف قبل وفاته بشهر تقريباً، وأكد لي الأستاذ والأديب سيدمحمود بن الهلال أنه لاحظ خلال عمله على ديوان خليله أن تلك القطعة هي النص الغزلي اليتيم في شق الديوان الفصيح.
وهاهي القطعة الجميلة التي كادت أن تضيع:

بنفسي – وهُونٌ فيه أن أتلف النفسا- *** طـويلب علم ما وجدت له جنسا
أتـاحت لنا بعض اللـيالي لـقاءه *** فــلـقـنـتـه درسا و لـقـنني درسـا
ألـقـنه درسـاً فـيـنــسى وحـسـنـه *** يـلـقـنـني درسـاً من الوجد لا يُنسى
لئن حال صرف الــدهر بـيـني وبينه *** و أمسى محل الدرس في نفسه درسا
لقد ذكـرتــني أشـهــر الـبعد بــعــده *** دروس هـــيام لا أمـــر و لا أقــسى

من صفحة الباحث/ يعقوب اليدالي


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى