من أعمال الصحابة في العشر الأواخر من رمضان
العشر الأواخر من رمضان فضلهم عظيم وكبير عند الله تعالى فكان الصحابة يبذلون جهداً عظيماً في العشر الأواخر من رمضان ويهتمون بعمل الأعمال الصالحة دائماً، ومن أعمال الصحابة فى رمضان ما يأتي:
كان الصحابة رضوان الله عليهم يداومون على الاغتسال والتطهر دائما ويهتمون بوضع الطيب والعطور في العشر الأواخر من رمضان، وكان بعضهم يهتم بارتداء الملابس الجديدة اهتماماً لفضل العشر الأواخر وتعظيماً لشأنها.
لبس الأزياء الجديدة، ورد عن الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه كان يغتسل ويتطيّب إذا حضرت ليلة الرابع والعشرين، وقد نُقل ذلك الفعل أيضاً عن ثابت البناني، وحُميد الطويل؛ إذ كانا يتخيّران لبس أحسن الثياب في تلك الليالي، كما جاء عن ثابت أنّ تميم الداري اشترى ثوباً بألف دينارٍ خصّصه لليلة القدر، لا يلبسه في غيرها.
توعية أهل الدار حتى يقوموا بأداء الصلوات والتعبد والتدبر لله تعالى، وقد ورد عن سفيان الثوريّ أنّه كان يقوم بتوعية أهله حتى يقوم العشر الأواخر، وورد في هذا: “أَحبّ إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يَتهجَّد باللَّيل، ويَجتهِد فيه، ويُنهِض أهله وولدَه للصَّلاة إن أطاقوا ذلك”، وكذلك كان فعل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، إذ كان يجتهد في صلاة الليل، حتى إن وصل إلى نصفه أيقظ أهله، وهو يتلو على مسامعهم قول الله -تعالى-: (وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى)، وقد رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: (بتُّ عِنْدَ خَالَتي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً فَقَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا كانَ في بَعْضِ اللَّيْلِ قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَتَوَضَّأَ مِن شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا يُخَفِّفُهُ -عَمْرٌو ويُقَلِّلُهُ-، وقَامَ يُصَلِّي، فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا ممَّا تَوَضَّأَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ، عن يَسَارِهِ -ورُبَّما قالَ سُفْيَانُ عن شِمَالِهِ- فَحَوَّلَنِي فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى ما شَاءَ اللَّهُ).
كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يهتمون ويداومون على قراءة القران الكريم والتدبر فيه في تلك الأيام العظيمة الفضل عند الله تعالى، وقد ورد عن قتادة أنّه كان يقوم بقراءة القرآن كاملاً في ثلاثة أيامٍ من شهر رمضان، فإذا جاءت العشر الأواخر من رمضان كان يقرأه كاملاً في كل ليله، وقد ورد أيضاً عن الأسود بن زيد أنّه كان يقرأ القرآن كاملاً في رمضان كل يومين.
كانوا يحرصون ويداومون على تأدية الصلوات جميعها في المسجد.
هن الوئام