ثقافة

إلام عيون الصادق الحب لاترقى/ مديح نبوي

يقول شيخنا العلامة المجدد الشيخ محمد الحسن ولد أحمد الخديم أطال الله بقاءه في مدحه صلى الله عليه وسلم

إلام عيون الصادق الحب لاترقى
إذا نظرت برقا أو ان سجعت ورقا

فتبكي على أطلال سلع صبابة
كما قد بكى غيلان حزوى أو الزرقا

وتامل ملقى للأحبة بعدما
نأوك وبعد النأي أنّى لك الملقى

وحاولت كتم العشق من بعد بعدهم
وهل يستيطيع الصب أن يكتم العشقا

فأخبر دمع العين عن سر حبهم
وإخباره لم يحتمل ما عدا الصدقا

كذلك دأب الصادق الحب إن مرت
خلوف مآقيه حوانحه الخرقى

فلم يبق دمع حيث لم يلق حبه
فلا دمعه يرقا ولا حبه يلقى

وإن من الحمق البكاءَ بأربع
تسح على أطلالها الديم الودقا

تحمل عنها حيّها فكأنه
بعيد اجتماع الشمل طارت به العنقا

ولم يبق منها غير سفع محيلة
وغير بقاء النؤي في الصخرة الخلقا

ألم يان أن تنهى الفؤاد عن الهوى
وتثني عنان الطرف عن شيمك البرقا

وتقلع عن طرق الضلالة عادلا
إلى مدح خير الخلق من أو ضح الطرقا

ويرزقك الله الأماني بمدحه
فما خاب سعيا من به استنزل الرزقا

وذو الحذق لا يرضى امتداحا لغيره
فإياك أن ترضى الذي لم يكن حِذقا

وكن مبدعا في مدح طه ومودعا
ولاتدع الإلمام والسلخ والسرقا

فهاتي وإن كانت تعاب جميلةً
لدى مدحك الماحي الضلالة والفسقا

مجلي الورى قطب الورى صفوة الورى
إمام الورى هادي الورى العروة الوثقى

محمد الداعي إلى الرشد والهدى
محمد الأتقى محمد الأنقى

هو الخاتم الرسل الكرام وبدؤهم
وأكملهم خُلقا وأجملهم خَلقا

جميل المحيّا يخجل البدر حسنه
وشمس الضحى إن قابلت وجهه الطلقا

دعا الخلق للدين الحنيف وقد هدى
به ربنا خلقا وأردى به خلقا

فضل شقيٌّ والسعيد به اهتدى
كما سعد الأتقى به شقيَ الأشقى

فبشرى لقوم صدقوا ما أتى به
ومن كذّبوا بالحق تبا لهم سحقا

وإذ طلعت شمس الهدى مُحِقت بها
دجى ترّهات من أباطيلهم محقا

وقد جاءهم بالمعجزات وحالها
قد استوضحت صدقا لدن أفصحت نطقا

وحسبك منها النور والنور معجز
معارضه حقا غدا أحمق الحمقا

كتاب مبين محكم الآي رحمة
هدى لمن استهدى رقى لمن استرقى

إذا أخبر الهادي بأمر مغيب
يكون بما نفس الامر إذا وفقا

ففي بدر إن يخبر بمصرع بهمة
سريعا به يبقى صريعا به ملقى

وإذ أخبر الأقوام بالعير أرجعت
له الشمس حتى عاينوا الخبر الطبقا

وكم أعربت عجماء عن حال خبره
وبعد دعاوي الجمع أظهرت الفرقا

وكم من جمادات تبيّن صدقه
وكم أظهرت شوقا كما أضمرت ومقا

وكم برَأت مرضى بيمن دعائه
وكم برَأت لمسا وكم برأت بصقا

وكم درّت الأنعام جرّاء مسحه
كما صيّر الصمصامة الجذل والعذقا

ومهما دعا الأشار جاءت مطيعة
ومهما دعا بدرا يشق له فلقا

به الماء والنيران غيض وأخمدت
كما عوض الإيوان من رتقه الفتقا

وقد عرف الكهان والجن كنهه
وقد علموا ما جا به من هدى صدقا

ولله درّ الكف كف محمد
فكم سكبت ودقا وكم وهبت علقا

وكم أعطت الأغنام والإبل مجتد
وكم سمحت نضرا وكم منحت وِرقا

وكم أقلعت أو أمطرت ديمة به
تحرّى إذا استصحى تفرَّى إذا استسقى

ويُهزَم جمع الكفر من رميه الحصى
ويشبع ألفا صاعه وبه تسقى

ومن صد عن آي الكتاب تصده
كتائب تفري الرأس والصلب والعنقا

فموج جيوش المصطفى متلاطم
إذا وردت حمقى عليه غدت غرقى

وما زال يغزو الكافرين بجنده
ويرسل طورا لليمامة والبلقا

ويبعث للبحرين طورا وتارة
يشن سرايا تملأ الغرب والشرقا

إلى أن محى داجي الضلالة والهوى
بواضح حق نوره ملأ الأفقا

فرُدت إلى الأشباح أرواحُ قيم
من الدين تسري في الفقار وفي الأنقا

ودون مدى شأو النبي محمد
من الفضل ما يعيي المسومة البلقا

فكم حاولت نحب المديح بلوغه
وتعدو ولما تعد طِلقين أوطِلقا

ولله در الصحب صحب محمد
فكم رتقوا فتقا وكم فتقوا رتقا

وكم سمحوا عند اللقا بنفوسهم
وكم تركوا الأقران عند اللقا ألقا

إذا لاقوا الكفار شدو عليهم
فبين قتيل في القليب إذا يلقى

وبيناه يمشي قائما متكبرا
إذا هو في ترب الهوان قد استلقى

وبين جريح صابه النبل والقنا
فتخرُقُه خرقا وترشقُه رشقا

وبين أسير يبذل المال في الفدا
ففكوا ببذل المال عن عنقه الربقا

أيا خير من يمشي ومن هو يمتطي
جياد المطايا يقطع الخرق بالخرقا

وياسابق الرسل الكرام وختمهم
ومن حاز في المعراج والموقف السبقا

فقد بات يرقى السبع مخترقا لها
فنال المقام الأكمل الأرفع الأرقا

ويرقع خرق الخلق إن طال موقف
على حين عز الخلق من يرقع الخرقا

وقد خصّه فضلا بكبرى شفاعة
وأثنى عليه الله واستعظم الخلقا

بمدحك أرجو الفوز واليمن والمنى
ونيليَ في الدارين تلك وتي الرفقا

فكن لي شفيعا إنني متوسل
بجاهك لا أشقى ولا حسرةً ألقى

فمدحك مداحوك نالوا به المنى
وأرجو على عجزي بشأوهم اللحقا

وقد جل شعر في مديحك مفرغ
كما ذلّ شعر عن مديحك مستبقى

أمولاي أعتقني من النار إنني
بفضلك لابالسعي أستوهب العتقا

فكم جاد بالإعتاق للعبد سيد
كريم ولو منهـُو درى الفسق والأبقا

ويسر حسابي والصراط كأنني
أمر بها برقا إلى أرفع المرقى

إلهي اعف عن ذنبي وجد ليَ بالرضا
وبالختم بالحسنى إذا الروح لم تبقى

وأسنى الصلاة والسلام بلا انتها
على خاتم الرسل الهدى الفاتح الغلقا

صلى الله عليه وسلم

من صفحة العالم الفاضل: المختار اباه أوفى


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى