كاتب: لو صحت معلومات ولد السالم لكان في كل بيت قواد وسارق ولقيط
فند الكاتب صلاح الدين الجيلي في منشور له ما ورد في مقال للدكتور حماه الله ولد السالم حول فساد المجتمع، قائلا ــ أي صلاح الدين الجيلي ــ إنه يحمد الله على أن وفق الدكتور حتى لم يقنعنا بلانتحار، كما فعل القس الأمريكي جونز..، ثم عاد في تعليق له قائلا إنه لو كان ما ورد في المقال صحيحا لكان في كل بيت سارق وقواد ولقيط… وهذا نص التدوينة:
الدكتور حماه الله و القس جونز..
في عام 1978 قام القس الأمريكي جيم جونز بإقناع طائفة كاملة تتبع له بأن تحقن نفسها بسم اسيانيد الممزوج بعصير العنب لتموت انتحارا ، بعد ما اكتشف أن المجتمع المثالي الذي أراد أن يؤسس له و الذي تسوده المحبة و التعاون و تنعدم فيه المظالم الإجتماعية محض كذبة لن توجد في أي مجتمع بشري و قد أسمى ذلك الفعل بالإنتحار الثوري ، حتى أنهم حقنوا الأطفال أولا حتى يموت الجميع في وقت واحد ، فمات أكثر من ألف شخص اقتناعا بفكرته .
ليلة البارحة حمدت الله كثيرا بعد قرائتي لمقال الدكتور حماه الله السالم ، إذ وفقه الله ، فتحاشى إقناعنا بالإنتحار ، و لا أعتقد أنه تبقى له غير ذلك ، و إذ لم يفعل ، أرجوا منه و بإلحاح شديد ، أن يكتب لنا في مقاله القادم عن سبل الإصلاح ، كيف استطاع أن ينجوا بنفسه من مجتمع كهذا و كيف استطاع أن لا يتأثر بالعدوى و هو يتنفس معنا نفس الهواء ، و كيف لعشرين سنة درس فيها في الجامعة ، لم يستطع أن يكون قدوة لطلابه كما أشار في مقاله آنف الذكر فيتأثروا به .
الإنسلاخ من مجتمع ما ، و الإنفراد باكتشاف عيوبه ، هو دليل راسخ على فشل الفرد في أن يأثر ، خاصة إذا كان في مكان قابل لنشر القيم و تعميمها و تبديل الأنماط السلبية بأخرى أكثر نفعا ، مثل الجامعة ، موريتانيا كمجتمع ليست سيئة لهذا الحد أبدا ، لكن فشل الدولة منذ الإستقلال و فشل الحكومات و انتشار فسادها ، ضرب أمثلة غاية في البشاعة لأفراد المجتمع ، فحاميها حراميها ، مثال بسيط ، على أن كل شيئ مباح و كل سيئ مقبول ، أما الإطاحة بمجتمع كامل في لحظات كتابة منفعلة فليس حلا يمكن أن يقنع إلا من تعتريه نفس حالة الكاتب .
من صفحة الكاتب صلاح الدين الجيلي على الفيس بوك