ثقافة

ظرافات وظرفاء (51) / الأستاذ: محمدو سالم ولد جدو

جاء رجل إلى حجام فحجمه وحلق شعره (في الماضي كان الحجام حلاقا أيضا) ثم مطله، فكتب إليه متقاضيا:
حجمتك مرة وجززتُ شعرا ** فلم تبعث بحق أبي زياد
وإن حديدنا يحتاج صقلا ** وصقل القين بالورق الجياد!
وكان رجلان أعوران، أحدهما أعور اليمنى والثاني أعور اليسرى، فإذا سار هذا عن يسار هذا توالت الصحيحتان فحصل بينهما مبصر، وإن سار بالعكس توالت العينان العوراوان فحصل أعمى! فقال أحدهما في ذلك:
ألم ترني وعمرا حين نغدو ** إلى الحاجات ليس لنا نظير
أسايره على يمنى يديه ** وفيما بيننا رجل ضرير!
وكانت زوج أعمى لا تفتأ تشيد على مسمعه بمحاسنها وتتحسر على عماه الذي حرمه تملي مفاتنها، فلما أكثرت عليه قال لها مرة: لو كنت صادقة لما تركك المبصرون لي.
أخيرا دخل أعمى ومخطوبته ووليها إلى قاض لعقد زواجه فلما وصل الكلام إلى ذكر المهر قال القاضي: تستحق أكثر؛ إنها صبيحة الوجه! فالتمس الأعمى عصاه فأخذها ونهض قائلا: بارك الله لك فيها.. وانصرف!


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى