آراء وتحليلاتالأخبار

اجعلوا ظامه مكان البرلمان

 

إهمال الأولويات مسار نحو الفساد المعقد… اجعلوا ظامه مكان البرلمان

 

كم خابت ظنون المجتمع وآماله التي يتكفل بها النواب في ليال الحملات السامرة في حيث يجد المواطن البسيط فرصة خمس سنوات ليساهم في التغيير إلى الأفضل لكن تأبى عوائق القبلية والجهوية وشراء الذمم والإغراء بالمواعيد الشيقة دون تلك خطوات التغيير المنشودة بلسان الحال.

 

نعم هي أخطاء متكررة من طرف الشعب جناية على وطنه، وقد علمتنا تجارب السنين العجاف أن الدولة تبذل مجهودا لكنها لا تراعي الأولويات فأنى لها أن تقوم بحملة استعجالية لتحسين معايير الترشح للبرلمان؟، فتجعل للترشح شروطا منها:

 

_شهادة الدكتوراه وعدة تكوينات حتى يذر الدكاترة فرصا لمن هو دونهم في مقدمي خدمات التعليم (العقدويين)، أو دكاكين أمل…

 

_أن تنقص رواتب النواب حتى لا يتهافت المفسدون على قهر الشعب بالغلبة وشدة الوطأة.

 

_أن تؤسس مكتبا للطعن في كفاءة أي نائب لم يف بعهوده حتى يتم استدعاؤه قضائيا عتابا على احتقاره للشعب.

 

وسأشير هنا لمقارنة بسيطة بين جهود اتحادية ظامه والبرلمان حيث تذهب جهود 153 نائب برلماني من مختلف الأحزاب السياسية ممكنين من خزائن الدولة ولهم المطالبة بجميع مقترحاتهم أو رفض مايتنافى مع مصلحة الوطن من مشاريع الدولة، والإسهام في صنع القرار، بالإضافة إلى:

_اختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسية.
_اختلاف أعمارهم.
_اختلاف برامجهم الإفتراضية.

فلا أدري إذن هل المشكلة في المنصب البرلماني أم أن النواب استعذبوا إقحام المجتمع في أمواج الفساد؛ فمن المفترض أن يكون لكل واحد منهم طموح مزمن بأن يقدم لمقاطعته الخدمات الأفضل، وقد شهدت ازدحمات لكبيد في مختلف فصول السنة أن الولايات الداخلية أذاقت صعاليك الصحاري الموريتانية مرارة الحياة وفوات الوقت في طلب الوسائل البدائية.

 

أما اتحادية ظامه فتعمل في صمت على تنشيط ثقافتنا وتثبيت هويتنا والمحافظة على قيمنا من خلال تلك اللعبة التي تحسن سلوك الأفراد بالتفنن في ضبط السلوك والتقيد بالمعجم المهذب؛ لغة الأدب والذكاء بعيدا عن بذاءة البرلمانيين وطيشهم ولم لا؟ وتلك أمة أدبت في بيوت آبائها ودأبت على المزاح والترفيه من غير سقط ولا قدح في المنافس وإنما هي لمسات فن ساحر تخترق أفق الجمال وتمرح فيها النفوس لتتسع لاستحضار النتف الأدبية واستطراد سياقها على أناس يحسنون السماع كما يتفنون في سرد القصص.

 

هذا ومن فوائد ظامه على المجتمع:

_ترسخ ظامه في روادها جذور القيم وتحصنهم من الإخلال بسلوك مجتمع البظان وما يشمل من حفاظ تليد وأناة وإباء.

 

_تختص ظامه باحتضان فئات هي أجدر نخبة المجتمع بالإشراك في صنع القرار حيث تعيش في أريحية وتفويض نادر، جلما آل على روادها بسمات الأكابر من وقار وأناة وإباء.

 

_يهجرها مجتمعها وتتغاضى سفسافه العقيم.

فمتى ستستخرج الدولة قيمة هذه اللعبة المحلية _التي لا يشاركنا فيها غير دول محدودة مثل: مالي والنيجر واتشاد_ إلى أن تنتشر انتشارا تؤتي به أكلها وكيف السبيل إلى ذلك؟

عمر عداه / شاعر وكاتب

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى