الأخبار

أول سياسية بارزة تبدي معارضتها للرئيس ولد الغزواني

يمتاز الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بكثير من المرونة والرزانة والهدوء في تجاوبه مع الملفات السياسية وفي خرجاته الإعلامية.. وتجلى ذلك خلال المقابلة الصحفية التي أجرتها معه مؤخرا يومية “لو موند” (Le Monde) الفرنسية.. وقد لقيت ردوده على العموم استقبالا حسنا من طرف الرأي العام الوطني وجل الفاعلين السياسيين وناشري الرأي. ورغم طابعها التوافقي، فإن ردود الفعل لم تخل من استياء.

ومن “المتذمرين”- أو بصورة أدق”المتذمرات”- السيدة النانه بينت شيخنا ولد محمد لغظف النائب في البرلمان عن حزب تكتل القوى الديمقراطية الذي يترأسه احمد ولد داداه. فبالنسبة لها جواب رئيس الجمهورية القائل بعدم ضرورة حوار شامل مع المعارضة كان مفاجئا وعلى نقيض توجه الانفتاح السياسي الذي دشنه ولد الغزواني. وقد ردت عليه في تدوينة باللغة الفرنسية طويلة نسبيا انتقدت فيها كلام الرئيس وركزت على أن ” الحوار أمر عاجل ولا مفر منه لحلول توافقية وسلمية.” على حد قولها.

ورغم أنها لم تتكلم بشكل رسمي باسم حزب احمد ولد داداه، إلا أن وظيفتها كبرلمانية تنتمي لذلك الحزب تربط ما صدر عنها بحزب التكتل وخطه السياسي، وإلا لكان الحزب تبرأ من كلامها أو اتخذ موقفا مغايرا له.

هل هذه بوادر لخط معارض ينتهجه حزبها ضد نظام الرئيس محمد ولد الغزواني بعدما لوحظ من فتور في نشاطه منذ استلام رئيس الجمهو رية الحالي وظائفه على رأس الدولة؟

الأمر غير مستبعد ولا يبدو مزعجا لولد الغزواني. قفد أكد هذا الأخير في نفس المقابلة المشار إليها آنفا أنه يعمل على تحسين المناخ السياسي والانفتاح على الفاعلين فيه، غير أنه في نفس الوقت لا يريد بأي حال من الأحوال أن تنصهر المعارضة مع الأغلبية، بل على العكس فهو يرجو أن تظل في موقعها وان تكون لها قوة اقتراح بناءة. وهذا الأمر بالنسبة له لا يقتضي بالضرورة فتح حوار سياسي في الظروف الراهنة، حيث قنوات الاتصال متوفرة دون اللجوء بشكل رسمي ومؤسساتي إلى ” حوار سياسي”، مبينا في هذا الصدد حول الموضوع:

” نحن نتحدث ، ونلتقي ، يمكنهم تقديم مقترحات … لكننا لسنا في موقف يتطلب حواراً شاملاً. تتضمن هذه الفكرة مناخًا سياسيًا متوترًا وهذا ليس هو وضعنا في الوقت الحالي. (…)وينبغي على المعارضة أن تدرك أن المناخ أكثر ملاءمة للحوار. وأعتقد أن هذا الهدف قد تحقق إلى حد كبير. ثم يمكننا تحديد شكل آخر من أشكال الافتتاح. لكن يجب أن تظل المعارضة هي المعارضة.

موريتانيا المعلومة


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى