أكثر من ثلاثين فرقا بين عزيز وغزواني (طريف)
تربط عزيز بغزوانى آصرة مبهمة، هي خليط من الصداقة والزمالة والرهبة والتوجس والثقة، الرجلان يكملان بعضهما، هذا هادئ ورزين ومسالم، أما الآخر فجلد صدامي خشن، غزوانى يعجبه فى صاحبه الإقدام والجرأة والشجاعة المفرطة، يحمل روحه على كفه ويرميها فى عين المنون غير هياب ولارعديد،هذا بالذات ولد لدى غزوانى خشية وفزعا دفينين جعلاه لا يأمن مكر زميله البتة، عزيز بدوره معجب بولد الغزوانى لصفاته الذاتية المغايرة، فهو كتوم منعزل منكب على شؤونه، لايتقن حرفة صناعة الأعداء كزميله، يألف ويؤلف، يميل للدعة والابتعاد عن تكاليف العمل الضاغطة، ينام ملئ جفونه عن شوارد الحياة،بينما يسهر الخلق جراها ويختصم، عزيز يستيقظ باكرا ويؤدى فرضه ويأخذ حصته من الترويض الصباحي ليكتمل نشاطا مع تمام الساعة السابعة صباحا،،،، .. غزواني نؤوم الضحى لم ينتطق عن تفضل، عزيز تعجبه غزوات الغزوانى الليلية مع ذوات العيون النجل، بل كثيرا ما أشاد باحترافيته المطلقة فى المجال!! الغوانى لايستلطفن عادة أمثال عزيز، تعابيره وقسماته الحادة يفزعن منها، ثم إنه لايغدق عليهن ولايمنحهن الكثير، بينما غزواني نسونجي من الطراز الرفيع، ينصب حبائله فلا ينجو منها صيد رخيص ولا ثمين،العلاقة التى تربط الإثنين لايدرك كنهها الكثير من المتطفلين الجدد، هي إن شئت علاقة المرونة بالصلابة والتعقل بالتهور،هي علاقة الوضوح والمكاشفة والصراحة بالغموض والمواربة والحزم،هي إذا علاقة تكاملية كسواد العين ببياضها لاينفك أحدهما عن الآخر إلا بالعمى والعور، غزواني يدرك هذه الحقيقة ويغضى غالبا عن عوراء صاحبه ونزقه وطيشه، أعصابه سيبيرية لاتتأتى إثارتها بسهولة،غزوانى وعزيز كلاهما مدين للآخر بنسب متفاوتة، تقاسما حلو الحياة ومرها، هما جناحا طائر لا يستعاض بأحدهما عن الآخر، إذا أدرك الفضوليون هذه الحقائق سيوفرون كثيرا من جهدهم وانتظارهم، أما الحالمون والمتوهمون الذين يدقون عطر منشم فى هذه الأثناء فلا عزاء لهم للأسف؛.
من صفحة الأستاذ / محمد علي ولد عبد العزيز