الأخبار

قصة مؤثرة بطلاها الخديم ولد السمان وفتى حدث – تستحق القراءة

من وحي السجون

ذات يوم من أيام ولد الطايع النحسات وبينما كان الخديم فى السجن مع بقية الإخوة والمشايخ إذ جاءته زيارة فخرج إليها فإذا بشيخ من شريحة لحراطين الكريمة ينتظره

بعد التحية قال له الشيخ أنا من أهل انواذيب #كرداي فم وكنت أحضر دروسك فى المساجد وقد انتفعت بها كثيرا واليوم أنا قادم من هناك بعدما افتقدناك لأسلم عليك وأعرف حالك..

وقد تأخرت هذه الزيارة كثيرا بسبب صعوبة الحصول على #اباص انواكشوط.. والحمد لله أنى لقيتك بخير – يقول الشيخ والدموع تملأ مقلتيه – الآن انتهى غرضى من انواكشوط وسأعود لنواذيب هذا المساء …ثم ودعه وأعطاه الف اوقية كانت معه قائلا هذا گد لعندى گبظو اعاون فشي

هنا شعر الخديم بعظمة هذا الرجل وصدق وفائه وأصالة نفسه وكيف انه كبٌله بمعروف لن يستطيع الافتكاك منه مهما فعل..ثم أخذ الخديم الألف من الرجل وشكره عليها ثم أضاف إليها ما كان فى جيبه من نقود وقال له هذا مسيفطك ان انت بيه واسمحلى ظروفى هيلي تراعي فيها فامتنع الرجل ولكن الخديم اصر عليه حتى قبل…

على الضفة الأخرى من هذه الحكاية وبعد سنوات لص يسطو على بيت أسرة فى المقاطعة السادسة #سيزيم..وعندما هم باغتصاب ربة البيت استيقظ ابنها الصغير الذي كان قوية البنية وضرب اللص ب #أتاش على رأسه فنقله إلى الدار الآخرة فى لمح البصر

لا أعرف ما الذي جرى بعد ذلك لكن هذا الفتى أودع السجن وهناك دخل فى صراعات قوية مع كبار السجناء المهيمنين على السجن كأي نزيل جديد لكن الفتى فعل ببعضهم الأفاعيل…ثم شكاه بعض السجناء للخديم وأخبروه بقصته على عادتهم فى ذلك لحل نزاعاتهم..

ذهب الخديم إليه فشام من ملامحه البراءة فألان له الخطاب حتى هدأ ثم ذهب به إلى بيه وسأله عن قصته فأخبره بتفاصيلها..فقرر أن يسكنه معه ليجنبه ويلات السجن و بدأ فى تدريسه القرآن وتعليمه أحكام دينه حتى حفظ عدة أحزاب وصار مواظبا على صلاة الجماعة عارفا بكثير من أحكام دينه

جرت مياه كثيرة بعد ذلك وكان هذا الفتى يحدث والده عن ظروف سجنه وعن حسن رعاية تلقاها من سجين معهم وكيف انه علمه القرآن وبعض الأحكام فسُر ابوه من سماع ذلك…

وذات يوم قرر والد الفتى زيارة ابنه فى السجن..وعندما خرج إليه وجلس معه وتحدثا وانتهت الزيارة قال له عيطلى لصاحبك ذاك نبقي نجبرو ونسلم عليه..دخل الفتى واشعر الخديم بذلك فخرج إليه فإذابالماجأة تنتظره

لم يكن والد هذا الفتى سوى ذلك الشيخ الذى زاره قبل سنين من مدينة نواذيب..وهنا بكى الشيخ ثانية لعدم اعتقاده بأن الخديم لا يزال سجينا ولكونه كان الراعي الأمين لولده الصغير كل هذه الفترة دون ان يعرفه..وهكذا فإن صنائع المعروف لا تضيع وإن فى مسار القدر لعبرة
من صفحة دمبره السمان


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى