أعلامالأخبار

الداه ولد أعمر طالب: أيقونة الشباب في الأداء الوطني

كثيرون تساءلوا في البداية عن سر الثقة التي وضعها رئيس الجمهورية في وزيره للشؤون الإسلامية الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب، وهو الرجل الذي سلمته المحاظر للقضاء، بعيدا عن السياسة وشؤون الدولة.
لكن الأداء الذي ظهر به هذا الوزير في سياقات متعددة أبان أن الرئيس غزواني لم ينطلق في اختيار وزيره هذا من فراغ، وإنما عن خبرة فذة في اكتشاف معادن الرجال.
فقد كان أداؤه خير شاهد على دقة اختيار الرئيس له، وتجلى ذلك الأداء في عدة أصعدة:

* أولا: في إدارته لوزارة الشؤون الإسلامية

أبان الوزير في إدارته لقطاعه عن نموذجية غير معهودة من الحيوية والإبداع والتجديد في هذا القطاع الذي كان يشهد مواتا وخمولا واضحا، فأطلت الجائزة الكبرى التي كان لها أعظم الأثر في تحريك سكون ساحة المحاظر، واكتشاف القدرات العلمية الكبرى للبلاد، أعني جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية.
– وظهرت دار المصحف الشريف، ولجنة المصحف الشريف، وتضاعفت المعاهد الجهوية التي تربعت هذه السنة على المركز الأعلى في الباكالوريا، وتنوع الإحياء الرمضاني بأوجه علمية عرفها المشاهد لأول مرة.
– وتم إنشاء هيئة علماء موريتانيا لتنفتح على كل علماء البلاد دون أي إقصاء، وتم جعلها في مستوى مقبول مقرا وتجهيزات لأول مرة.
– كما تمت مأْسَسة اللجنة الوطنية للأهلة بنصوص قانونية واضحة، وأصبحت تجتمع بانتظام، قطعا للطريق على الفوضى التي كانت سائدة في الرؤية وتناقلها.
وأصبحت الدولة تقوم بترميم عدد كبير من المساجد سنويا.
– وازدانت حركة النشر من خلال المجلة السنوية التي أصبحت تنشرها الوزارة، وهي مجلة “الإشعاع المحظري” بالإضافة لبعض الكتب التي نشرتها الوزارة جمعا وطباعة.
– وكان الأداء الباهر في تنظيم الحج في فترة ولد أعمر طالب أمرا لفت انتباه الجميع، فلأول مرة يعود الحجاج وألسنتهم تلهج بالثناء على أداء الدولة، في السكن والنقل والإعاشة، والتأطير والتنظيم.

* ثانيا: الأداء السياسي والدبلوماسي المميز.
– ففي مجال السياسة بهر الوزير الداه جميع المراقبين، من خلال سعة علاقاته وامتداد تأثيره، وقربه من الجميع، وكان تكليفه بملفيْ عرفات ولعيون في الانتخابات الماضية فحصا كاشفا لمدى تأثيره وقوته السياسية، فقد ظلت عرفات حصنا منيعا أمام كل الأنظمة السابقة لكن الخطة السياسية التي تعامل بها الوزير معها كانت كفيلة بأن تعود إلى ميدان الأغلبية، وكانت مدينة لعيون ومدن أخرى بالحوض شاهدة على إبداعه السياسي الذي تخطى به رموزا قديمة في العمل السياسي.
– وأظهر الوزير الداه كاريزما وإقناعا لافتا في تمثيله للبلاد أينما حل، ولعل احتفاء المصريين والسعوديين به خير شاهد، ينضاف إليه هذا الاحتفاء الكبير الذي ظهر في التفاعل لبروتوكولي الإماراتي معه، أثناء تمثيله لرئيس الجمهورية في تعزية الرئيس الإماراتي في شقيقه، بحسن التعزية وتأثيرها.
كل ذلك يوضح أن الشاب الوزير الداه ولد أعمر طالب أصبح رقما وطنيا مهما، وأحد ركائز نظام الرئيس غزواني التي يمكن التعويل عليها في الفعل والأداء لصالح الدولة داخليا وخارجيا.

عبد الله ولد عبد الحي


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى