المتردية والنطيحة / محمد ولد افو
المتردية في اللغة هي ” الساقطة” أو ” الهاوية” والتردي يكون من موقع العلو والسلامة إلى موقع السفالة والردى.
أما النطيحة فهي التي ساقها حظها العاثر حيث لاينبغي أن تكون وفق قانون الطبيعة.
ويكون حتفها نتيجة مباشرة لتموقعها الخاطئ وعدم كياستها.
أما النطح في اصطلاح السياسة فهو مقابل النصح ومنه قولهم” المعارضة الناطحة” و ” المعارضة الناصحة”.
والتكني من خصائص القواميس السياسية.
قال تعالى “… فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنْهَآ إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ”.
والرضى موجب للنصح أما السخط فمن موجبات النطاح وللنفس السياسية أحوال تختلف حسب تقلبات الندرة و الوفرة.
والتحذير من التردي والنطاح راجع لتحريم الانتفاع بهما حال العطب لا بعد حال السلامة.
وحسب المقاصد الشرعية فإن الانتفاع بكل مترد أو نطيح هو انتفاع يؤدي إلى الضرر ولو بعد حين.
ونحن في زمن لا قرناء فيه ولاقرعاء لذلك يحاول الثعلب أن يكون وديعا لدرجة الارتماء في أحضان القرناء التي لم تجد ماتناطحه.
وتحاول القرناء افتعال الخصومة إبان السلام السياسي.
وحال كهذه تفرض علينا طرح سؤال وجيه، حول ماهية ودوافع التضامن بين الثعلب الماكر والدابة القرناء .
و الإجابة على هذا السؤال مسطرة في ملفات المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء ( تآزر) وغيرها من برامج الدعم والتكافل الوطني ، التي حاصرت الغبن والتهميش وأفرغت الخطاب الشائحي من افتعال التعاطف للأغراض السياسية والنفعية.
خطاب وادان ونداء جول وبرامج التأمين الصحي والمدرسة الجمهورية والمعونات العينية والنقدية.. الخ.
كلها مجتمعة قد آتت أكلها الوطني في تزامن دقيق بين الأبعاد التنموية والسياسية والاجتماعية، حيث انخرط ثلث الشعب الموريتاني في عجلة الاقتصاد كفاعل ومستفيد في فترة وجيزة رغم التحديات القاهرة للاقتصادات العالمية .
وكان من النتائج السياسية لهذه البرامج حرمان الخطاب الشرائحي من النفاذ إلى الفئات المغبونة وتحريرها من هيمنة المتاجرين بمعاناتها.
أما والحالة هذه فقد كان لزاما على تجار الشرائحية أن ينسوا خلافاتهم و يواسي بعضهم بعضا لعل تعاونهم يحمي بعض المنافع أو يفتعل بعض النجاحات في وجه موسم حصاد الفشل هذا.
وفي الختام…
الشاة والذيب خلو بينهما
لا حائلا يحول بين الشاة والذيب
الشاة تعرف أن الذئب يأكلها
والذئب يعرف ما في الشاة من طيب.
محمد افو