هندسة التشاور : لعبة الرئيس / محمد افو
متى يقبع الشيطان في التفاصيل؟
عندما لا تتأسس المشاريع على النوايا الصادقة.
فالدعوة للحوار محل ترحيب دائما من الناحية البدهية لكن حيثيات تتفيذها تكون أكثر صدقا في التعبير عن الخلافات وعمقها ونوعها.
الأسباب كانت دعوات الحوار في السابق إما لمعالجة اختلال سياسي أو لضمان مرور آمن أمام وجه الدساتير بعد أحداث الكفر بها.
وكانت أيضا اداة للتعبير عن انفتاح مصطنع أو عن رغبة في احراج الخصوم أو قلب طاولة المنطق على اصحاب المنطق.
ايام تشاورية وحوارات وطنية وورش وايام تفكيرية.. إلخ.
كل تلك العناوين لم تكن سوى تحايلات أو اختلاقات على أو لوقائع تخدم مصلحة سياسية أو نفعية لطيف سياسي أو جهة وفرد.
أعتقد أن التشاور الوطني الذي تمت الدعوة له بعد عامين ونصف من الهدوء السياسي والثقة المتبادلة، لن يكون لغاية سياسية وإنما لتجاوز الملفات العالقة ووضع البلاد على مسار تنموي توافقي بعد نزع فتيل التأزم من الحياة السياسية ووضع المجتمع السياسي في حيز التدافع بدل حيز الصراع.
هذا أول تشاور وطني يتم في ظروف هادئة ولأهداف وطنية شاملة.
هذا أول تشاور وطني مفتوح على كل القضايا الوطنية والقوى السياسية.
أول تشاور وطني بلا حسابات ولا تابوهات.
أول تشاور وطني بأصوات هادئة.
أَول تشاور وطني لا يستهدف التهدئة اَو التبرير أو الإحراج او التمرير.
هذا تشاور لقوى سياسية منسجمة واطراف هادئة في ظروف ودية وثقة متبادلة وبلا حدود ولا محظورات.
هذه هي أول مكاشفة وطنية سيجتمع عليها الموريتانيون لوضع حد لمعوقات البناء والانسجام والوحدة الوطنية.
هذه أفضل ظروف واعظم فرصة يحصل عليها الموريتانيون للتشاور جميعا وفي كل شيء.
هذه أول فرصة للاجتماع والإجماع بعيدا عن التجاذبات والحسابات والحساسيات السياسية.
هذا ما خطط له الرجل الهادئ كأحد مرتكزات فلسفته في الحكم.