آراء وتحليلات

عالم موريتاتي يرد على كلام للقرضاوي يقول بنجاة من أداه اجتهاده إلى المسيحية أو اليهودية

من مات على الكفر مع بلوغ الرسالة ذاهب إلى نار جهنم قطعا.
إذا كنا رددنا على “القرآنيين” – وهي تسمية زور ولكنها علم لأناس معينين – فمن التطفيف في الكيل والخور في الموقف ألا نرد على العلامة يوسف القرضاوي – رحمه الله – في الفديو الذي تزامن نشره مع نشر ترهات هؤلاء.
نعم الرد على العلامة يوسف القرضاوي ينبغي أن يكون بأدب وباستحضار سابقته وعلمه…
يقول الشيخ القرضاوي في هذا الفديو أن الكافر أو اليهودي أو النصراني إذا اجتهد وبحث عن الحق وقارن بين الإسلام وغيره وقاده ذلك إلى عدم مزية للإسلام على غيره ثم مات على كفره أو يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يدخل النار…ثم استدل على هذا بكلام الجاحظ!
والرد على هذا يكمن في نقطتين:
أولا النصوص القرآنية قاضية بأن من مات على الكفر مصيره النار؛ قال تعالى: “إن الذن كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خلدين فيها أبدا أولئك هم شر البريئة”.
وقال تعالى: “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء”.
وقال تعالى: “ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين” فصرحوا بأن تكذيبهم بيوم الدين كان سببا في دخولهم سقر
والآيات والأحاديث في هذاا كثيرة تفوق الحصر..
وهي آيات وأحاديث عامة لا تفرق بين باحث متعلم وبين فدم جاهل؛ ولا بين من بحث ومن لم يبحث!
ولله در الإمام أبي إسحاق الشاطبي حيث يقول إن جعل دلالة العام ظنية فيه توهين لأدلة الشرع لأن أغلب الأدلة من باب العموم.
فإذن عمومات الشريعة قاطعة بأن من مات على الكفر مصيره النار بحث أو لم يبحث.
ثانيا الرجوع إلى الجاحظ يؤكد أننا أمام رأي “أدبي” وفلسفي لا فقهي ولا شرعي!
متى كان الجاحظ مصدرا لاستقاء الأحكام الشرعية والعقدية؟!
أرجع إلى الجاحظ إذا أردت الكرع في حياض الأدب واستنشاق رياض قلمه الآسر النازف بأفانين الأدب ومستظرف الفنون والتمتع بالكتابة الفنية الجميلة والهيام في الأخبار والقصص وطباائع “الحيوان”.
أما الشرع والشريعة فلا.

سيد أحمد سيد الخليل


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى