حجاج: خرجنا نطلب نعيم الآخرة وأذاقنا ولد أهل داود عذاب الدنيا
الركب: اشكتى الحجاج الموريتانيون سوء ظروف الحج هذه السنة، وقالوا إن البعثة الرسمية لحجاج موريتانيا والتي يرأسها وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي أحمد ولد أهل داود، لم تقم بأبسط واجباتها تجاه الحجاج.
واتفق هؤلاء أنهم لم يروا ولد أهل داود ولا فردا واحدا من أفراد البعثة منذ خروجهم من انواكشوط وحتى عودتهم من الديار المقدسة، وأكدوا أنهم لم يجدوا من يرشدهم أثناء تأدية مناسك الحج، أما ما وعدهم به أصحاب البعثة قبل ذهابهم من تقديم محاضرات في مجال أحكام الحج فكان مواعيد عرقوب.
وتابع حجاج موريتانيا في تصريح للركب: إن حجاج أي دولة لم يلاقوا ما لاقاه حجاج موريتانيا، الذين أدوا مناسكهم في ظروف مزرية بالغة، حيث لم يجدوا من يرشدهم أثناء تأدية مناسك الحج، وكانت الباصات التي تولت البعثة كراءها لصالح الحجاج باصات متهالكة فضل كثير منهم السير على الأقدام في مرات كثيرة على ركوبها، حتى لا يشقى بدخان تلك الباصات وأزيزها المزعج.
ولم يكن الغذاء أحسن حالا من المركب فقد تحدث هؤلاء عن طبيعة الوجبة النهارية (لغد) والتي قالوا إنهم كلما قضوا يومين وأحسوا بأن الجوع يهدد حياتهم تناولوا منها قليلا بعد صراع مع النفس والهوى، مبالغين في وصف الوجبة هذه ببالغ الرداءة.
لكن وجبة الغداء ــ حسب هؤلاء ــ أحسن من العشاء فلم يفلح أغلب الحجاج في التوصل إلى معرفة طعمها، واصفينها بقولهم: “حال يكفي عن سؤالو”.
ضل الكثير من هؤلاء الطريق مرات كثيرة أثناء تأدية مناسك الحج، وارتبك الكثيرون في تأدية المناسك لجهل أحكامها، بينما كانت البعثة ــ حسب بعضهم ــ تلهو في الفنادق، وتتسوق في الأسواق لشراء السلع والحاجيات.
أحد من تحدثوا إلى الركب قال إنه لم ير أحدا من البعثة قبل يوم أمس وهو ينزل من الطائرة في مطار أم التونسي ضمن آخر فوج من الحجاج، حين عاين الوزير ولد أهل داود فناداه قائلا: “ذاك معالي الوزير؛ الكبريت الأحمر الذي يذكر ولا يرى”، فتدخل حاج ثان قائلا: “الوزير ما امش في الحجه”
كل ما حكى هؤلاء الحجاج عن السيارات وطبيعة الغذاء يردونه إلى احتكار البعثة للميزانية المخصصة لهم، مضيفين أنه كانت تسلم للحجاج الموريتانيين مبالغ مالية (200 ألف أوقية لكل حاج) فور وصولهم للمملكة العربية السعودية.
المبالغ المذكورة قالوا إنها اختفت منذ سنتين، في عهد الوزير ولد أهل داود، وقد ادعى أو تعلل ــ حسب قولهم ــ أنها تصرف لتحسين أحوال الحجاج، في الوقت الذي تحولت فيه حالتهم إلى أسوأ.