ألمين ولد سيدي الفاضلي (أيْمّينْ) علمًا
مروري بأرض البحر في سورة الشتا :: وكنت طلوع النجم لا آلف البحرا
يعز على نفسي اصطبارا وإنما :: يهونه أني أمر على البترا
فلاتطوها ليلا إذا كنت سائرا :: وعرج على أحيائها وسل الخبرا
بين الجانب الغربي من “تنيخلف” من حيث بالغاب استَكفَّ العرا، إلى “بقاس”، منتهى إگيدي، ومبتدأ العقل، كان الحي من “أولاد سيد الفالي”، يتنقل ليستقر بالبتراء “التاگلالت” ، حيث المحاظر راسخة القدم فى العراقة، وحيث أخلاق أهل إگيدي يحملها الرجال وتغزلها النساء للنشء.
وذات نجعة للحي عند “أعگيلة الوزغة” قرب تندگسمي في إگيدي ، ولد ألمين ولد سيدِ.
هو الأمين المكنى “أيمين” بن سيدي بن محمد بن الأمين (الذي تَسمى باسمه) بن محم بن أبو الحسن بن المصطفى بن سيدي الفاضل. ينتمي إلى قبيلة أولاد ديمان وإلى بطن أولاد سيدي الفالي تحديدا.
ولد سنة 1294 هـ الموافق 1877م المعروفة عند العامة في منطقة إگيدي بـعام “گرته” ، وربما تكون هذه التسمية عائدة إلى كثرةمنتوج (الفول السوداني) في تلك السنة أو إلى كثرة استعمال الناس له فيها.
ولد عند “أعگيلة الوزغة” وهي المكان الذي دفن به جد أبيه وسميّه، ألمين بن محم.
نشأ (أيمّين) في وسط علم وورع و تصوف. فأبوه سيدي (ديدي) قضى أزيد من عشرين سنة في طلب العلم ، عند مختلف مدارس البلاد شرقيها وغربيها وكان عالما مدرسا أسس محظرة كبرى عجت بالطلاب من قبائل شتى.
كما كان (ديدي) صوفيا مقدما في الطريقة التجانية، وكان من أورع أهل زمانه ، حيث يذكر أنه لم يفت أبدا في نازلة ولم يقض بين اثنين رغم سعة علمه وإقبال الناس عليه وقبولهم لعلمه. وكان إذا شرب، بعد أن تقدمت به السن لبنا مشتبه الأصل، قاءه وأمرضه. وكان يذهب مذهب القائلين إن الحلال هو ما عرف أصله وأصل أصله.
وقد شهد له بذلك العلامة المربي والطبيب الشيخ محمد فال بن باب العلوي فقال: إن أورع من يعرف في زمانه: سيدي بن محمد ، ومحمد المختار الملقب الداه بن أحمد فال العلوي.
أما والدة ألمين فهي عيشة بنت ببكر ولد احجاب المكناة “امامن”. وكانت مشهورة بالصلاح عالمة صوفية ومقدمة هي الأخرى في الطريقة التجانية ومن أول النساء اللاتي أخذت ورد هذه الطريقة بسندها السائحي. وكان ذلك في سنة 1314هـ ، كما كانت لها قدم في الشعر العرفاني سواء بالفصيح أو بالحسانية فمن شعرها :
أيا واحدا في القلب غاب عن البصر :: سلام كعرف الروض أشهى من الخمر
إلى واحد في الدهر لو لم يكن به :: لكان الزمان فاقد الشمس والقمر
وقد تربي أيمين في أحضان والديه وجده من أمه العالم النسابة السيرائي ببكر بن محمذن بن احجاب بن محمد الكريم المتوفى سنة 1322 هـ الموافق 1903 م ، وهو صاحب الأنظام الكثيرة في السيرة والتاريخ واللغة.
نشأ ألمين في بيت والديه مع عدة أبناء بعضهم أشقته ، في كفاف من العيش اضطره إلى إلى الانصراف عن التعلم للقيام بشؤون المنزل، ولذلك كانت دراسته منقطعة وسماعا في غالب حالها.
أخذ في محظرة والده، ثم درس على البراء بن بگي دراسة متقطعة كما أخذ عن أحمد بن احويبل الحسني وعلى محمدفال بن باب العلوي خاصة علم الأصول.
حفظ القرآن وعمره تسع سنوات على مقرئه الشيخ بن سيد محمد المكنى الديه المتوفى سنة 1309 هـ الذي امتنع عن أخذ أجرةِ حذاقه المستحقة، وقال: ” إن ألمين لم يكلفني مقاساة تجعلني أستحق عليه أجرا”.
ولقد رأى فيه والده ذلك الذكاء الخارق فلم يهتم بتدريسه كعادة أبناء العلماء بل تركه وشأنه.
و كان يحدث أنه حفظ الكثير من النصوص مثل مقصورة ابن دريد وغيرها على تلامذة والده ، وكان والده يهتم بتدريس هذه المقصورة لتلامذته لإكسابهم ملكة لغوية إضافة إلى رصيد المفردات ، كما حدث أنه حفظ السيرة من تدريسهم وتكرارهم أيضا. ولذا لم يكتب في اللوح ويعرض على الشيخ إلا بعضا من نصوص قليلة كديوان النابغة من الشعراء الستة، وكربع الألفية الأول إلى باب الفاعل، وكالسفر من الشيخ خليل ، فهذا القدر هو الذي درس على والده.
أما على البراء ولد بگي فقد درس باب التركة في الفقه وبعض أشعار العرب. كما قضى أياما قلائل في محظرة محمد فال بن باب العلوي حيث تعرف على العالم الشهير محمد عبد الرحمن ولد السالك بن باب (النّح).
أما عن تدريسه فيذكر الأمين أن أول مرة يباشر فيها التدريس أنه كان راجعا من رعي غنم أهله ولما جاء إلى المنزل وكان وقت القيلولة وجد أمام الخيمة كثيرا من الثيران والأمتعة، فسأل عن ذلك فأجيب بأنهم تلامذة البراء ولد بگي الذين كانوا يدرسون عليه وقد طردهم البعوض من منطقة اجويهل في آتكور، فقصدوا سيدي بن محمد يريدون أن يتابعوا عليه الدروس.
وكان أهل سيدي (ديدي) بن محمد آنذاك عند منهل يسمى (لعوينات) في العقل. فلما أتوا إلى ديدي قال لهم إنه لم يعد قادرا على التدريس ولكنه سيحيلهم على ابنه ألمين(أيمّينْ).
فلما أخبر الوالد ابنه ألمين بعدم قدرته على التدريس وبالمهمة التي سيضطلع بها، أحجم في البداية وأراد الامتناع ولكن بره بالوالد جعله يقبل الأمر ويباركه نظرا إلى إصرار الوالد على أن ينوب عنه في التدريس فبدأ يدرس التلاميذ اعتمادا على المطالعة والتحضير من الكتب التي
عند والده وعلى بعض الكتب التي استعارها من عند العالم محمد فال بن آبني التامگلاوي.
وقد ذكر ألمين أنه لم ينظر في الكتب ليستعين بها في مجلس الدرس إلا يوما واحدا ، حين نظر مسألة في حاشية الصبان على شرح الأشموني لألفية ابن مالك وبعد ذلك اكتفى في التدريس بما وعته ذاكرته.
وكان من بين هؤلاء التلاميذ الوافدين رجال علماء من أقرانه، لم يرضوا بذلك لأنهم يريدون تدريس الشيخ لا غيره. ولكنهم ما لبثوا إلا أياما حتى استحسنوا طريقة تدريس الابن وأفادوا منها، فبنوا أخصاصا للسكن ولم يمض شهر واحد حتى صار والده الذي طلب منه أن يدرس بحضرته يعجب من دقة شرحه وسعة اطلاعه وضبطه للمسائل وتحقيقها.
وقد سألت والدة ألمين “أمامن” والده ديدي: هل ما يقدمه في الإلقاء صحيح؟
فقال لها: صحيح كله ، بل لقد زادني معرفة في أشياء لم أكن أعرفها من قبل ، ولهو أحسن مني تدريسا، وأغزر مادة.
أنشأ ألمين محظرة كبيرة عند تنيخلف ثم انتقلت إلى التاگلالت ودرس عليه بها الكثير من الناس أزيد من ستين سنة، وكان يُدرّس العلوم المعروفة كلها ويحفظ نصوصها عن ظهر قلب.
كان يطرب لدرس السيرة كثيرا ويرتاح لتدريس الشعر الجاهلي. وقد ذكر أنه سأل الله أن لا يزيده في محبته صلى الله عليه وسلم ، وفهم الناس من ذلك أنه لا يمكنه أن يتحمل تلك الزيادة.
درس على العلامة ألمين الكثير من الطلبة النابهين منهم:
– السيد أحمد بن عبد الله بن اباه
– أحمد سالم بن الكوري
– محمد المختار بن اباه
– البراء بن ألمين (ابنه)
– أحمدو بن اباه
– بگي بن أحمد سالم بن الحسن
– محمد بن سيدي الفالي
– باباه بن فتى العلوي
– محمد المشري بن عبد الله بن الحاج
– شيخاني بن محمد بن الطلبه
امّني (لعويلم) بن محمذن فال التندغي
– ببها بن ابّا بن امين
– محمدن بن الهلال
– سيدي محمد بن ابّا بن امين
– محمدو بن العالم الطلابيني
– محمد يحيى بن الدنبجه التندغي
– جمال بن الحسن
وقد شغله الإقراء عن التأليف وله مجموعة من الأنظام الضابطة لمسائل نحوية وفقهية وعقدية وسيرية، و شرح على ديوان الستة الجاهليين،
ورسالة في موات الأرض، ونظم لعقود العرب، وبعض الفتاوي والأحكام، وديوان شعر.
تولى القضاء عام 1949 واستمر فيه إلى سنتين قبل وفاته. وقد قال إنه ما جلس له خصمان إلا تبين له أيهما على الحق.
كان كثير النقاش للعلماء في المسائل ومنها مسألة السماعِ وكان ممن يرون جوازه ، وكانت له علاقة وطيدة بالفنان لعور ولد انگذي ، وكذلك الفنان أحمدو ولد الميداح الذي كان كثير الزيارة له.
وكان ممن يحكم بأن إهانة العالم ردة وله في ذلك قصص مشهورة.
وكان خبيرا بطرق القضاء عارفا بمسالكه.
وكان سريع الحفظ قوي العارضة ، في خمسينيات القرن الماضي عند بلدة (بقّاس) دار نقاش ذات نازلة بين العلامة أيمين والعلامة محمد بن عمر بن ابنُ عبدم ، وجرّ ذلك إلى أن كتب محمد بن عمر رسالة من ثماني صفحات وجاء إلى المسجد وبعد صلاة الظهر أعطى الورقات لأيمين وطلب منه أن ينظر فيها ، ونظر فيها أيمين نظرة عجلى تشبه المسح الضوئي وردها إليه قائلا هذه النصوص صحيحة ولكنها غير واردة على النازلة.
فقال له محمد: لعلك يا ألمين لم تقرأ الورقات؟
فقال له ألمين: ناشدتك الله لاتحسدني إن أنا سردت لك فحواها أمام هذه الجماعة ، وكان ضمن الحضور محمد ولد امّين وأحمد ولد الداهي وآخرين ، وطفق أيمين يقرأ ما حوته الورقات وقد حفظها ، ثم أقسم أنه منذ أن بلغ مبلغ الرجال ما نظر في مسودة إلا حفظها وأنه ما حفظ مسودة ونسيها أبدا.
ويروى عن الدكتور محمد المختار ولد اباه أنه حين لقي العلامة محمدو السالم ولد الشين في مدينة تمبدغة ، ذكره حفظه واستحضاره للنصوص بأستاذه أيمين.
ويقول أيمين في السيرة النبوية الشريفة مضيفا لبيتي “قرة الأبصار”:
وشق صدر أكرم الأنام :: وهو ابن عامين وسدس عام
وشق للبعث وللإسراء :: أيضا كما قدجاء في الأنباء
وشق عند العشر يا أخي :: عند أبي طالب الأبي
من شعره التعليمي ، يقول في التوحيد في تعريف الدور والتسلسل:
تقدم الفاعل والتأخر :: عن فعله مانع دور يذكر
ومانع التسلسل المعنى به :: إدخال في الوجود ما لا ينتهي
ويقول في أمهات المستحيل العقلي:
عجل وقتب* أمهات المستحيل:: نظمتها برجز غير طويل
عرو الأجسام من الصفات :: والجمع للضدين من ذا الآتي
لزوم دور وتسلسل كذا :: قلب الحقيقة فتابع لذا
تداخل الأشياء من هذا العدد :: بنوة العقيم من ذاك يعد
*عجل وقتب
ع : عرو الجسم عن الحركة و السكون
ج : الجمع بين الضدين
ل: لزوم مالايلزم
و: وقوع مالايتناهى
ق: قلب الحقيقة
ت: تحصيل الحاصل
ب: بطلان الحصر .
وله في اللغة:
صغار ذنب لمم واللمم :: لجمع لمة بكسر تعلم
ألم أذنب ألم بالمكان :: به أقام زمنا بعد زمان
ويقول في رثاء والده سيدي بن محمد:
الاجتناب وبث العلم والعمل :: والامتثال غدوا بالبير إذ رحلوا
يارحمة الله حلى وسط منزله :: ولا تني يرتويك الوابل الهطل
ويقول في رثاء السيد عبد الله بن محمد فال (اباه) بن باب العلوي
سافر للرحمن مبدأ سفر :: عشية الخميس خامس صفر
قطب زمان الكون من به هدي :: إلى سبيل الرشد عام عشدي
عبد الإله من به نباهي :: في الله لا يرضى بغير الله
عبد الإله لم يكن باللاهي :: ولا بمصغي الأذن للملاهي
في الله خير آمر وناهي :: بالعرف والنهي عن الملاهي
في الحلم والأدب فاق الحنفا :: ونجل عاصم وما توقفا
وزار بيت الله ثم وقفا :: مواقف الحج منى وعرفا
وافى المناسك وزار المصطفى :: صلى عليه ربنا وشرفا
وفي الحقيقة ارتقى وفتقا :: من الحقيقة مكانا رتقا
كم مرتقى فيها ارتقى والوقفا :: عن مرتقاه كلهم قد عوقا
وانتشرت طريقة التجاني :: به ولم يجن جناه جانِ
من ابنه وشيخه الصمداني :: ممد كل شاسع وداني
قطب الزمان منبع الفرقان :: جامع ما جمعه البحران
العربي ونجل بدّي أحمد :: كلا و ما ضاقت به منه اليد
وسندا عن سند وسند :: من سند أقوى ويقوى المدد
ومن شعره الحساني
يقول في وصف حاله في محبته صلى الله عليه وسلم:
حبُّ فالگلب اغلَب طَبُّ :: والينـفَع فيـه ألَّا رَبُّ
الِّ من حاشيـتُ صبُّ :: فالگَـلب ولاه امـهَــنِّينِ
وانِّيـن امَّلِّ من حـبُّ :: ؤلانافعنِ گاع أَنِـينِ
واحـنيـنِ فِيه ألَّا مَنزاد :: ؤعدت امعَمَّر بيه اسنينِ
ؤگَـد الِّ بيــه انـزادُ زاد :: اسنينِ ينزاد أحنينِ
وقد ترجمها العلامة محمدن بن باب بن محمودن بن محنض باب بن اعبيد:
إن قلبا أحب طه الأمينا :: طبه أعجز الأطبا يقينا
وحده الله في الأمور معين :: فعسى أن يكون فيه معينا
وأراني به لو أن أنيني :: سوف يجدي هنا أقاسي الأنينا
وحنيني إليه يزداد يوما :: بعد يوم سنين بعد سنينا
زادني الشوق والحنين إليه :: كلما زادت السنون حنينا
ويقول أيضا:
ماگط أمرَ غابتْ غيبَ :: أجات أمن الغيبَ للخيمَ
للخيمَ جابتْ لمجيبَ :: كيف ال جابتْ حليمَه
ويقول:
لمْراظعْ عنُّ تتكدَّمْ :: وجاتُ من تالِ حليمَه
كشحتْ عن وجهُ وتْبسَّمْ :: يلَّالِي منها تبسيمَه
ويقول أيضا:
المنكم داير يسمعْ ش :: غريبْ إسوّل حليمَه
عن لغنيمَ سابگ تمشِ :: أعاگب لملجِ عن لغنيمَه
ويقول أيضا:
أهل الحارثْ ربَّ حارثْ :: أفگلبِ عزتهم ديمَ
نبغ حليمَه والحارث :: وأبو ذؤيبٍ والشّيمَ
ِ
يقول في شيخه محمد فال (اباه) بن بابَ العلوي
َ
انهار امن اباه اجبرناه :: لْيَسواهْ انهار امن اباه
وانهار امن اباه ليسواه :: امن اباه ال بعد انهار
امن اباه امل والله :: ال هذ هيّ لخبار
ويقول أيضا:
اباه أنتَ وحدك فنك :: متوحد فيه أبلا ثانِ
شيخ اتربّ وأعلَ عنك :: ديمانِي زاد ؤبظانِ
وله:
لفظتْ لشيا خْ إلّ متگادْ :: فيه لكصانِ والدّانِ
ذاك اشتراكُ اللفظِ عادْ :: مع اختلافِ المعاني
ويقول في (الغظفه) سيارة أحمد ولد ابّا:
لَ جات الغظفَه تمتلَ :: من ضعافْ أهل التاگِ
لالتْ ماهِ معطلَ :: واتولِ لِلِّ باگِ
ويقول في محمد فال ولد البناني (امّفالْ):
ما شاطن طولْ التحوال :: وال گصر زادْ امّلي
مَحَدِّ عالمْ بامّفالْ :: والوتَة تمشِ واتولِ
هوّ شِ متعدلْ ينگِال :: هو لاشْ أثرُ مُخَلِّ
ماهُ لاهِ إظرْ التّعدال عند أهل العقدِ والحلِ
توفي ألمين في شهر مارس 1981 عند التاگلالت عن عمر يناهز 107 سنوات هجرية ، ودفن بمقبرة ابير حبل .
وقد رثاه كثير من العلماء والشعراء ، يقول العلامة گراي ولد أحمد يوره في رثائه:
أرانا غافلين عن الوعيد :: وما مزنا الشقي من السعيد
ونركض في الهوى بدءا و عودا :: وما خفنا من المبدي المعيد
نراقب ما اشتهته نفوسنا ما :: نفكر في الرقيب ولا العتيد
وما نخشى المنية وهي أدنى :: إلى الإنسان من حبل الوريد
وعقبى الحي يدفن في صعيد :: وما يغني الصعود عن الصعيد
تولى العالم العلامة المر :: تضى ألمين نجل الحبر سيدِ
تولى بعد ماقضّى زمانا :: أمانا للقريب وللبعيد
فريد العصر ولى عين جودي :: بدمع كالفريد على الفريد
مبيد الجهل عن من جاء يشكو :: بساحته من الجهل المبيد
يقول العلامة المؤرخ المختار بن حامد في رثائه:
ألمينُ بن سيد وا أسفاهُ :: ما نراه ولن نرى شرواه
ذلك العبقري والبحر والبر :: وذاك الأواب والأواه
مومنا كان مسلما كان حقا :: محسنا كان ملهَما تقواه
و عميدا حرا و عبدا مقرا :: أنه لا إله إلا الله
وشبيها أباه في كل فن :: و شبيها أيضا أبوه أباه
هكذا المصطفون إنهم في :: الفضل والعلم والتقى أشباه
سادة فاضلون سِيما هداهم :: ونداهم عنها تَنُمّ الجباه
لا ترى منهم للدراهم عبدا :: بل عبادا لله لا لسواه
و عليهم سكينة ووقار :: ولهم في القلوب ودٌ وجاه
ولهم هيبة و عز وصيتٌ :: وجلال فيهم سرى معناه
إن يثب منهم إلى المجد جار :: هبّ يجري أبناؤه مجراه
مظهر في ديدِ الحفيد وفي ديد الجد البصيرُ يراه
رب عمر أحفاد ديدِ ووفر :: للأمين النعيم في مثواه
ويقول العلامة محمد سالم بن عدود:
أيمّين يامنارة المنزل :: وزينة المحراب والمحفل
يا حامي الإسلام في حيله :: وجهده يا حامل المشعل
من كان يحمي مجدنا دائما :: من كان من طرازنا الأول
من كان يولي جاره عزة :: من كان مثوى الزائر المقبل
من كان في حلفته دائما :: يقابل الصحيح بالمرسل
يبين الإجمال في آية :: قد أشكلت من محكم المنرل
يبين الإشكال في حكمة :: لولاه ظلت غاية المشكل
في ذمة الله وفي حفظه :: في جنة الفردوس في جحفل
يقول الشيخ امين بن فال :
يمينا بالذي منح الأمينا :: لقد فقد الورى كنزا ثمينا
وحيدا في المعارف لا يبارى :: وبحرا قد حوى صدفا دفينا
أمينا حافظا ورعا جوادا :: وحجة دهره عقلا ودينا
فكم بث الرسالة في قلوب :: وبلغها على مر السنينا
و سيرة خير خلق الله منها:: ينابيع الأمين قد روينا
مناقبه إذا تحصى تراها :: تفوق العد عند الحاسبينا
يقول الإداري أحمد بن ابا بن امين:
خالِ ذَمن يوم أعرفناه :: مثل ماگطين ريناه
ماريناه أذاك ابمعناه :: معناه أن ما كيف حد
علم أجود ؤهاذَ شفناه :: وأسمعناه امن ابلد لبلد
بيهل حكم استشكلناه :: لاهِ إبلغ فيه المقصد
كامل الود
سيدي محمد (إكس ولد إكس اكرك)