تقارير

2023.. هل تشهد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟

تظل الحرب الروسية الأوكرانية من أبرز الأحداث في عام 2022، وقد ألقت بظلالها على جميع الأصعدة، فالأضرار الاقتصادية وأزمات الغذاء والطاقة تفاقمت.

 

مع دخول العام الجديد، يبقى السؤال الشاغل، هل ستنتهي الحرب خلال هذا العام، أم تستمر فترة غير معلومة وسط زيادة حدة المعارك؟

 

الآن، مع تقديم واشنطن صواريخ باتريوت إلى كييف وتعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإسقاطها، يمكن أن تدخل الحرب مرحلة جديدة خطيرة.

 

دعم حلفاء أوكرانيا

بعد ما يقرب من 10 أشهر من الحرب، من الواضح أن روسيا لم تحقّق أهدافها بعد، بل حققت أوكرانيا نتائج غير متوقعة مع وجود فارق كبير في الإمكانيات، وبدأ المد يتحول لصالح كييف خلال الأشهر القليلة الماضية بعد الدعم الكبير من حلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

 

عملت الهجمات المضادة الأوكرانية على إعادة السيطرة على آلاف الكيلومترات من الأراضي التي استحوذت القوات الروسية عليها، وكان آخرها في خيرسون.

 

في غضون ذلك، يُظهر تراجع روسيا للدفاع عن مواقعها شرقي نهر دنيبرو كيف تأرجح الزخم لصالح أوكرانيا، وسط تعرض موسكو لضغوط متزايدة في الداخل والخارج.

 

تنوع التكتيكات العسكرية

مع دخول الصراع مرحلة جديدة، بدأت روسيا بالفعل تنويع تكتيكاتها العسكرية، فكانت الضربات الصاروخية في نوفمبر الماضي على كييف والمدن الأوكرانية الأخرى بالإضافة إلى تسرب الغاز والنفط المنظم على خطوط الأنابيب الأوروبية مؤلمة للغاية بالنسبة لأوكرانيا.

 

كذلك الهجمات المكثفة على البنية التحتية الحيوية في البلاد على مدى الأشهر القليلة الماضية، فكانت ملايين المنازل الأوكرانية بدون كهرباء، وهو وضع خطير مع تقدم أوروبا بشكل أعمق في أشهر الشتاء.

 

حتى الآن، تُرجم الدعم المقدم لأوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا، إلى نجاحات ملموسة، وحتى لا تنقلب الأوضاع من الأهمية أن يستمر هذا الدعم في الأشهر القادمة، وفقًا لما ذكرته صحفية واشنطن بوست الأمريكية.

 

توقعات مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية

التوقعات بشأن مستقبل الحرب تسير في طريق يبدو أكثر تشاؤمًا، فبعد أن فقدت روسيا الآن موطئ قدمها في غرب أوكرانيا، سيجعل أي محاولات مستقبلية للتحرك نحو المدن ذات الأهمية الاستراتيجية مثل ميكولايف وأوديسا معقدة بشكل متزايد.

وبعد أشهر من عملية تهدف إلى السيطرة على البلاد بأكملها، تجد روسيا نفسها في وضع دفاعي تحاول فيه تجميد الصراع لفصل الشتاء من أجل تعزيز المكاسب، مع استمرار الحرب بدون نقطة نهاية واضحة، ومن المرجح أن يستأنف القتال العنيف في أوائل فصل الربيع.

وتسببت الهجمات المضادة الأوكرانية في وضع روسيا في موقف ضعيف منذ الصيف، مما أجبر بوتين على الرد خارج ساحة المعركة، ففي سبتمبر الماضي أدت الاستفتاءات في أوكرانيا إلى إعلان الرئيس الروسي عن ضم أربع مقاطعات أوكرانية هم: لوهانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون.

في نفس الوقت تقريبًا، أعلن عن تعبئة جزئية لجنود الاحتياط العسكريين في روسيا في محاولة لتعزيز أفراد القوات المسلحة بنحو 300 ألف جندي.

 

قطاع الطاقة في أوكرانيا

من المرجح أن يكون قطاع الطاقة في أوكرانيا بالفترة المقبلة نقطة ضغط رئيسية سيسعى بوتين إلى استغلالها مع انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، مما سيختبر استعداد حلفاء كييف لتقديم الدعم وسط ارتفاع أسعار الطاقة على مستوى العالم.

 

تسعى أوكرانيا في المرحلة المقبلة إلى توفير المزيد من الأسلحة والتمويل لتسريع تقدم هجماتها المضادة على أمل إخراج روسيا من البلاد بالقوة العسكرية وحدها، ومع تمسك موسكو بتحقيق أهدافها التي لم تُنجز بعد، يبدو أننا في حرب لن تنتهي خلال 2023.

 

ناتيا سيسكوريا، الباحثة الأمنية والخبيرة الروسية، تقول في تصريحات لإعلام محلي، إنه في ضوء التكتيكات العسكرية الروسية، ستلحق الحرب المطولة بالتأكيد أضرارًا إنسانية واقتصادية هائلة بأوكرانيا، ومع وجود عجز في الميزانية يبلغ 38 مليار دولار لعام 2023، يعاني الاقتصاد الأوكراني بالفعل من ضغوط لا يمكن تحملها.

 

نظرًا إلى أن الصراع يبدو أنه سيستمر، يمكن بسهولة تقويض الأداء القوي في ساحة المعركة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة بشكل متزايد، مما سيرجح كفة الدب الروسي إذا توقف الدعم المقدم لأوكرانيا.

 

alyaum.com


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى