آراء وتحليلات

ثانيا: رد المهدي ولد أحمد طالب على المقال الذي أغضب جميع الموريتانيين

وقفت على أحرف جمعتها لوحة مفاتيح شلاء طبعها أحد المعتوهين يدعى محمد ولد الطيب ــــ تفاؤلا ــــ قد عنونت [بلاد شنقيط مقبرة العلم والإيمان ] وقد جمع في هذا المقال من السب والشتم لساكنة الأرض ما يعجز الشيطان عن وصفه وقوله وعليه أقول : الكثير زار موريتانيا لطلب العلم الشرعي كما يبدو من حالك أخي الكريم ، لكن العقوق وكفران العشير لست أول من بدأ به وجاء به فقد سبقك الشيطان لهذا .

حسب زعمك أن الشيخ الددو هو من حفّزك للقدوم وشجعك عليه عبر الفضائيات وعبر رحلاته إلى دول الخليج والتي يبدو أنك من إحداها ….

لقد رفع الله ذكر موريتانيا منذ قرون من الزمن وشع نورها في الأقطار عبر علمائها ومصلحيها ودعاتها ومرشديها ….

لن أذهب معك بعيدا وسأضرب لك نماذج حية وشاهدة على ما أقول :

1ــــ ألم يكن محمد محمود ولد التلاميد التركزي المرشد الأول للسلطان عبد الحميد الثاني في بداية القرن التاسع عشر ؟ ألم يطلب ملك النرويج حينها محاجة علماء الإسلام شريطة أن يكون على الوفد ولد التلاميد ؟

2 ـــ لمجيدري ولد حبيب الله أليس هو المعلم الأول لمحمد ابن عبد الوهاب النجدي ومنه أخذ السلفية ؟

3ـــ آب ولد أخطور(صاحب الأضواء ) أليس هو منقذ بلاد الحجاز من الجهل المطبق والمركب ؟

4ــــ ألم يقل الإبراهيمي الجزائري حين زار المدينة المنورة أنه لم يجد من يستحق الجلوس معه غير حبيب الله بن مايابه الجكني ؟؟؟ لا أريد أن أطيل في هذه النقطة .

ذكرت قاعدة أن موريتانيا تعيش في جانب والعالم الآخر يعيش في جانب ….

من له أبسط إطلالة بالتاريخ يعرف أن البعد الصحراوي والجغرافي الذي تعيشه موريتانيا جعلها تعيش بمعزل عن الارتدادات والهزات الفكرية التي شهدها العالم الاسلامي من عهد الموحدين إلى يومنا هذا .

زعمت أنها نصيحة …….. وهل تكون النصيحة بالتشهير ببلد له قدسيته الثقافية والاجتماعية وحتى الوطنية ؟؟؟

نحن لا نستغرب من الدخلاء الذين ينظرون بنظرة السوء غير هذا فقد قدم إلى هذه البلاد قبلك أحد مندوبي فرنسا من أجل التعلم وهو في حقيقة أمره أحد عيونها .

زعمت أنك قدمت إلى هنا بعد أن تركت الماجستير ووو ، وأي ماجستير بحوث مسلولة وأفكار مسروقة ومحرك البحث ” كوكل ” هو المرجع الأول ….

زعمت أنك بكلامك هذا تقيم موريتانيا ومن أنت حتى تقوم بهذا التقويم ؟ حدثنا عن نفسك وأفصح عن دولتك لنخرج لك مجلدا عن كل نقطة أثرتها هنا عنها ؟

موريتانيا ليست بحاجة للأجانب ولا لغيرهم والنتيجة في النهاية لكم أيها الجهلة لو كان في بلدانكم علم لما قدمتم إلى هنا ؟؟؟

في محاضر موريتانيا يدرس العرب والعجم منذ قديم الزمان وقضية كون العجمي لا يفهم ما يُدرّس له نابع عن تقصير منه لا من مُدرسه ومُعلمه …..وغالبية من ينسبون إلى العرب أكثرهم من الجزائر والمغرب وتونس وأكثرهم أتباع الربيع بن هادي المدخلي ومُقبل ومحمد ناصر الدين الألباني ــ رحمه الله ــــ همُّهم الوحيد هو التشهير والطعن في العلماء مع جهلهم بمبادئ الطهارة والصلاة ، والأشرطة التي ذكرت غالبيتها دروس من تقريع العلماء لمحمد المدخلي والربيع ومن على شاكلتهم.

أما كلامك عن العادات والتقاليد فالذي لا يخالف الشرع منها لا حرج فيه ولكل بلد عادات درج عليها من قديم الزمان ، والذي يخالفه يسعى الجميع إلى التخلص منه ومن آثاره وقد كتب في هذا علماء مثل أحمدُ ولد أحمذي وكذلك حمدا ولد التاه ووو … المجتمع الموريتاني ليس مجتمعا ملائكيا وليس بهذه الدرجة من السوء .

أما قولك أن سفير بلدك ذكر لك أشياء أعظم من هذا ؟ حدده لي كي أخرج لك ملفا بفساده الأخلاقي وفساد عشيرته وكل السفراء هنا يعلم الجميع أفعالهم .

أما قولك أنّ ابن بطوطة ذكر أشياء عن ساكنة هذه الأرض قديما ووصف نسائها بعدم الحياء وأشياء أخرى …. أقول لك هل تعتبر ابن بطوطة مصدرا يرجع إليه في التاريخ ؟ ألم يقل أنه رأى ابن تيمية ـــ رحمه الله ـــ في الجامع الأموي يعلم طلابه بأنّ الله ـــ عز وجل ـــ ينزل في الثلث الآخر كنزوله من كرسيه ، وحينها أفتى علماء المشرق بزندقة ابن بطوطة ووصفهم له بالكذاب الأشر ، ألا يمكن أن يدرج هذا تحت تلك الاتهامات ؟ وهل نحن نتحمل تبعات جرائر لها قرون من الزمن ؟

أما قضية أمالي السيوطي إن صحت فهي رأي عالم مجتهد وقد فنّد حماه الله ولد السالم أستاذ التاريخ في جامعة انواكشوط زيارة السيوطي لهذه البلاد وقال إنها كذب وزور …

وزعمك أن الأمين الشنقيطي قال ” موريتانيا مقبرة الإيمان ” قال كذلك هناك علوم درستها في موريتانيا لم أجد من يعرفها خارجها ….. وقال حماد الأنصاري ــــ رحمه الله ــــ أهل المغرب عموما لا يدرسون أي كتاب غير منظوم سوى كتاب الله ومختصر خليل ….إشادة بمدى تركيزهم على المحفوظ .

وأخيرا خلص مقال لوحة المفاتيح إلى الحياة العلمية …

1 ــــ النحو :

زعم الجاهل أن محاضر موريتانيا لا تدرّس غير متون في النحو خالية من شروح قطر الندى والأشموني ………. هذا كذب وافتراء غالبية محاضر الجنوب والوسط الموريتاني تدرس ألفية ابن مالك والكافية مع كل ما كتب في الباب من شروح ودواوين وحتى قواميس ولكن الحقد يعمي وأنصحك بمطالعة كتاب ” النحو في النوادي الشنقيطية ” لمحمد ولد بتار وحينها تكلم عن جهل الشناقطة بعلم النحو ؟

2ــــ أصول الفقه :

زعم أن المحاضر لا تُدرّس غير الورقات والمرتقى والمراقي ونادرا الكوكب الساطع … وأنهم لا يعتنون بالشروح ……. إذا درس الطالب مراقي السعود لن يحتاج إلى أي مسألة أصولية ولعلمك هو تلخيص لجمع الجوامع للسبكي الذي احتوى أكثر من مائة مصنف في الأصول وكل الكتب التي كتبت بعده لا تعدوا عن كونها تكرار ممل … أين أنت من آلاف الأنظام الموريتانية في علم الأصول ؟ أنصحك بمطالعة كتاب ” تاريخ أصول الفقه في المحظرة الموريتانية ” لأحد خريجي المعهد العالي وكذلك كتاب محمد المختار ولد اباه ” مدخل إلى أصول الفقه المالكي ” وحينها تكلم عن جهل الشناقطة لأصول الفقه .

3ــــ العقيدة :

زعم أن المحاضر الموريتانية لا تعرف غير إضاءة الدجنة وهي العقيدة الأشعرية تلميحا منه ….. أين أنت من تدريسهم لعقيدة أبي زيد القيرواني ؟ وأين أنت من عقيدة محمد سالم ولد عدود ؟ موضوع العقيدة السلفية يطول ولعلك تراجع كتاب ” السلفية وأعلامها في بلاد شنقيط ” وحينها تكلم عن إضاءة الدجنة ؟

4ــــ علم الحديث :

زعم أنّ علم الحديث كاد أن يكون معدوما في هذه البلاد وقال إن الأعمال هنا فردية …. أخي الكريم يبدو أن المنطقة التي زرتها ليست من موريتانيا ، النسخة المعتمدة في ألفية العراقي في علم المصطلح من هو صاحبها ؟ أليس صاحب كتاب ” الصوارم والأسنة في الذب عن السنة ” لولد أبو مدينة وهي ثاني نسخة معتمدة في العالم الإسلامي ، ألا يُدرّس في المحضرة الموريتانية أكثر من أربعين متنا في علم المصطلح ؟ أين أنت من نظم الشيخ بداه ” الحجر الأساس لمن أراد الاقتداء بسيد الناس ” لعلك تراجع رسالة الدكتور محمد الحافظ ولد المجتبى ” الحديث الشريف رجاله وعلومه في بلاد شنقيط ” وحينها تكلم عن جهل الشناقطة لعلم الحديث؟

5 ــــ علم التفسير :

زعم كذلك أن علم التفسير شبه مفقود من هذه البلاد …. أين أنت من تفسير ولد أحمدُ ذي الحسني ؟ أين أنت من كتاب “الريان ” لمحمد ولد محمد سالم ،و” إنارة الخير ” سيد ولد ابه وكتاب ” الفروق ” لولد مايابه وكذلك ” الريان في المعاني والألفاظ ” لمحمد ولد محمد يوره و أين أنت من أضواء البيان ؟ ومن الذي وضع مناهج التفسير في الأزهر أليس محمد محمود ولد اسلمُ ومن الذي وضع مناهج التفسير في الجامعة الإسلامية أليس محمد الأمين الشنقيطي ؟ ومن أين أخذ محمد بن ناصر السعدي تفسيره أليست محاضرات محمد الامين ولد المختار الشنقيطي البغدادي أيام مقامه بالقصيم ؟ لعلك تراجع كتاب ” من جهود الشناقطة في التفسير ” لمحمد بن سيد محمد بن مولاي وحينها تكلم عن جهل الشناقطة بالتفسير ؟

6 ـــ علم القراءات :

زعم المسكين أن علم القراءات علم معدوم في هذه البلاد وكذلك علم التجويد ……. هناك محاضر اختصت بتدريس علوم القرآن كمحضرة العون في العاصمة وكذلك محظرة الشيخ ولد الشيخ أحمد وفي الوسط الموريتاني هناك محاضر تدرس نص الشاطبية كمحظرة ” الارشاد ” في قرية ” لغظف ” وكذلك في قرية ” اونجية ” وأول من قدم بها إلى المنطقة هو الشيخ محمد ولد شيخن ولد امرابط اباه قادما من مدينة تيشيت ومصدرها مصر بعد ذلك ، وفي علم التجويد هناك نظم لمحمد مولود الجوادي اليعقوبي وهو نظم متداول بين طلبة العلم ، وفوق كل هذا رسم العلامة ولد مايابه وكذلك رسم الطالب عبد الله المعتمد بل الأول في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف في المدينة المنورة ، أنصحك بمراجعة كتاب ” القراءات القرآنية في بلاد شنقيط ” للأستاذ يحي ولد حمود وحينها تكلم عن جهل الشناقطة بعلم القراءات ؟

7ـــ القواعد الفقهية :

ومما زعمه أن علم القواعد الفقهية مفقود هنا …. حفظ الله الإمام أحمدُ ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن حين قال [ موريتانيا لا تحتاج إلى علم وافد من الخارج ] نعم لعلك لم تسمع عن نظم الإمام أحمدُ ولد لمرابط في القواعد الفقهية والذي يزيد على ثلاثة آلاف بيت وكذلك نظمه “الناسخ والمنسوخ ” وكذلك أنظام قواعد المقري المالكي المنتشرة في أذهان العلماء …

زعم أن قراءة القرآن قاصرة على الحفاظ وأن أصواتهم سيئة وآذانهم أسوأ وحتى الغناء ….. أعتقد أن جمال الصوت من عدمه مسألة راجعة إلى أذواق الناس وطبائعهم وهي مسألة فطرية لا دخل للبشر فيها وتمطيط الأذان المنتشر في الخليج من المكروهات ….. أما سوء أنغامهم الموسيقية فنحن لسنا بحاجة إلى مسابقة ملكات جمال الصوت !

أ ــــــ طريقة التدريس :

زعم أن طريقة التدريس هنا شاذة عن العالم وأن الطالب لا يتجاوز غالبا عشرة دقائق ……. أخي الكريم فاقد الشيء لا يعطيه أين طريقة تدريس بلدك إن كنت به أصلا …. طريقة التدريس هنا غالبا على المذاكرة بين الطلاب أنفسهم الأقوى يعلم الأضعف والمتضلع يدرّس من دونه وأحيانا لا يحتاج الطلاب إلى الشيخ إلا لفض النزاع في مسألة معينة ، هذه الطريقة وجدت منذ قرون ولا يمكن لنكرة أن يغيرها اليوم .

ب ـــــ طريقة الوعظ واللهجة الحسانية :

زعم أن الخطباء هنا لا يتقنون الوعظ وأن التدريس غالبا يكون باللهجة الحسانية التي وصفها بأنها ” ساقطة ” ….. أخي غالبية المجتمع كان يعيش على ثقافة البدو الرحل ولهذا الكثير من علماء البلاد أسقط عنهم صلاة الجمعة بل خصّهم أحد العلماء بكتاب وهو كتاب ” البادية ” للشيخ محمد المامي وعليه فغالبية المجالس لا تخلو من تعليم وتدريس ــــ ومن جالسهم حق المجالسة يعرف هذا ــــ فالأطفال الصغار يحكون قصص خالد وحمزة وعلي رضي الله عنهم ، والكلام بالفصحى فيه نوع تشديد على العامة ولهذا درج العلماء على التدريس بلهجتهم ، وكون الحسانية لهجة ساقطة …. السقوط عادة لا يعرفه إلا من جربه “فكل إناء بالذي فيه يرشح” وعليه حدد لنا لهجتك حتى نقارن بها لهجتنا عند مجمع اللغة العربية في دمشق !

د ـــ التأليف عند علماء شنقيط :

زعم أن ابن عاشر والاخضري وخليل ووو كتب مستوردة …. وأن العلماء هنا لا صلة لهم بالنوازل الفقهية …. هذه الكتب نجلها ونحترم أصحابها ونرى لهم الفضل علينا بعد الله لكن … في نظرك هل الإسلام دين يتجزأ حتى يكون لنا منه جزء ولكم منه جزء ؟ أين الكتب التي يتبجح بها علماء بلدك .؟ ألم يصدر الأزهر فتوى بتحريم طباعة هذه المنشورات ـــ المكتوب عليها يهدى ولا يباع ــــ والتي شغلت الناس عن الكتب الأصيلة ؟ ثم أين التجديد في العلوم الشرعية الذي تنادي به ؟ وقضية النوازل لعلك لم تسمع بنوازل الشيخ سيد عبد الله ولد الحاج إبراهيم العلوي ولا نوازل ابن مايابه الجكني ولا أحكام الجراحة الطبية لمحمد بن محمد المختار الجكني ؟

هـ ـــــ الأراجيز الشعرية :

زعم أن غالبية الأنظام الموريتانية أراجيز وأن الرجز حمار الشعراء وووو ….. سيدي الكريم قضية الشعر في هذه الأرض بجميع أوزانه قضية لا يجادل فيها إلا معتوه أو مكابر من لم يقل الشعر من ساكنة شنقيط فحتما يحفظ معلقاته وقصائد ابن الضبي وأنصحك بمطالعة مقال بعنوان ” الأراجيز في الثقافة الموريتانية ” لعز الدين ابن كراي ابن أحمد يوره وأنصحك كذلك بكتاب ” نشأة الشعر الشنقيطي وعملية التعرب خواطر وأفكار ” لأحمد ولد أمبيريك وحينها تكلم عن حمار الشعر الشنقيطي ؟

ر ــــ الكلام عن الأمين الشنقيطي وابن بيه والددو :

زعم أن علماء موريتانيا لا يعرفون النوازل الفقهية وإنما يكتفون بما ورد في خليل …. وأن أفرادا قلائل درسوا في المشرق وتعلموا التفسير والمقاصد …… لم أقف على من يشار إليه بالبنان في معرفة التفسير والمقاصد ـــ على حد علمي ـــــ في المشرق والأمين الشنقيطي بشهادة ابن عمه أحمد بن المختار الجكني ـــــ المدرس في معهد الحرم المكي ــــ حدثني مشافهة أن الأمين لم يتعلم حرفا بعد أن تجاوز البحر الأحمر والسؤال على من تعلم ؟ ابن بيه تلميذ المحظرة الموريتانية وابنها البار لم يتعلم حرفا خارج المحظرة اللهم المطالعة الشخصية لكتابات الآخرين ، الشيخ الددو أيام مُقامه بجامعة الإمام كان يُدرّس في الليل من يدرسونه في النهار ، وأنصحك بكتاب ” رحلة الحج ” للامين الشنقيطي والاستماع لبرنامج ” سوانح الذكريات ” في قناة دليل مع الشيخ الددو وكذلك حياة العلامة عبد الله ابن بيه في قناة العربية وحينها ستعرف أين تعلم ودرس هؤلاء ؟

وعلم المقاصد عرفه الشناقطة قبل دكاترة الخليج فهذا الشيخ ماء العينين ناظم الموافقات في أربعة آلاف بيت سماه ” المرافق في نظم الموافق ” وحمدا ولد التاه يلخصه ويقربه في كتاب عنده ! وكلام القراضاوي في كتابه ” دراسة في فقه مقاصد الشريعة ” أن علماء المشرق أقرب إلى الظاهرية من فلسفة المقاصد وأنهم لا يعرفون هذا العلم ! لأن علم المقاصد يعتمد في المقام الأول على الأصول والمنطق وهذا شبه مفقود هناك، أنصحك بالاستماع لدروس ومحاضرات الشيخ محمد المختار ولد امباله ــــ مستشار الرئيس ــــ وحينها تكلم عن جهل الشناقطة بعلم المقاصد ؟

زــــ الكلام عن طلبة العلم :

زعم أن الطلاب لا يرجعون إلى الكتب ولا يعرفونها وإنما يكتفون بالتعليقات دون فهم …. قضية شوق وشبق الموريتانيين بالكتب ليست مسألة تحتاج إلى دليل أو برهان ، الكل يقرأ ما على الجدران والجرائد فضلا عن الكتب والمخطوطات وأنصحك بقراءة مقال كتبه الأستاذ الأديب الشيخ سيد عبد الله بعنوان ” الشناقطة والكتب … قصة عشق إباحي ” وحينها تكلم عن جهل طلاب وعلماء موريتانيا بالكتب ؟

ص ـــــ العطلة والإجازة في المحظرة :

زعم أن المحاظر لها عطل في شعبان ورمضان وفي الأعياد والمولد وووو….. المحاظر الموريتانية تختلف حسب الأمكنة فمنهم من لا يعرف وقتا للعطلة ومنهم من يقررها تخفيفا على طلبة العلم وما العيب في هذا أصلا ؟ وهناك نموذج حي يرزق وهو العلامة محمد الأمين ولد الحسن شيخ محظرة العون أيام دراسته في منطقة الجنوب الموريتاني أمضى 12سنة ولم يرجع إلى أهله وكذلك الشيخ محفوظ التاكنيتي ذهب إلى محظرة ولد فحف وأمضى 6سنوات لم يرجع إلى أهله وهؤلاء على قيد الحياة أحدهم يتحدى من يأتي له بكتاب يعجز عن تدريسه فخرا وتحدثا بنعمة الله عليه . ض ــــ التدين والعادة :

زعم أن التدين هنا أكثره عادة من مسألة تعبد وأن العلماء والعامة هنا سواء وأن الحياء لا وجود له لدى نساء هذه الأرض وأن العلماء لا يعتنون بمظاهرهم أثناء التدريس ووو ….. أعتقد أن ميزة التدين هنا صبغة تجدها في أتباع كارل ماركس و أصحاب المذاهب الفكرية كاليسارية والعلمانية … وهذه ميزة لن تجد مثلها في مكان آخر …. إذ أن التدين متجذر بشهادة أصحاب التنصير والمبشرين الذين زاروا هذه الأرض ولهذا عجزوا عن تنصير فردا من مواطني هذه الدولة بشكل علني ، وقضية لباس العلماء هنا يميلون غالبا إلى البذاذة وعدم حب الظهور والشهرة ولهذا يتميزون بالبساطة ويفضلونها على ” البشتات ” والأبهة الخليجية .

أما حياء النساء لضعف الإمكانيات الاقتصادية يجلسون غالبا مع والدهم ـــ المدرس ـــ وأحيانا يشاركن في عملية تدريس صغار الطلبة ، أما غير بنات العلماء فهم كعامة الناس منهم الصالح والطالح وهذه سنة كونية لا يمكن لنكرة أن يغيرها .

ذكر أن الصلاة يكثر فيها الالتفات والحركة المفرطة … أين كنت أثناء الصلاة وكيف عرفت أنهم يلتفتون ؟

ذكر أن المحاضر يكثر فيها شرب الدخان واللواط ووو…. أعتقد أن هذه فرية يستحق صاحب الحد إن لم يأتي بأربعة شهداء ؟ وحين نتعرف عليك سنرفع عليك دعوى دولية حيث اتهمت أبناءنا وبناتنا بما لا يليق بشعب عُرف بسلامة الضمير وكرامة المنبت وأصالة الثقافة والتاريخ ! ك ـــ الإيمان والكساد :

زعم أن الإيمان منعدم هنا وأن رمضان لا وجود له وأن الطلاب الأجانب ضعف إيمانهم حين قدموا إلى هنا وووو….. قضية ضعف إيمانكم من قوتها شيء يرجع إليكم في المقام الأول فلا أحد هنا سيفرض عليك قيام الليل ولا صيام النهار ، وأعتقد أن من صام رمضان في موريتانيا وصامه في غيرها سيلاحظ نقاطا منها :

ــــ حرص الجميع على الصوم .

ـــــ تلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار .

ــــ أغلب المساجد هنا تختم القرآن عكس ما يجري في دول الخليج فلا مسجد يختم القرآن غير الحرمين الشريفين .

ــــ روضة الصيام في الإذاعة وبرامج التلفزة يستمع لها دول الجوار شهادة منهم لله ثم للتاريخ .

ــــ حرص الجميع على معرفة أحكام الصيام .

وأما زعمك بأنك كدت أن تصاب بالجنون فأبشرك بأن الحبال متوفرة ولله الحمد وجذوع الأشجار متوفرة كذلك !

ل ـــــ تبرعات الخليج :

زعم أن تبرعات الخليج لطلاب المحاضر تذهب سدى وكأنه قيم عليها ….هناك من المحاضر من يدرس طلاب العلم قبل نفط الخليج ولا يعرفهم أصلا ومحضرة الشيخ ولد فحف خير شاهد على ما أقول وغيرها كثير …. والقراصنة الذين يأكلون باسم الدين في كل مكان وزمان !

ع ـــــ المشايخ والأسانيد :

زعم أن المشايخ والعلماء لا أسانيد لديهم وكأنه أحاط بهم وبما عندهم ……. قضية الأسانيد في غير القرآن والحديث لا تجدي صاحبها شيئا وهي في حق القرآن والحديث فضيلة وندب ولم يقل عالم ولا جاهل بضرورة وجوبها وعليه حين تذهب إلى محضرة آل عدود وآل محمد ولد محمد سالم المجلسي ستجد الأسانيد إن كان مقصدك من العلم الأسانيد وإن أحببت أجيزك من مكاني هذا بالكتب التسعة الحديثية .

وقفته مع مركز تكوين العلماء :

زعم أن مركز تكوين العلماء لا يرقى إلى المستوى وأن بضاعته مزجاة ….. وأن أساتذته يدرسون ما لا يعرفون وأن لا أحد منهم له شهادة عليا …. أخي الكريم يبدو من كلامك أنك عالم من كل فن فلمَ أتعبت نفسك ومالك بالذهاب إلى أرض يسكنها الجهلة والفساق والشذاذ؟ أعتقد أن مركز الشيخ الددو يحاول أن يقارب ويسدد وهو في طور النشأة والحكم عليه جزافا هكذا ليس من شيم المنصفين وأهم نقطة نصّ عليها ميثاق المركز هو مواكبة طلاب المحظرة للعصر لا غير ومن فهم غيرها عليه أن يأخذ أمتعته ويرحل ؟

الطلاب في كل مكان من العالم لا يعكسون الصورة النمطية للمؤسسة التي يتبعون لها فمنهم المجد ومنهم الكسول …. والمناهج التعليمية عبر العالم تقول هذا ، وذهابك عن المركز لا أعتقد بأنهم علموا بمجيئك فضلا عن ذهابك وقضية تسويق الددو للمركز حسب زعمك في الفضائيات من أجل التبرعات هذا تجريح وخدش لعالم بلغ درجة الاجتهاد شهد بها القاصي والداني ، ويبدو أن بينك مشكلة شخصية مع فكر الددو لا غير ، وهو مستعد لنقاشك إن أحببت ؟ وكلام الددو عن محاضر موريتانيا لم يقله وحده لعلك ترجع إلى كتاب ” شنقيط أرض المنارة والرباط ” للخليل النحوي حفظه الله وحينها احكم على محاضر موريتانيا بالفشل ؟

حفظ الموريتانيات لخليل :

لقد زمجر صاحب المقال حول قضية ذكرها الشيخ الددو عن نساء موريتانيا بأنهن يحفظن المختصر وبعض كتب الحديث …. هذه القضية التي ذكر الددو لعل له بينة وإلا فلن يقولها جزافا . أما قضية حفظ علماء موريتانيا للكتب الستة من عدمها فهذا شيء لا يتعلق به فرع ولا أصل عليك أن تحفظ الأربعين النووية وتترك عنك غيرك ؟

العنصرية تجاه السود :

أولا نقاش هذه القضية بالنسبة لي ساقط فالأحمر والأسود هنا سواء ولا عنصرية تذكر وقوانين الدولة واضحة للعيان والأخطاء الفردية لا يتحملها الجميع ولا أدل على كذبك من قولك أن في الإدارة يوم للسود ويوم للبيض ……

قضية أصول الشناقطة :

خاض في أصول الشناقطة زاعما بأن نسبة 60% بربر وأن العرب بياضهم ليس ذاك البياض المعهود ووو …….. أخي الكريم لا أدري هل قدمت هنا لدراسة العلم الشرعي أم قدمت لتتأكد من بربرية موريتانيا …. أعتقد أن هذه النقطة قد تكلم فيها من هو خير مني ومنك ألا وهو ابن جرير الطبري حيث أكد في كتابه ” تاريخ الأمم والملوك ” أن البربر من أصول كنعانية ولا يشك عاقل في عروبة الكنعانيين ، ثم أليس من الجاهلية الطعن في الأنساب ؟

أخلاق المجتمع الموريتاني :

زعم أن المجتمع الموريتاني لا حياء له ولا يعرف غير التورية والنفاق ….. وأن الطلاق هو المنتشر وأن المرأة هي صاحبة الكلمة وأن الرجال لا غيرة لهم ….. أخلاق المجتمع الموريتاني نابعة من دينه وفطرته ودول الجوار هم خير شاهد عليها لا غريب مقطوع الأصل والفرع …. وقضية الطلاق حكم أباحه الشرع فنحن أحكامنا ليست نابعة من الكنيسة التي تفرض على الزوجين البقاء في العصمة ……والمرأة مكرمة ومبجلة عندنا وقد حض النبي عليه الصلاة والسلام على الاعتناء بها ومن هذا المنطلق نكرمها تطييبا لخاطره عليه السلام ، ونحن لسنا كالبدو الذين يمنعونها حق ميراث أبويها …

الشهادة المجروحة :

زعم أنه يشهد الله على أن المجتمع الموريتاني شاذ أخلاقيا وثقافيا وفي كل شيء ….. يقول ابن فرحون في تحفة الحكام أن مجهول النسب والأصل والفرع لا تقبل شهادته وكذا قالها ابن القيم في كتابه ” الطرق الحكمية ” والكثير من الموريتانيين لم يشعر بقدومك فضلا عن ذهابك ، نكرة تعلقت في جلد ثور وحين أرادت الذهاب قالت له تماسك سأذهب ؟ أجابها لم أشعر بقدومك ! هذا ما تسني الرد عليه والباقي سأريح الملائكة من كتابته وعليه فصاحب المقال يتلخص أمره في نقاط منها:

1 ـــ أن غرضه لم يكن طلب العلم الشرعي .

2 ـــ أنه جاء وفي قلبه حقد على ساكنة الأرض ولهذا أراد أن يرتوي من معين أوساخها .

3 ــــ أن الصورة السيئة التي نقلها إن صحت فهي صدرت من أناس لا يمثلون ثقافة موريتانيا .

4 ـــ أن له حقد دفين مع شخصية الشيخ الددو ولهذا جاء ليتأكد من داخل مركزه وينقل خبره لغيره وهو بهذا يمثل شخصية مشبوهة .

5 ـــ أن ملتقى أهل الحديث الذي نشر فيه هذا الكلام أهله معروفون بالطعن في العلماء والتنقيص منهم ولهذا وجدوا ضالتهم في ما كتبه صاحب الاسم المستعار


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى