الأخبار

سيداتي ولد احمد ينج من أبرز شخصيات الوفاء والتضحية في هذا الوطن  

 

نتيجة للظروف الحالية التي يعيشها البلد في آخر السنة من احتفالات بالأعياد كعيد الاستقلال الوطني وعيد المولد النبوي، وتماشيا مع ما قال الرسول الأعظم، عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم، “أمرت أن أنزل الناس منازلهم”، اختار موقع المحقق خدمة منه للرأي العام الوطني، وإبرازا لدوره الأخلاقي والمهني، أن يتناول موضوعا يلقي فيه الضوء على بعض الشخصيات الوطنية، التي كانت مصدر ثراء للوفاء والتضحية، وكانت لها إسهامات متميزة في تأسيس الدولة إبان المراحل الصعبة التي مرت بها البلاد.

نذكر من بين هذه الشخصيات شخصية وطنية خدمت البلد في ظروف صعبة، عملت في الجيش الوطني، كانت مسئولة عن الطب في فترة حرب الصحراء وفي أيام عسيرة على الجيش، وهي الحقبة التي عرف فيها الرجل بقوته وشموخه واعتداله ووطنيته ووفائه للوطن وأهله.

كانت خدمته خدمة وطني مخلص للأهل والأحبة والوطن، عمل وقدم كثيرا من التضحيات في أيام الحرب، مما جعل القادة الكبار يروضون على دوره وعمله ويعطوه اعتبارات خاصة واصل عمله العسكري بجد ومثابرة وإخلاص.

عرف لدى الضباط الكبار بالديمومة والمواظبة على العمل وخدمة مرضى الجيش في أيام صعبة يحتاج فيها الجيش إلى وطنيين أحرار مخلصين مثله.

في خضم التجربة والعمل الذي تابع في الجيش الوطني لعدة سنوات، خرج خروجا مشرفا من الجيش باعتراف من القادة والضباط الكبار، واتجه بعد ذلك إلى العمل الإنساني على الحدود الموريتانية المالية، عمل في جبهة العمل الاجتماعي والصحي.

ظل مسئولا طبيا واجتماعيا في أكبر مراكز اللاجئين في نفس الحدود، الموريتانية المالية سنة 1992، هذه التجربة المدنية في الحقل الإنساني، كان لها ما لها في تشكيل شخصيته لتضيف له بعدا اجتماعيا هاما.

اعتنق بعد تجربته الإنسانية وعمله في الجانب الإنساني العمل الإداري، ليسهم فيه بإسهامات كانت متميزة ومتنوعة، حيث تولى الأمانة العامة لبلدية “غابو” على المنطقة الحدودية مع جارتنا الشقيقة السينغالية.

أضافت هذه التجربة له إضافات قوية في مجال التسيير الإداري، وأظهرت مدى قوته في التسيير ومركزته للملفات وتعامله معها بالحبكة والحنكة والتفاني والإخلاص.

 

نلقي الضوء بشكل لا فتة على تجربته إبان المرحلة التصحيحية، التي قادها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، التي برز فيها بروز الشمس في القيلولة على أكثر من صعيد خدمة للوطن ووفاء للوطنية والتضحية.

إن المتتبع للمراحل التي مر بها الرجل يدرك أنها كانت كلها مراحل مشرفة، وكانت حافزا كبيرا في تكوين شخصيته التي امتازت بالكثير من العطاء العملي والحيوي، وامتازت بالجد والمثابرة والديمومة على العمل.

نتيجة لتحركه السياسي ولما قدم خلال هذه الفترات المتنوعة على الصعيد الوطني طلب منه الأهل النزول إلى الساحة السياسية المحلية، وأن يتولى عنهم المسئولية ليكون من يمثلهم في المحافل الوطنية، استجاب لذلك ونزل عند رغبة أهله وأحبته مثلهم أحسن تمثيل نسجت خيوطه المبادئ القوية  للتضحيات المتكررة من أجلهم ومن أجل مصالحهم.

أما عن تدخله في السياسة المحلية فكان ينصب في مصالح مجموعته اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وهو ما جعل المجموعة تستهدفه شخصيا وتمنح الثقة وتعتبره قائدا ميدانيا راسما لتوجيهاتها على أكثر من صعيد.

نلفت انتباه الجميع إلى أن المجموعة، التي يقودها مجموعة قوية تنتشر انتشارا واسعا في منطقة الحوض الشرقي، وبالخصوص مقاطعة باسكنو.

بعد كل هذا وذاك عمل إبان تأسيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، مديرا لتشريفات رئيس الحزب، وهو المنصب الذي مزال يشغله إلى حد كتابة هذه السطور، ولا يختلف اثنان في أنه كان الشخص المناسب في المكان المناسب.

نذكر هنا أن مديرية التشريفات هي الواجهة الحقيقية للحزب، التي تتلقى جميع الألوان والأعراق وأشكال الناس، ولا يستطيع أحد أن يحافظ عليها لمدة سنوات إلا شخصية وطنية تمتاز بالصرامة والقوة.

لقد بقي في مكانه يزاول مهامه رغم ما شهد الحزب من تعديلات أطاحت برؤوس كبار وشخصيات سياسية، نتيجة لهذه الفترة والتجربة الطويلة في هذا المنصب،  يتضح مدى امتلاك الرجل للحنكة السياسية والمرونة، التي ظهرت بشكل جلي في عمله وتعامله مع الآخرين.

بعد سردنا للمراحل المهنية والمناصب الإدارية والأعمال السياسية، التي قدم الرجل إبان تجربته من تضحيات جسام  نطرح السؤال التالي هل القيادة العليا لهذا البلد كافأته على مجهوده الكبير أم لا؟ وإذا كانت ما زالت تنتظر فلما ذا الانتظار.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى