آراء وتحليلات

مساهمة في اثراء النقاش حول الحوار المرتقب / الهيبة ولد سيد الخير ‏

ان تسيل دمعة او تجري محاسبة وان أجريت غالبا ما تعجز عن تحديد مسؤول بعينه؛
• عدم احترام او غياب طرائق العمل: لا توجد طرائق عمل او بروتوكولات او إرشادات او ممارسات فضلي متفق عليها، يمكن الركون اليها، تسمح بضبط وتوجيه مسار العمل نحو الطريق الأمثل.
على ماذا سنتحاور؟
يتضح من خلال سمات الازمة واسبابها انها ذات بعد سياسي، ويعود في الأساس الي طبيعة إدارة الحكم، فبعد ان كان نظام الحكم يستند على الحزب الواحد لما قيل و1978 لقوة السلاح لمرحلة ما ب ين1978 و1991، مما قلل من دائرة المطالبين بأثمان دعم الاستقرار السياسي، أصبح فجأة عام 1991 يعتمد على جيش جرار من داعمي الاستقرار السياسي، ستشكل مكافاتهم حجر عثرة امام كل الجهود التنموية، وستؤرق كل من يجلس على كرسي الحكم، وتقيد جهوده، وتكتم أنفاسه، وتجبره على مراجعة طموحاته وحتى معجم الفاظه.
ان الاستقرار السياسي اليوم منوط بدفع الحاكم لثمنه عدا ونقدا، لجيش الداعمين من خلال التعيينات في إدارات ومؤسسات الدولة والتغاضي عن أخطائهم وفسادهم وتقصيرهم، وبالتالي فمن الطبيعي ان يجد أي حاكم للبلد صعوبة في فرض الصرامة المطلوبة وسيضطر لتعين عديمي الكفاءة، ولن يكون بمقدوره الثبات على استراتيجية او خطة او مسار، ولن يكون من مصلحته تحديد المسؤوليات حتى يمكن لجيش الداعمين الإفلات من العقاب.
ان مسؤولية الوضع الحالي تقع على عاتق كل المجتمع وهو من عليه البحث عن نموذج سياسي بديل يحفظ مكاسبنا ويجنبنا للازمات ويحقق التنمية والتطور والازدهار لبلدنا، ولن يحدث فرق ولن تتحقق نتائج ما دمنا نعتمد ذات النموذج.
الخاصرة الرخوة
قد نتساءل جميعا كيف استطاع البعض استهداف نظامنا السياسي وتكبيل قادتنا، وهنا احيل الي هذه الفقرة من مقال سابق بعنون تنمية الريف مفتاح التنمية السياسية: “يُعد الريف الخاصرة الرخوة التي يُستهدف منها المجتمع اليوم، لذلك فعلى القوى السياسية أن تدرك أن البناء الديمقراطي لن يكتمل ما دام التهميش يسود الريف، فلا تنمية شاملة بدون تنمية سياسية، ولا تنمية سياسية ما دام سكان الريف مغيبون عن المشهد السياسي.” يعد الريف فعلا هو الخاصرة الرخوة وهو حجرة القبان أيضا، حيث تتم مصادرة قراره وبيعه في سوق النخاسة السياسية.
مكاسب ونقاط قوة
صحيح ان بلادنا تعاني من ازمة، لكنها بالمقابل تملك نقاط قوة ومكاسب يفترض ان يتم تثمينها للمحافظة عليها، فبلدنا مستقر ويملك جيشا قويا وله ممارسة ديموقراطية، كما انه متقدم في مجال الحريات العامة وحرية الاعلام، وله علاقات ممتازة مع كافة جيرانه ويملك موارد طبيعية هامة، وموقعا استراتيجيا مميزا، وشعبنا متنوع الأعراق والثقافات.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى