ولد الشيخ أحمد: لم يكن أسلاف آل الشيخ محمد فاضل قبوريين
لم يكن أسلاف آل الشيخ محمد فاضل قبوريين، بل كانوا علماء معظمين للوحي، حريصين على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، واتباع السلف الصالح، وكانوا يحضون على التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم سنته وشريعته، وتقديم أقواله وأفعاله على أقوال غيره، ويحذرونهم من الزيغ والضلال ونسبة التأثير لغير الله جل وعلا، كما أنهم كانوا يدرسون الأحكام التي منها الأيمان والنذور والتي منها اقتصار الحالف على أسماء الله وصفاته، وأن الحلف بالمخلوق حرام، وأن النذر لغير الله لا يصح وغير معتبر.
ولم تكن عندهم ظاهرة شد الرحال إلى المقابر وبناء البيوت عليها، ولا الطواف بها ومسها ونقل ترابها، ولا الذبح عندها تعظيما وتقديسا كما يفعله الشيعة الروافض، وما ذكرته مقرر في كتب القوم ومصنفاتهم، فما على المسلم المتعلم المنصف إلا أن يقرأ تراثهم وينظر في مؤلفاتهم، مثل نظم مطية المجد في السلوك لأبيهم الأكبر وشيخهم الأشهر: الشيخ محمد فاضل بن مامين ومبصر المتشوف على منتخب التصوف لابنه الشيخ ماء العينين وتصفية الطريق للشيخ التراد بن العباس بن الشيخ الحضرمي، وكل هؤلاء قدوات للكثير من الأحفاد الموجودين اليوم الذين يرجون بركات آبائهم، ويجمعون الأموال باسمهم.
وكان الشيخ ماء العينين رحمه الله في سعة من الرزق وعنده تعظيم وتقدير من العامة والخاصة، ويسكن في منطقة الصحراء، ولم ينقل أحد من أبنائه ولا أحفاده ولا تلامذته أنه شد الرحال لزيارة قبر أبيه وشيخه الشيخ محمد فاضل بالحوض، ولم يزر أهله بالحوض بعد غيابه ورحيله عنهم إلا مرتين إحداهما في حياة أبيه، والأخرى بعد وفاته ولم يكن الهدف منهما إلا صلة الأرحام.
لا أنكر أن التصوف القادري دخلته شوائب كثيرة كغيره من طرق التصوف، لكن علماء القادرية ظلوا حريصين على تنقية النصوف من الشوائب التي لحقته من الخرافات والبدع وتعظيم المخلوقات، وجعل شيوخه في مرتبة الأنبياء والملائكة.
الأستاذ محمد فاضل بن شيخنا ابن الشيخ أحمد